تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

? ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا.

? أنا لَفَتّ نظر إخواننا في كثيرٍٍ من المناسبات إلى حكمة عطف ربنا عز وجل قوله في هذه الآية ? ويتبع غير سبيل المؤمنين ? على مشاققة الرسول، ما الحكمة من ذلك؟ مع أن الآية لو كانت بحذف هذه الجملة، لو كانت كما يأتي: (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا) لكانت كافية في التحذير وتأنيب من يشاقق الرسول صلى الله عليه وسلم، والحكم عليه بمصيره السيئ، لم تكن الآية هكذا، وإنما أضافت إلى ذلك قوله عز وجل: ? ويتبع غير سبيل المؤمنين ? هل هذا عبث؟! - حاشا لكلام الله عز وجل من العبث ـ إذن ما الغاية .. ؟ ما الحكمة من عطف هذه الجملة ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) على مشاققة الرسول .. ؟ الحكمة في كلام الإمام الشافعي، حيث استدل بهذه الآية على الإجماع، أي: من سلك غير سبيل الصحابة الذين هم العصمة – في تعبيرنا السابق – وهم الجماعة التي شهد لها الرسول عليه السلام أنها الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم، هؤلاء هم الذين لا يجوز لمن كان يريد أن ينجو من عذاب الله يوم القيامة أن يخالف سبيلهم، ولذلك قال تعالى: ? ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا ?.

إذن على المسلمين اليوم في آخر الزمان أن يعرفوا أمرين اثنين:

أولاً: من هم المسلمون المذكورين في هذه الآية ثم ما الحكمة في أن الله عز وجل أراد بها الصحابة الذين هم السلف الصالح ومن سار سبيلهم .. ؟ قد سبق بيان جواب هذا السؤال أو هذه الحكمة وخلاصة ذلك أن الصحابة كانوا قريب عهد بتلقي الوحي غضا طريا من فم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولاً ثم شاهدوا نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم الذي عاش بين ظهرانيهم يطبق الأحكام المنصوصة عليها في القرآن والتي جاء ذكر كثير منها في أقواله عليه الصلاة والسلام بينما الخلف لم يكن لهم هذا الفضل من سماع القرآن وأحاديث الرسول عليه السلام منه مباشرةً ثم لم يكن لهم فضل الاطلاع على تطبيق الرسول عليه السلام لنصوص الكتاب والسنة تطبيقاً عملياً، ومن الحكمة التي جاء النص عليها في السنة: قوله عليه السلام: (ليس الخبر كالمعاينة،) ومنه بدأ ومنه أخذ الشاعر قوله: (وما راءٍ كمن سمع) فإذن الذين لم يشهدوا الرسول عليه السلام ليسوا كأصحابه الذين شاهدوا وسمعوا منه الكلام مباشرة ورأوه منه تطبيقاً عمليا، اليوم توجد كلمة عصرية نبغ بها بعض الدعاة الإسلاميين وهي كلمة جميلة جداً، ولكن أجمل منها أن نجعل منها حقيقةً واقعة، يقولون في محاضراتهم وفي مواعظهم وإرشاداتهم أنه يجب أن نجعل الإسلام يمشي واقعاً يمشي على الأرض، كلام جميل، لكن إذا لم نفهم الإسلام وعلى ضوء فهم السلف الصالح كما نقول لا يمكننا أن نحقق هذا الكلام الشاعري الجميل أن نجعل الإسلام حقيقة واقعية تمشي على الأرض، الذين استطاعوا ذلك هم أصحاب الرسول عليه السلام للسببين المذكورين آنفاً، سمعوا الكلام منه مباشرةً، فَوَعَوْهُ خير من وَعِيَ،ثم في أمور هناك تحتاج إلى بيان فعلي، فرأوا الرسول عليه السلام يبين لهم ذلك فعلاً، وأنا أضرب لكم مثلاً واضحاً جداً،هناك آيات في القرآن الكريم، لا يمكن للمسلم أن يفهمها إلا إذا كان عارفاً للسنة التي تبين القرآن الكريم، كما قال عز وجل: ? وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم ? مثلاً قوله تعالى: ? والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ? الآن هاتوا سيبويه هذا الزمان في اللغة العربية فليفسر لنا هذه الآية الكريمة، ? والسارق ? من هو؟ لغةً لا يستطيع أن يحدد السارق، واليد ما هي؟ لا يستطيع سيبويه آخر الزمان لا يستطيع أن يعطي الجواب عن هذين السؤالين، من هو السارق الذي يستطيع أو الذي يستحق قطع اليد؟ وما هي اليد التي ينبغي أن تُقطع بالنسبة لهذا السارق؟ اللغة: السارق لو سرق بيضة فهو سارق، واليد في هذه لو قُطِعَتْ هنا أو هنا أو في أي مكان فهي يدٌ، لكن الجواب هو: - حين نتذكر الآية السابقة: ? وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم ? - الجواب في البيان، فهناك بيان من الرسول عليه السلام للقرآن، هذا البيان طَبَّقَهُ عليه السلام فعلاً في خصوص هذه الآية كمثل وفي خصوص الآيات الأخرى، وما أكثرها، لأن من قرأ في علم الأصول يقرأ في علم الأصول أنه هناك عام وخاص ومطلق ومقيد وناسخ ومنسوخ، كلمات مجملة يدخل تحتها عشرات النصوص، إن لم يكن مئات النصوص، نصوص عامة أوردتها السنة، ولا أريد أن أطيل في هذا حتى نستطيع أن نجيب عن بقية الأسئلة.

منقول للأمانة

ـ[أبو معاذ الفاتح]ــــــــ[16 - 03 - 06, 10:19 م]ـ

ارجو من المشرف نقل الموضوع إلى مكانه الصحيح

فقد أخطأت

وجزاكم الله خيرا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير