تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والتفت عبد السلام محمد هارون ف بحثه (تحقيق لسان العرب) إلى الطبعة الجديدة فرأى (ان الأخطاء والتحريفات التي وردت في النشرة الأولى - أي طبعة بولاق - قد زيد عليها كثير من أمثالها، وإن كان من الحق أن بعض الأخطاء القديمة قد عولِجت بنسبة ضئيلة جداً) (18).

وبذا تناول تينك الطبعتين (19)، بعد أن أسقط من تصحيحاته ما سبق أن أشار إليه أحمد تيمور في كتابه المذكور آنفاً (20)، وأوضح أن التصحيح الجديد ظفر به في أثناء ممارسته (لتحقيق الكثير من ذخائر التراث العربي الذي أربى على ستين مجدداً بينها طائفة صالحة من المعاجم اللغوية) (21).

وكان الواجب أن ينظر عبد السلام محمد هارون في تصحيحات الآخرين - غير أحمد تيمور - دفعاً للتكرار، وإفادة من جهود لا تقل قيمة عن جهود الباحث المذكور.

كان من بين ما دار حول (اللسان) في هذا العصر عملان كبيران في باب التصحيح والتهذيب.

الأول: ما عمد إليه عبد الله إسماعيل الصاوي من تهذيب (اللسان) وتنقيته، وإيضاح مبهمه، ومقابلة النص المطبوع في بولاق مع أصل المخطوط، والتعريج على نقدات العلماء والمحققين للطبعة الأميرية الأولى، ولا سيما تصحيح أحمد تيمور (22) ثم إصداره مرتباً حديثاً بعنوان (لسان العرب) (23).

وكذلك سلخ محمد النجاري (24) عشرات السنين في معجمه الذي وافق المجمع اللغوي المصري على طبعه، دون أن يتحقق ذلك، وقد هذب ونقب، وصحح وصوب (25) >>. انتهى.

*************************************************

(1) طبع ثانية في بيروت (دار صادر): 1375 – 1376هـ/1955 - 1956م، في خمسة عشر مجلداً؛ وقد نُقدت هذه الطبعة أيضاً في بحث عبد السلام محمد هارون الآتي ذكره.

(2) مجلة الضياء: 6/ص----.

أشار اليازجي إلى حسن ما قام به المصححون من تشكيل كل ما يمكن أن يشكِل على القارئ، أو يوقع في اللبس؛ لكنه أسف على أن (هذه المزية ضاعت بكثرة ما اعتورها من الغلط الذاهب في ألفاظها كل مذهب بالتحريف أو بالتصحيف، أو بتبديل شيء من حروفها، أو بإفراغها في غير قوالبها). مجلة الضياء (6/ 66 - 67).

وقد أثنى جرجي زيدان على هذا البحث وعده دليلاً على تمكن اليازجي من ناصية اللغة (مجلة الهلال: 1324هـ/1906 - 1907: ج1 ص269)؛ وتعقبه أحمد تيمور في حواش خاصة في كتابه (تصحيح لسان العرب) (2/ 41 - 43).

(3) الكتاب قسمان:

الأول: القاهرة (مطبعة الجمالية): 1334هـ/ 1915 - 59 ص.

والثاني: القاهرة (المطبعة السلفية): 1343هـ/1924 - 48 ص.

أما الأول فمقالات نشرها المؤلف في ثلاث مجلات: المؤيد، والضياء، والآثار. (ينظر الكتاب: 1/ 2).

وأما الثاني ففي مجلة الزهراء (1/ 402 فما بعدها).

ثم أذن لمحمد عبد الجواد الأصمعي أن ينشر ذلك في كتاب مستقل، وقد فعل؛ لكنه وعد في نهاية القسم الأول أن ينشر ما جاء به علماء التصحيح الآخرون لهذه الطبعة، وهم: محمد محمود الشنقيطي، وحمزة فتح الله، وإبراهيم اليازجي، ومحمود مصطفى، ومحمد البلبيسي (هذان الآخران توليا رئاسة التصحيح في بولاق).

ولم يظهر ما وعد به الناشر.

وقد نال كتاب تيمور شهرة، وكان الكرملي يُثني عليه؛ فقال يوماً في رسالة إليه: (سررت بما أتممته من تصحيح لسان العرب والقاموس المحيط ولا جرم أن سعيك في هذا الموضوع يكون محموداً ومشكوراً؛ ولو قيض الله لنا نحو عشرة رجال يسيرون سيرتك في اللغة وإصلاح ما وقع فيها من إهمال النساخ لأصبحت اليوم كمرآة الغريبة) أي في الصفاء والنقاء. ينظر إلى (الرسائل المتبادلة: 211).

(4) مجلة الهداية عام 1331هـ/1912م: ص (31 - 39).

ذكر الباحث أنه سجل في هذا المقال بعض ما عُثر عليه من المآخذ على طبعة (اللسان) اتفاقاً، وشيئاً مما كتبه إبراهيم اليازجي وأحمد تيمور في بحثيهما المتقدمين. ينظر إلى المجلة المذكورة: ص34، 38 - 39.

(5) هذا الكتاب من الكتب الخطية المفقودة بسبب نهب خزانة الكرملي في أثناء الحرب العالمية الأولى. ينظر إلى مجلة لغة العرب: 4/ 389.

(6) مجلة لغة العرب: 8/ (1349هـ/1930م).

(7) مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق (39 - 1384هـ/1964م).

قال الباحث في الختام: (42/ 643): (ما تقدم أمثلة متفرقة من أغلاط (لسان العرب)، والأغلاط فيه تعد بالمئات، وما الغاية من عرضها إلا توجيه نظر الذين يتولون إعادة طبعة لفائدة الذين يرجعون إليه). وانظر: 39/ 510.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير