كتابه ((ومن يغفر الذنوب إلا الله)) آل عمران:133 أي لا يغفرها أحد
سواه قال الحافظ ابن عبدالهادي الحنبلي ((ولم يفهم أحد من السلف
والخلف من الآية الكريمة ((ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا
الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً)) النساء:64 إلا
المجيء إليه في حياته صلى الله عليه وسلم ليستغفر لهم)) اهـ
وهذه قضية لها علاقة بالعقيدة والتوحيد فلا يجوز التساهل فيها
والسكوت عنها وإن عقائد السلف الصالح أنهم يعبدون الله تعالى وحده
ولا يشركون به شيئا فلا يسألون إلا الله تعالى ولا يستعينون إلا بالله عز
وجل ولا يستغيثون إلا به سبحانه ولا يتوكلون إلا عليه جل وعلا
ويتوسلون إلى الله تعالى بطاعته وعبادته والقيام بالأعمال الصالحة لقوله
تعالى ((أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة)) المائدة:35 أي
تقربوا إليه بطاعته وعبادته سبحانه وتعالى
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ((اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم))
وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ((قف حيث وقف القوم فإنهم عن علم
وقفوا وببصر نافذ كفوا))
وقال الإمام الأوزاعي إمام أهل الشام رحمه الله ((عليك بآثار من سلف
وإن رفضك الناس وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول))
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله ((الزم طرق الهدى ولا يغرك قلة
السالكين وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة الهالكين))
هذا وإن شريعة الله تعالى محفوظة من التغيير والتبديل وقد تكفل الله
تعالى بحفظها فقال ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) الحجر:9
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديثه ((يحمل هذا العلم من
كل خلف عُدُوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل
الجاهلين)) وهو حديث حسن بطرقه وشواهده
نسأل الله تعالى أن يهدينا للعقيدة الصافية والسريرة النقية الطاهرة
والأخلاق المرضية الفاضلة عند الله تعالى وأن يعافينا من اتهام الأبرياء
وأن يحيينا على الإسلام وأن يميتنا على الإيمان وشريعة النبي محمد
عليه الصلاة والسلام اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا
ولا مفتونين واغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ونسأله
تعالى أن يلهمنا الصواب في القول والعمل
قال تبارك وتعالى ((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح
لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً
عظيماً)) الأحزاب:70ـ71
كما نسأله تعالى أن يجعل قلوبنا طاهرة من الحقد والحسد وعامرة
بذكر الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يلهمنا
القول بالحق في الرضا والغضب وأن يرزقنا التقوى في السر والعلانية
((هو أهل التقوى وأهل المغفرة)) المدثر:56 إنه على كل شيء قدير
وبالإجابة جدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
طالب العلم الشريف
العبد الفقير إلى الله تعالى العلي القدير
عبدالقادر الأرنؤوط
التوقيع
دمشق 1 ربيع الأول 1413 هـ
29 آب 1992 م
أسأل الله تعالى أن يغفر للشيخ عبد القادر الأرناؤوط ويرحمه ويرفع درجته في المهديين والصديقين ويدخله الجنة بغير حساب.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[03 - 04 - 06, 03:48 م]ـ
الأخ ابن حميد
محمد أبو بكر با ذيب يقول إنه يدري عن هذا البتر والتحريف وأن هذا تم على علم منه، وقد رضي أن يوضع اسمه على غلاف الكتاب، وهذا يدل على أنه راضي بما حصل.
أمَّا الشيخ عبد القادر الأرنؤوط رحمه الله فقد قال إنه لم يعلم بذلك، وبيَّن أن التحريف أو التغيير لم يفعله ولم يدر عنه إلا بعد طباعة الكتاب
فإن كنت تقيس فعل با ذيب _ مع أنه يعلم بالتحريف الذي سيحصل ثم يرضى بذلك _ بفعل الشيخ الأرنؤوط رحمه الله الذي يقول إنه لم يعلم بذلك إلا بعد الطباعة. فأنت غير منصف، ولا تريد الحق.
ومحمد أبو بكر لم يثبت براءته بل أثبت التهمة على نفسه، وهذا والله أقوله دون أي خلفيات سابقة لما حدث منه في الملتقى، فقول الحق واجب.
وتركيز المعارضين على من يكتب باسم الشافعي لأنه يكتب باسم مستعار يختفي خلفه لا يجعلنا نرد ما يذكره من حق، أما قولك قلة الأدب فأنا أرى أن أول من بدأ بها في هذا الموضوع هو با ذيب حينما قال في أول رد له:
ولست متنكرا أو متبرقعا بأسماء مستعارة أكتب من خلفها خوفا من شيء، أو حذرا من ألسنة حداد وانتقادات ومطاعن يقوم بها بعض الناس كما هو دأب كثيرين في هذا الملتقى، ممن لا أسمح لنفسي بالتنزل معهم بالسباب والشتائم وغير ذلك .. ولكن حسبي الله ونعم الوكيل، وبيني وبينهم الله والموعد القيامة.
وقد اتهمَ با ذيبُ التكلةَ _ في موضوع سابق _ بأنه يحرِّف في الاستجازات التي يكتبها من المشايخ، فلما بين له الإخوة الأمر خنس ولم يحر جوابا، فهل يحق له أن يتهم الناس بالكذب والزور، ولا يحق لغيره أن يبين خيانته بالدليل الصحيح.
أما قول أبي الحسن المدني إن الجاسر قص نصا من الكتاب الذي طبعه فهذا لا نرضاه ولو فعله من فعله وهو تلاعب بالتراث.
وهذا الاحتجاج الذي قاله أبو الحسن يذكر ببعض سراق الكتب المعاصرين الذين يسلخون كتب وتحقيقات غيرهم ثم يستدلون بفعل من سبقهم من أهل العلم الأولين.
وفعل من سبقهم ليس حجة لسرقتهم.
والله أعلم
¥