والأجهيلي وقال: أنتما ضمنتما دبيسا فلا أعرفه إلا منكما أخذ دبيس الأموال من القرى وساق الأجهيلي يطلب العراق فبعث دبيس إلى المسترشد: إن رضيت عني رددت أضعاف ما نفذ من الأموال فقال الناس: هذا لا يؤمن وباتوا تحت السلاح طول رمضان ودبيس يجمع الأموال ويأخذ من القرى حتى قيل إنه حصل خمسمائة ألف دينار وإنه قد دون عشرة آلاف بعد أن كان قد وصل في ثلاثمائة فارس مساومة دبيس للسلطان ثم قدم الأجهيلي بغداد وقبل يد الخليفة وقصد الحلة
وجاء السلطان إلى حلوان فبعث دبيس إلى السلطان رسالة وخمسة وخمسين مهرا عربية وثلاثة أحمال صناديق ذهب وذكر أنه قد أعد إن رضي عنه الخليفة ثلاثمائة حصان ومائتين ألف دينار وإن لم يرض عنه دخل البرية فبلغه أن السلطان حنق عليه فأخذ الصبي وخرج من الحلة وسار إلى البصرة وأخذ منها أموالا كثيرة
وقدم السلطان بغداد فبعث لحربه قزل في عشرة آلاف فارس فسار دبيس ودخل البرية
غدر زنكي بسونج بن بوري وفي سنة ثلاث أظهر عماد الدين زنكي بن آقسنقر أنه يريد جهاد الفرنج وأرسل إلى تاج الملوك بوري يستنجده فبعث له عسكرا بعد أن أخذ عليه العهد والميثاق وأمر ولده سونج أن يسير إليه من حماة
ففعل فأكرمهم زنكي وطمنهم أياما وغدر بهم وقبض على سونج وعلى أمراء أبيه ونهب خيامهم وحبسهم بحلب وهرب جندهم
ثم سار ليومه إلى حماة فاستولى عليها ونازل حمص ومعه صاحبها خرخان فأمسكه فحاصرها مدة ولم يقدر عليها ورجع إلى الموصل
ولم يطلق سونج ومن معه حتى اشتراهم تاج الملوك بوري منه بخمسين ألف دينار
ثم لم يتم ذلك
ومقت الناس زنكي على قبيح فعله
مقتل ابن الخجندي وفيها وثبت الباطنية على عبد اللطيف بن الخجندي رئيس الشافعية بإصبهان ففتكوا به
الفتنة في وادي التين وأما بهرام فإنه عتى وتمرد على الله وحدثته نفسه بقتل برق بن جندل من مقدمي وادي التيم لا لسبب فخدعه إلى أن وقع في يده فذبحه
وتألم الناس لذلك لشهامته وحسنه وحداثة سنه ولعنوا من قتله علانية فحملت الحمية أخاه الضحاك وقومه على الأخذ بثأره فتجمعوا وتحالفوا على بذل المهج في طلب الثأر
فعرف بهرام الحال فقصد بجموعه وادي التيم وقد استعدوا لحربه فنهضوا بأجمعهم نهضة الأسود وبيتوه وبذلوا السيوف في البهرامية وبهرام في مخيمه فثار هو وأعوانه إلى السلاح فأزهقتهم سيوف القوم وخناجرهم وسهامهم وقطع رأس بهرام لعنه الله
الإنتقام من الباطنية في وادي التيم ثم قام بعده صاحبه إسماعيل العجمي فجدوا في الإضلال والإستغواء وعامله الوزير المزدقاني بما كان يعامل به بهراما فلم يمهله الله وأمر الملك بوري بضرب عنقه في سابع عشر رمضان وأحرق بدنه وعلق رأسه وانقلب البلد بالسرور وحمد الله وثارت الأحداث والشطار في الحال بالسيوف والخناجر يقتلون من رأوا من الباطنية وأعوانهم ومن يتهم بمذهبهم وتتبعوهم حتى أفنوهم وامتلأت الطرق والأسواق بجيفهم
وكان يوما مشهودا أعز الله فيه الإسلام وأهله
وأخذ جماعة أعيان منهم شاذي الخادم تربية أبي طاهر الصائغ الباطني الحلبي وكان هذا الخادم رأس البلاء فعوقب عقوبة شفت القلوب ثم صلب هو وجماعة على السور
الحذر من الباطنية وبقي صاحب دمشق يوسف فيروز ورئيس دمشق أبو الذواد مفرج بن الحسن بن الصوفي يلبسان الدروع ويركبان وحولهما العبيد بالسيوف لأنهما بالغا في استئصال شأفة الباطنية تسليم بانياس للفرنج].
نسخ ما في الأوراق التي عندي من المخطوط المشار إليه، وسأصورها كما هي في المخطوط تماما إن شاء الله عز وجل:
سنة ثلاث وعشرين: فيها ولي الوزارة علي بن طرد للمسترشد بالله، وختم الخليفة على أن لا يولى دبيسا شيئًا، وأصلح زنكي نفسه بأن يحمل للسلطان كل سنة مائة ألف دينار وخيلا وثيابا فأقره.
وفيها في رمضان هجم دبيس بنواحي بغداد ودخل الحلة وبعث إلى المسترشد يقول: إن رضيت عني رددت أضعاف ما ذهب من الأموال، فقصده عسكر محمود ودخل البرية بعد أن أخذ من العراق نحو خمسامائة ألف دينار.
وفيها أخذ زنكي من ابن طفتكين [كذا] حماة ثم نازل حمص وأسر صاحبها سونج فلما لم يقدر عليها أخذ معه سونج مدة [كذا] إلى الموصل، فاشترى بوري بن طعتكين [كذا] سونج منه بخمسين ألف دينار، ثم لم يتم ذلك، ومقت الناس زنكي على غدره وعسفه.
فيها قتل بدمشق نحو ستة ألاف ممن كان يرمى بعقيدة الإسماعيلية، وكان قد دخل الشام بهرام الأسداباذي [كذا] وأضل خلقًا.
ثم إن طفتكين [كذا] ولاه بانياس، وكانت سيئة من سيئات طفتكين [كذا].
وأقام بهرام له داعيًا بدمشق فكثر أتباعه بدمشق وهلك هو عدة [كذا] حصون بالشام، منها حصن القدموس [كذا] وكان بوادي التيم [كذا] طوائف من الدرذية والنصيرية والمجوسيّ [كذا] قد استنفرهم الضحاك فحاربهم بهرام فهزموه].
ولعل أستاذنا الألوسي ينقل لنا التراجم الموجودة في تذكرة ابن فهد لعلي أجدها في هذه الأوراق التي عندي.
¥