وفيه إيذاء للنبي صلى الله عليه وسلم، بوصف أحب الناس إليه وبضعته التي يضره ما يضرها ويسوؤه ما يسوؤها أن فيها خصلة من خصال النفاق ... وإيذاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالقرآن والسنة والإجماع كفر ...
وغير ذلك مما لا يخفى على عاقل، ودهشت لسؤالكم عنه، لأنه لا ينكره إلا زنديق.
أما جواب سؤالكم الثاني: فقولنا "ما تجيب عنه هنا تجاب هناك"، أمر منطقي لا غبار عليه ..
لتساوي المقدمتين، فتتساوى النتيجة كما لا يخفى من علوم المنطق والمناظرة إن كنت اطلعت عليهما ..
وذلك، أن في كلا الحالتين توهم السيد الغماري معنى ونسبه لمصادره، وعند العودة للمصدر وجدنا انتفاء ما فهمه، وثبوت خلافه ... فثبت الخطأ في النقل، وبقي سبب الوقوع في الخطأ ...
فإن كان السبب فيما عزاه على ابن تيمية، فيصح أن يكون فيما عزاه للشريف جعفر الكتاني ..
وإن كان الاعتماد على حفظ سقيم، صح كذلك ..
وإن كان الحنق؛ فحنق على الأول لسلفيته، فكذلك يصح أن يكون حنقا على الآخر؛ للمنافسة العصرية بين الأسرتين الكتانية والصديقية أولا، ولاختلاف المشرب ثانيا، فالشيخ جعفر فقيه مفت مدرس بجامعة عظمى، بل رئيس علمائها، والسيد الغماري داعية للاجتهاد المطلق يعتبر أن كل ما عليه الأول - ولو من حيث تلك الحيثية - باطل ... فتنبه.
أما السؤال الثالث: فالأمر غير صحيح، أنا حكيت قصة الكوثري، وإن كنت لم أجزم بها كذلك ... وحكيت قصة ابن تيمية وجزمت بها لوقوفي عليها في الأصول، فأنت توهم عكس ذلك، وكلامك غير صحيح.
وكما أنبه على أخطاء أو تعسفات للغماري، لا يمنعني ذلك في نفس الأمر من إنصافه وعدم ظلمه، فما صرحت به وقفت عليه في عينه وفي محله، وما قرأته ولم أقف على مصادره، ولم أقارن بينها، فلا يجوز لي الجزم به، هذا هو السبب، فآثرت تقديم حسن الظن نحو الأئمة الأعلام، لا ما أحببتم الإيهام به ...
أما قولي أعلاه: انتهت القضية ... فلوضوحها لا قمعا للآخر، وذلك لأن السيد الغماري رحمه الله، نقل نقلا، وعزاه لمصدر، والمصدر موجود، وموجودة منه نسخ عدة، منها نسخته الخاصة ونسخة نجله الإمام محمد بن جعفر الكتاني عليها طرر وإلحاقات لابن المؤلف العلامة عبد الرحمن بن جعفر الكتاني، فهي أصل أصيل كما لا يخفاكم في علم المكتبات، وعلم التحقيق، فلما لم توجد في الأصول المعتمدة، والتي اعتمد عليها الخصم نفسه، فلا معنى للاستمرار في النزاع، ولم يبق إلا إثبات خطئه وخطأ نقله ..
أما ما قد يرد من الاحتمالات فهذا أمر يخص الخصم، لأنه أتى بدعوى، فتلزمه البينة، ففي علم القضاء والمواثيق صاحب الدعوى هو الملكف بإثباتها، لا المدعو عليه ..
رزقنا الله سبل الهدايات، ونجانا من طرق الغوايات، والسلام ختام ....
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[21 - 04 - 06, 05:40 م]ـ
الموضوع يهمك شخصيا يا دكتور حمزة ... وقد ألقيت على عاتق الغماري تهمة شنيعة ...
هيه يا أبا فهر؛ وما هي تلك التهمة، ائتنا من جعبتك وأفدنا، علنا لم نستفد بعد، هل تنكر أن الغماري يلقي في كتبه تهما وينسبها لأناس وهي غير صحيحة؟، أخفيت عليك كتبه أم تناصر الورداني؟، أخفي عليك ما قاله بحق ابن تيمية، وبحق حامد الفقي، وبحق شيوخ الدعوة السلفية، وبحق الصحابة معاوية وعمرو بن العاص .... إلخ
إن كان خفي عليك ذلك فأنت أحد اثنين:
1 - إما لم تطلع على كتب الغماري، فاطلع عليها ثم سلنا بعدها ..
2 - وإما أنك توافقه على ذلك، فأنت حينئذ مثله.
وإن لم يكن أحدهما، فأنت حينئذ صاحب فتنة وهوى، عياذا بالله منك ....
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 04 - 06, 06:52 م]ـ
وفقك الله.
أظن أن صلاة الجمعة بالرباط لم يمض عليها سويعات ...
وكنت أتمنى أن لا أرى ما كتبه الفاضل أبو فهر ... ولكن قدّر الله وما شاء فعل.
الكلام محدد يا أخي حمزة ... والتهمة جلية واضحة في كلامك لأحمد بن الصديق ... فاختصارا للوقت وتيسيرا عليك حددت إثباتها من خلال كتابه المنوه به ... فأحلتني على من لا أعرف ... وفي كلامك هنا مشكلة من ناحية أخرى: فقد قلت:
ونحن ما زلنا نعرف أن الكوثري - رحمه الله - كان من الناحية العلمية إماما لا يجارى، وبحرا لا يبارى، دقيق النظر، نادر الاطلاع، غواصا على الدقائق، ولو تيسر له الكتابة في الفقه ومسائله لأتى بالعجب العجاب، ولكن الله يفعل ما يشاء ...
كما لا ننسى أن الشيخ زاهدا الكوثري - رحمه الله - حارب العلمانيين والعلمانية في تركيا، وقاوم السلطة في وقت كانت تقتل الآلاف من العلماء في زمن أتاتورك لإبادة الروح والوجود الإسلامي من تلك الربوع، وهو الأمر الذي جعله يخرج مهاجرا إلى الله ورسوله إلى الشام ومصر ليبقى مشردا من أجل دينه سنين بينهما، لا مستقر له ولا مستودع .. فكان في ذلك في حكم المجاهد المرابط ..
نعم، لنا مؤاخذات عليه، كما لنا مؤاخذات على غيره، وقد ذكرنا بعضها في غير ما مكان، ولكن في نهاية المطاف لا نغمطه حقه، ولا مكانته كإمام نظار، وفقيه ضليع، ومحدث متبحر ناقد، وشامة من شامات الفكر الإسلامي المعاصر، وإن كنا لا نوافقه في الجملة في كثير من آرائه، ولكن من حيث البحث العلمي، مكانته لم يشكك فيها حتى خصومه ... .
وهنا تقول - رعاك الله -: الأخ الفاضل، هذا موضوع خارج ما نحن بصدده، وقد أحلتُ على من لهم عناية بكتب الكوثري فيمكن مراجعتهم، أما أنا فلا عناية لي بها، والسلام ...
فكيف عرفت الكوثري بصفته التي ذكرت ... إذا لم تكن - حفظك الله - ذا اعتناء بتراثه العلمي والفكري؟
عموما ما علينا ... فالأخ أبو فهر قصد التنبيه ... ولا يلزمه شئ مما ذكرتَ لأنه يعلم أكثر مما تظن في هذه المسائل ... وهو من أحرص الناس على العقيدة السنية السوية ... والمنهج الرباني الحق ... وما عهدته إلا خيّرا محبا لإخوانه ساع في مصالحهم ... وفق الله الجميع لما فيه الخير ... ورزقنا أدبا مع بعضنا بعضا.
أبا فهر لا تعليق رجاءا ...
¥