فلقد روى الشيخان فيما قلته = نص الحديث عليه متفقان
أرخوا اللحى واعفوا ولفظاً وفروا = أيضاً كذا الإكرام للأذقان
والأمر هذا للوجوب صراحة = لا يمتري فيه ذوو العرفان
وكذلكم قص الشوارب واجب = بنصوص شرع نبينا العدنان
ورد الحديث بقصه أو نهكه = فامسك بهذا النص والبرهان
هذا ومن تمثيلهم بشعورهم = فعل التواليتات للصبيان
ربوا نواصيهم مع حلق القفا = شبه اليهود وعابد الصلبان
والنص يأمرنا بحلق جميعه = أو تركه من غير ما نقصان
هذا ومن شر الأمور خطورة = ((بإعادة)) الأصنام والأوثان ((لإعادة))
ما كان من صنع التصاوير التي = عمت بها البلواء في الأوطان
فأصيب جل الناس من بلوائها = حتى رجال العلم والإيمان
بل إننا نخشى تجاوز شرها = لبناتنا وكرائم النسوان
قد أصبح التصوير في أيامنا = وكأنه فرض على الأعيان
بل أصبحوا يتألهون بحبها = كأراذل النسوان والصبيان
ونسوا حديث نبيهم في طمسها = أو كسرها من جملة الأوثان
إذ أنهم ضاهوا بفعلهم الذي = متفرد بالخلق والإتقان
هذا وشرك الأولين أساسه = ((أن قد غلوا)) في صالح الإنسان ((غلوهم))
لما غلوا صنعوا تصاويراً لهم = ذكراً وخوفاً من عمى النسيان
لكنهم لما تقادم عهدهم = سجدوا لها وغدت من الأوثان
هذا الذي نخشى على إيماننا = من محبطات الشرك والكفران
إذ أن كل وسيلة تفضي إلى الـ = منهي حكمهما إذاً سيان
فتوقَ من تصوير كل مصور = حفظاً على التوحيد والإيمان
لكن هذا النهي مختص بما = كانت له روح فثق ببياني
أيضاً وفي التصوير محذور أتى = نص الحديث عليه متفقان
أن الملائكة الكرام لفضلهم = لا يقربون أماكن الصلبان
وكذلكم لن يدخلوا بيتاً به = صور ولا كلب ولا أوثان
لكنهم ربوا الكلاب برجسها = في دورهم من جملة الصبيان
وتجاهلوا نص الحديث بقتلها = أو نفيها من سائر السكان
وكذا ورود النص فيمن يقتنى = كلباً بنقص الأجر والإيمان
إلا لصيد أو لزرع يقتنى = أو حرث ماشية مع الرعيان
لكنهم مسخوا العقول عن الهدى = والفطرة الأولى لدى الإنسان
فاستحسنوا الأمر القبيح وفعله = واستقبحوا حسناً بلا برهان
فلذلكم أكلوا الخبائث جيفة = كالنتن من حم ومن دخان
(ف) ولقد رأيت القوم في قهواتهم = سمراً على نرجيلة الشيطان
وسجائر قد أوقدوا نيرانها = مثل الدخان يثور من شكمان
((وتمضغوا)) القات المضر وشمة = منها تعاف سوائم الحيوان ((واستأكلوا))
وكذا سعوط منتن في ذوقه = مثل الرجيع وغائط الإنسان
والبعض منه مسكر ومفتر = كالسم يسري من فم الثعبان
فاستهلكوا أموالهم سرفاً بلا = نفع ولا جدوى على الأبدان
يتخوضون بغير حق الله في = مال العظيم الواحد الديان
(ف) النار أولى بالذين تخوضوا = في صرفها في طاعة الشيطان
انظر إلى النص الذي حررته = يعطيك برهاناً عظيم الشان
يقضي بتحريم الخبائث كلها = فامسك بهذا النص والبرهان
ينجيك من زيف الكلام وأهله = وخصام حزب الجهل والشيطان
هذا الدليل نظمته ونقلته = من سورة الأعراف خير بيان
لكن إرشاد الذين قلوبهم = صمت عن الإسلام والإيمان
((كالنعم)) في سرح السوائم إنهم = لا يعقلون زواجر القرآن ((كالنعق))
أو قل كذبان الورى وفراشه = فمتى يفيد الوعظ في دبان
لا يدركون الفرق بين مضرة = كلا ولا نفع على الأبدان
إسلامهم بالقول صوري بلا = علم وفهم شرائع الإيمان
قد أهملوه وضيعوه فما بقي = ((إلا كإسم أو كرسم قران)) ((إلا اسمه والرسم للقرآن))
عمروا المساجد أحكموا بنيانها = لكنها تشكو من الهجران
وكذا المنائر طولوا بنيانها = فوق القصور وعالي البنيان
وكذا محاريب المساجد زخرفوا = جدرانها بزخارف الألوان
ولقد روينا الحكم في السنن التي = صحت بلا شك ولا نكران
أثراً يصدق كل ما سجلته = من زخرفات مساجد ومبان
وكذا تباهي الناس في عمرانها = قبل القيامة آخر الأزمان
لكنها من نور هدي نبينا = صارت خراباً دونما عمران
هذا نذير للقيامة قد أتى = بنهاية الدنيا بلا حسبان
لا تحسبن الأمر هذا هيناً = فلربما يوم القيامة دان
فإذا العباد تلاعبوا في دينهم = وتظاهروا بقبائح العصيان
تأتي القيامة عند ذلك بغتة = بهلاك جمع الخلق والأكوان
قسماً لقد ركبوا المعاصي جهرة = واستنكفوا عن طاعة الرحمن
وإذا نصحت القوم أو عاتبتهم = قالوا لك الرحمن ذو غفران
ونسوا بأن الله جل جلاله = ملك عظيم البطش والسلطان
¥