يملي لبعض الظالمين بظلمهم = حتى ليأخذهم بلا حسبان
يا رب عفواً لا تؤاخذنا بما = قد قارف الجهال من عصيان
كم يعصرون الخمر في حاناتهم = ((وشرابهم)) قد صار بالإدمان ((وشرابه))
بل يفخرون بشربه وبسكره = جهراً بلا خوف من الديان
ولذا فقد قلبوا اسمه بتحايل = حتى ليشرب دونما نكران
قسماً لقد نص الحديث بأنه = قد يستحل بآخر الأزمان
هذا كما يروي البخاري الذي = جمع الصحيح بأحسن الديوان
سيكون قوم يستحلون الحرى = والخمر ثم معازف الشيطان
قسماً لقد جاء الحديث مطابقاً = للواقع الحالي بشهد عيان
فقد استحلوا لبس كل محرم = ذهب وخز صار للشبان
خابوا لقد خسروا لقبح فعالهم = وخروجهم عن طاعة الرحمن
هذا ومن شر المعاملة التي = فيها خراب الدين والبلدان
صارت معاملة الربا في بيعهم = وبنوكهم جهراً بلا نكران
قرضاً وبيعاً والصيارف أمعنوا = في فعله بتلاعب الشيطان
وتبايعوا أيضاً ببيع العينة = بيعاً يخالف شرعة الرحمن
تفسير ذلك أن يبيعك سلعة = في الحال يشريها مع النقصان
وكذلكم فعل الخيانة قد سرى = في المتر والمكيال والميزان
وكذلك الأيمان عند بيوعهم = تُغدي الديار بلاقع الحيطان
أسبابه ضعف الأمانة عندهم = وخلوهم من صادق الإيمان
بل جاءنا نص الحديث بفقدها = أو رفعها في آخر الأزمان
فلرفعها صار الأمين مخوناً = والغاش والخوان مؤتمنان
وكذا اللئيم مشرفاً ومكرماً = وهو عديم الدين والإيمان
والجاه أيضاً والوساطة عندهم = صارا هما الحكمان والميزان
وكذا الرشاوى عمت البلوى بها = في سائر الأقطار والبلدان
ضاعت حقوق الناس من إفشائها = وازداد قول الزور والبهتان
بل أفسدت شيم الرجال ودينهم = لما تعاطاها الخبيث الداني
لما أرادوا فعلها قلبوا اسمها = بهدية حيل من الشيطان
فإذا أتاهم طالب لقضية = قالوا السرى متوقف شهران
حتى إذا ألقى إليهم درهماً = قاموا بتقديم السرى سرعان
أعني كتاتيب المناصب سيما = من كل ذي متوظف خوان
وإذا اشتكى الإنسان من تعقيدهم = قالوا له خصم لدود الشان
حيل لأموال العباد وأكلها = ظلماً وقالوا الرب ذو غفران
مثل ابن باعورا الذي في ما مضى = ضربت له الأمثال في القرآن
إذ مال للدنيا وجمع حطامها = سلخ من الآيات والإيمان
فإذا به كالكلب يلهث دائماً = في حمله أو تركه سيان
هذا لشدة حرصه متلهفاً = حتى ينال معايش الحيوان
هذي صفات العالم السوء الذي = يشتد حرصاً للحطام الفاني
هذا وكم من عالم في عصرنا = في شبه بلعام الدني الشان
وتعلموا حتى حظوا بشهادة = طلباً لرفع الجاه والسلطان
وجفوا عن العلم الذي بضيائه = يدنيهمُ من خشية الرحمن
لبسوا ثياب العلم واحتالوا بها = حيلاً لجلب المال بالأديان
عكفوا على الدنيا وجمع حطامها = دون العبادة للعظيم الشان
ولذا فقد شدوا الركاب لجمهعا = حتى ينالوها بلا حسبان
أم من حلال أو حرام كسبها = فكلاهما من حرصهم سيان
وحديثهم في شأن جمع حطامها = شغلوا به عن طاعة الرحمن
لكن هناك طوائف لما تزل = بالحق ظاهرة بلا خذلان
تدعوا إلى الدين الحنيف وعلمه = من صادق الإخلاص والإيمان
لا يعتريهم شبهة في دينهم = لضياء نور العلم والإتقان
حفظاً من الرب الرحيم لدينه = والعاملين بسنة العدنان
يا رب واجعلنا من الحزب الذي = يحمي جناب الدين والإيمان
وأدم لنا التوفيق وانصرنا على = حزب الضلال وشيعة الشيطان
وتقبلن منظومة أكملتها = هبة وتوفيقاً من الرحمن
درر من الشعر الحكيم نظمتها = كجواهر الياقوت والمرجان
إن كنت قد وفقت في تأليفها = فالفضل والإنعام للمنان
أو كنت قد أخطأت فهي عثرة = مني وتوهيم لضعف جنان
أرجو من الرب الرحيم إقالتي = والعفو عن زللي وعن نسياني
قولوا دواماً كلما تتلونها = الله يعفو عنك يا زهراني
إني قصدت النصح دون شماتة = أو عيب شخص زل في عصيان
لو شاء رب العرش جل جلاله = لهدى جميع الناس للإيمان
لكن حكمته اقتضت في خلقه = أن يملأ الجنات والنيران
ولذا يقول العالم النحرير في = منظومه الموزون بالإتقان
وانظر إلى الأقدار جارية بما = قد شاء من غي ومن إيمان
واجعل لقلبك مقلتين كلاهما = في الحق في ذا الحق ناظرتان
وانظر بعين الحكم وارحمهم بها = إذ لا ترد مشيئة الديان
وانظر بعين الأمر واحملهم على = أحكامه فهمُ إذاً نظران
لو شاء ربك كنت أيضاً مثلهم = فالقلب بين أصابع الرحمن
¥