تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يملي لبعض الظالمين بظلمهم = حتى ليأخذهم بلا حسبان

يا رب عفواً لا تؤاخذنا بما = قد قارف الجهال من عصيان

كم يعصرون الخمر في حاناتهم = ((وشرابهم)) قد صار بالإدمان ((وشرابه))

بل يفخرون بشربه وبسكره = جهراً بلا خوف من الديان

ولذا فقد قلبوا اسمه بتحايل = حتى ليشرب دونما نكران

قسماً لقد نص الحديث بأنه = قد يستحل بآخر الأزمان

هذا كما يروي البخاري الذي = جمع الصحيح بأحسن الديوان

سيكون قوم يستحلون الحرى = والخمر ثم معازف الشيطان

قسماً لقد جاء الحديث مطابقاً = للواقع الحالي بشهد عيان

فقد استحلوا لبس كل محرم = ذهب وخز صار للشبان

خابوا لقد خسروا لقبح فعالهم = وخروجهم عن طاعة الرحمن

هذا ومن شر المعاملة التي = فيها خراب الدين والبلدان

صارت معاملة الربا في بيعهم = وبنوكهم جهراً بلا نكران

قرضاً وبيعاً والصيارف أمعنوا = في فعله بتلاعب الشيطان

وتبايعوا أيضاً ببيع العينة = بيعاً يخالف شرعة الرحمن

تفسير ذلك أن يبيعك سلعة = في الحال يشريها مع النقصان

وكذلكم فعل الخيانة قد سرى = في المتر والمكيال والميزان

وكذلك الأيمان عند بيوعهم = تُغدي الديار بلاقع الحيطان

أسبابه ضعف الأمانة عندهم = وخلوهم من صادق الإيمان

بل جاءنا نص الحديث بفقدها = أو رفعها في آخر الأزمان

فلرفعها صار الأمين مخوناً = والغاش والخوان مؤتمنان

وكذا اللئيم مشرفاً ومكرماً = وهو عديم الدين والإيمان

والجاه أيضاً والوساطة عندهم = صارا هما الحكمان والميزان

وكذا الرشاوى عمت البلوى بها = في سائر الأقطار والبلدان

ضاعت حقوق الناس من إفشائها = وازداد قول الزور والبهتان

بل أفسدت شيم الرجال ودينهم = لما تعاطاها الخبيث الداني

لما أرادوا فعلها قلبوا اسمها = بهدية حيل من الشيطان

فإذا أتاهم طالب لقضية = قالوا السرى متوقف شهران

حتى إذا ألقى إليهم درهماً = قاموا بتقديم السرى سرعان

أعني كتاتيب المناصب سيما = من كل ذي متوظف خوان

وإذا اشتكى الإنسان من تعقيدهم = قالوا له خصم لدود الشان

حيل لأموال العباد وأكلها = ظلماً وقالوا الرب ذو غفران

مثل ابن باعورا الذي في ما مضى = ضربت له الأمثال في القرآن

إذ مال للدنيا وجمع حطامها = سلخ من الآيات والإيمان

فإذا به كالكلب يلهث دائماً = في حمله أو تركه سيان

هذا لشدة حرصه متلهفاً = حتى ينال معايش الحيوان

هذي صفات العالم السوء الذي = يشتد حرصاً للحطام الفاني

هذا وكم من عالم في عصرنا = في شبه بلعام الدني الشان

وتعلموا حتى حظوا بشهادة = طلباً لرفع الجاه والسلطان

وجفوا عن العلم الذي بضيائه = يدنيهمُ من خشية الرحمن

لبسوا ثياب العلم واحتالوا بها = حيلاً لجلب المال بالأديان

عكفوا على الدنيا وجمع حطامها = دون العبادة للعظيم الشان

ولذا فقد شدوا الركاب لجمهعا = حتى ينالوها بلا حسبان

أم من حلال أو حرام كسبها = فكلاهما من حرصهم سيان

وحديثهم في شأن جمع حطامها = شغلوا به عن طاعة الرحمن

لكن هناك طوائف لما تزل = بالحق ظاهرة بلا خذلان

تدعوا إلى الدين الحنيف وعلمه = من صادق الإخلاص والإيمان

لا يعتريهم شبهة في دينهم = لضياء نور العلم والإتقان

حفظاً من الرب الرحيم لدينه = والعاملين بسنة العدنان

يا رب واجعلنا من الحزب الذي = يحمي جناب الدين والإيمان

وأدم لنا التوفيق وانصرنا على = حزب الضلال وشيعة الشيطان

وتقبلن منظومة أكملتها = هبة وتوفيقاً من الرحمن

درر من الشعر الحكيم نظمتها = كجواهر الياقوت والمرجان

إن كنت قد وفقت في تأليفها = فالفضل والإنعام للمنان

أو كنت قد أخطأت فهي عثرة = مني وتوهيم لضعف جنان

أرجو من الرب الرحيم إقالتي = والعفو عن زللي وعن نسياني

قولوا دواماً كلما تتلونها = الله يعفو عنك يا زهراني

إني قصدت النصح دون شماتة = أو عيب شخص زل في عصيان

لو شاء رب العرش جل جلاله = لهدى جميع الناس للإيمان

لكن حكمته اقتضت في خلقه = أن يملأ الجنات والنيران

ولذا يقول العالم النحرير في = منظومه الموزون بالإتقان

وانظر إلى الأقدار جارية بما = قد شاء من غي ومن إيمان

واجعل لقلبك مقلتين كلاهما = في الحق في ذا الحق ناظرتان

وانظر بعين الحكم وارحمهم بها = إذ لا ترد مشيئة الديان

وانظر بعين الأمر واحملهم على = أحكامه فهمُ إذاً نظران

لو شاء ربك كنت أيضاً مثلهم = فالقلب بين أصابع الرحمن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير