تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أيها القارئ الكريم: الرسالة التي بين يديك مختصرة جدا ولكنها في غاية الأهمية إذ فيها ارتقاء بلغة الحوار والطرح وهذا أسلوب نفتقده ونحن بأمس الحاجة إليه وفيها صدق المعلومة وتوثيقها من غير مبالغة أو استفزاز أو استثارة وقد حرص المؤلف جزاه الله خيرا على الاختصار وسهولة العبارة وبيان أنه يمكن للباحثين الجادين الذين يريدون التقريب بين المذاهب الموافقة لكتاب الله وسنة رسوله بوجود الحقائق في الكتب المعتمدة لديهم أو من خلال إبرازها والتمسك بها يتم تقريب شقة الخلاف.

أيها القارئ الكريم: لا تعجل في الحكم وعليك أن تقرأ وتتمهل في الاطلاع والقراءة ولا تتأثر بالروايات التي تخالف العقل والفطرة السليمة لأنها من أهم أسباب الفرقة بين الأمة.

ومعذرة على الإطالة وإلى رسالة أخرى تخدم وحدة الأمة الإسلامية وتزيل الغشاوة عن الأبصار.

صالح بن عبدالله الدرويش: القاضي بالمحكمة الكبرى بالقطيف

تأملات في كتاب نهج البلاغة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين وبعد:

فإن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله الطيبين واجبة على المسلمين دون غلو، وعلى المسلم التمسك بما ثبت في فضائلهم في الكتاب و السنة الصحيحة، ورفض الروايات التي لا أساس لها ولا سند، والمدسوسة في كثير من المرويات. وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتعبد الله تعالى في صلاتنا بالصلاة والسلام على محمد وآل محمد قبل التسليم. وأن نقول كما ثبت في الصحيح (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) [1]. وقال صلى الله عليه وسلم: (أذكركم الله في أهل بيتي) [2].

نعمة العقل:

لقد فضل الله تعالى الإنسان على الحيوان بنعمة العقل وجعل التكليف ساقطا عمن فقد هذه النعمة، لعدم مقدرته على التمييز، قال تعالى: {وهديناه النجدين} [3]، وقال تعالى: {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا} [4].

ولقد بشر الله تعالى أهل العقل والفهم في كتابه الكريم، فقال: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشرعباد. الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب} [5]، وقال تعالى: {وإلاهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم.إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيى به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون} [6].

إن العقل أحد مصادر التشريع عند الشيعة، قال زين الدين العاملي الملقب بالشهيد الثاني: (والأصول الأربعة الكتاب والسنة والإجماع والعقل) [7].

وفي الكافي أن رسول الله قال: (ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل) [8]، وفي الكافي أيضا (سمعنا أبا عبد الله يقول لا غنى أخصب من العقل) [9]، وفيه أيضا (عن ابن السكيت أنه قال للرضا: فما الحجة على الخلق اليوم؟ فقال الرضا: العقل تعرف به الصادق على الله فتصدقه والكاذب على الله فتكذبه، فقال ابن السكيت هذا هو والله الجواب) [10].

إذن فعلينا أن نفكر، وندع عقولنا تعمل فإن من عيوبنا قلة البحث والقراءة والذي لا يقرأ يعير عقله غيره فلا تجده يفكر وللأسف الشديد فإن تلقينا العلم والدين بالوراثة فهي المصدر.

أيها القارئ الكريم: حسبك الروايات السابقة لكي تفكر وتهتم بعمل العقل في كل ما يعرض عليك.

مكانة نهج البلاغة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير