[على هامش التحقيق والتلزيق]
ـ[أبو المعاطي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 03:02 م]ـ
عندما حملت هنا كتاب المعرفة والتاريخ، سأل أخي الفاضل محمد عبد الله عن القسم الأخير الذي أضافه المحقق وليس في المخطوط، فكتبت هذا الرد، وأردت وضعه في المشاركة المذكورة، فرأيت أن الفائدة ستكون قليلة، فوضعته هنا، فلعل أن تكون فيه فائدة:
قلتُ:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد عبد الله
هذا القسم الموجود في آخر المعرفة والتاريخ يجب أن يحذف من الكتاب
فقد أضافه محقق الكتاب من بحوثه، وليس من مخطوطة أصلية للكتاب
وأضرب لك مثالاً:
الإخوة الهنود الذين حققوا مصنف ابن أبي شيبة أضافوا عليه أحاديث من سنن ابن ماجة، وسنن البيهقي، لمجرد أنه يوجد في الإسناد: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
وعندما قام الإخوة في دارالرشد بتحقيق الكتاب قاموا بحذف ذلك كله، فأصابوا، ونفعوا الأمة.
لأن أبا بكر بن أبي شيبة له من مصنفاته الكثير، وربما نقل ابن ماجة عن غير المُصَنَّف.
وكذلك الحال في كتاب المعرفة والتاريخ، إذ قام محققه بتكليف الطلبة عنده في الجامعة، بالبحث في تاريخ ابن عساكر، والبداية والنهاية، وسير أعلام النبلاء، وبعض الكتب الأخرى، بالبحث عن كلمة (الفسوي)، وكلما وجد نصًّا قارنه بالكتاب، وكل مالم يعثر عليه أضافه في آخر الكتاب، زاعمًا أنه من القسم المفقود، وهذا ليس من التحقيق العلمي في شيءٍ.
لأن السؤال السهل اليسير الذي يقال للمحقق هو: ومن أدراك أن هذا من المعرفة والتاريخ وليس من كتاب آخر من كتب الفسوي؟!
أو من رواية رواها عن الفسوي أحد تلاميذه، ودونها التلميذ في كتابه هو، ولم يدونها الفسوي؟!
وقد أثبت المحقق في مقدمته أن الفسوي له ستة كتب، وكتب المحقق:
وقد وصل إلينا من مؤلفاته المجلدان الثاني والثالث من كتاب المعرفة والتاريخ، وفقد المجلد الأول منه، كما وصل إلينا الجزءان الثاني والثالث من مشيخته، أما بقية أجزاء المشيخة فمفقودة.
وهنا أقول، يا أخ محمد؛ فلعل الذي وجده المحقق متناثرا في الكتب من رواية الفسوي، وأثبته في نهاية المعرفة والتاريخ، هو في الأصل من المشيخة، خاصة وقد فقد منها أربعة أجزاء.
وهذا ايضًا ليس بالكلام القائم على العلم، وكله من باب التنجيم والظن.
ولذلك لا يحق لباحث، ينقل عن الزيادة التي زادها المحقق، ويقول: أخرجه الفسوي.
بل يقول: أخرجه ابن عساكر، مثلا، من طريق الفسوي، والإحالة هنا على تاريخ دمشق.
أخي محمد؛
في الأيام الأخيرة أعطاني واحد من أصحاب دور النشر صحيح ابن خزيمة محققًا، للنظر فيه قبل الطبع، ووجدتُ مصيبة لو وقعت على شاب قوي لأباحت له الفطر؛
قام المحقق (المودرن) باستخدام الألفية، والشاملة، في البحث عن محمد بن إسحاق بن خزيمة، وكلما وجد حديثا عند الطبراني، أو السيوطي، أضافه إلى الكتاب، وقال: وهذا مما سقط من المخطوط.
والله يا أخ محمد لم أكمل المقدمة، لأن الصيام يجب الحفاظ عليه
أخي؛ هناك فرق بين التحقيق والتلزيق.
والسلام عليكم
ـ[وضاح اليمن]ــــــــ[03 - 10 - 06, 10:48 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا المعاطي ..
ومن عقابيل هذا المرض , أعني التلزيق في التحقيق! , عافاني الله وإياك وسائر إخواننا , أن يأتي بعض المتعجلين فيجد الحديث في ذاك القسم فلا يخطر بباله إلا أنه من أصل الكتاب , فيذهب يعزوه إليه جذلان فرحًا!
ومن أطرف ما مر بي من ذلك .. أن ابن عبد البر روى في كتابه «جامع بيان العلم» (رقم 115 - طبعة ابن الجوزي) حديثًا من طريق الفسوي , فجاء محقق «المعرفة» ونقله منه وجعله في القسم الملحق آخر كتابه تحت فصل بعنوان: نصوص مقتبسة أحسبها من كتاب السنة للفسوي , فجاء محقق كتاب ابن عبد البر إلى ذلك الحديث ليخرجه فقال: أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 397)!! وما علم أنها بضاعته ردت إليه!! وأن محقق المعرفة إنما نقله عن كتاب ابن عبد البر الذي يحققه!! وأنه فوق ذلك جعله من كتاب السنة لا من كتاب المعرفة!!
ثم جاء علي الحلبي في تحقيقه لمفتاح دار السعادة (1/ 388) , فسرق تخريج محقق جامع ابن عبد البر للحديث , وسرق معه هذه الإحالة الطريفة!!
فهذه ظلماتٌ بعضها فوق بعض ..
ـ[محمد بن حسن أبو خشبة]ــــــــ[04 - 10 - 06, 12:10 ص]ـ
في الأيام الأخيرة أعطاني واحد من أصحاب دور النشر صحيح ابن خزيمة محققًا، للنظر فيه قبل الطبع، ووجدتُ مصيبة لو وقعت على شاب قوي لأباحت له الفطر؛
قام المحقق (المودرن) باستخدام الألفية، والشاملة، في البحث عن محمد بن إسحاق بن خزيمة، وكلما وجد حديثا عند الطبراني، أو السيوطي، أضافه إلى الكتاب، وقال: وهذا مما سقط من المخطوط.
يا رجل اتق الله في الشيخ ماهر الفحل.
أولا: الشيخ لم يستخدم الشاملة، ذكر الشيخ في غير مناسبة: أنه أخرج الأحاديث من المسند المعلل المشروع الكبير الذي توقف وذلك من خلال إتحاف ابن حجر وغيره.
ثانيا: أنت فعلت نفس الفعل في تحقيقك لمسند أحمد، فهل هو الكيل بمكيالين؟؟
والله يا أخ محمد لم أكمل المقدمة، لأن الصيام يجب الحفاظ عليه
ما شاء الله على الورع!!!
¥