تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الإخوة الكرام إن هذا الكلام محض كذب وتمويه لأمور كثيرة جدا أقتصر منها على ما يلي:

- أولا: إن مكتبة الإسكوريال لم ينسخها المقيمون تحت الحكم الإسباني الصليبي وإنما هي أصلا مكتبة الملك المغربي زيدان السعدي، الذي كان في حروب مع منافسيه على الحكم بعد وفاة والده السلطان احمد المنصور الملقب بالذهبي (ت1012هـ)، فأراد أن يحمل كتبه بحرا إلى مدينة من مدن الشمال فصادف السفينة قراصنة إسبان سرقوها وحملوها إلى بلادهم وأخذها ملوكهم ووضعوها في دير الإسكوريال وقد تفطنوا لما فيها من نفائس فلم يحرقوها كما فعلوا بجميع كتب المسلمين في بلاد الأندلس ومدنها، وخبر المكتبة ومحتوياتها مشهور معروف لا حاجة للإطالة بذكره.

- ثانيا: إن النسخة الأصلية لمقدمة ابن خلدون وتاريخه والتي استند عليها الباحثون لطبع الكتاب محفوظة بخزانة جامع القرويين بخط ابن خلدون نفسه الذي كان مقيما بالمغرب ثم رحل إلى مصر وزار المشرق، وقد انتشر كتابه في حياته ونسخه الناس واشتهر، ولم يعتمد احد فيما نعلم على نسخة الإسكوريال إن كانت موجودة هناك أصلا لأنها متأخرة والأصل موجود بمدينة فاس كما ذكرنا، وهو احق أن يعتمد.

- ثالثا: كيف أمكن للدكتور المذكور أن يستدل بهذه القصة على كون تاريخ ابن خلدون مزورا كأن ابن خلدون عاش في الأندلس ولم تعرف كتبه إلا في العصر الحديث، وأنها انتشرت من طرق الإسبان المزورين؟؟؟؟ إن ابن خلدون لم يعش في الأندلس ولكن بالمغرب والمغرب الأوسط (الجزائر) وإفريقية (تونس) ورحل إلى مصر والشام .. ويذكرني هذا الاستدلال بمثل مغربي مشهور يضرب للاستدلال الفاسد وهو طاحت الصومعة، علقوا الحجام. أي إذا سقطت الصومعة يعاقب الحلاق بالشنق؟؟؟؟

ثار حديث كثير ونقاش وجدل ومراء حول ابن خلدون ومقدمته وكتابه وانبرى طائفة من الناس وحتى النسناس للتشكيك في الكتاب وصاحبه والطعن عليهما ولازال ذلك مستمرا حتى يومنا هذا، خاصة ما قيل عن طعن ابن خلدون في العرب ولمزهم بكل نقيصة وإعلاء منزلة البربر -كما زعموا- وقد أعجبني كلام ذكره أحد المؤرخين الأفاضل وهو الأستاذ عبد الحليم عويس، حول هذه القضية وقد درس المقدمة دراسة علمية مستفيضة، فقال ما ملخصه إن ابن خلدون رحمه الله عندما كان يلمز العرب ويذكر مثلا أن العرب إذا استولت على الأمصار أسرع إليها الخراب -كما في عنوان بعض فصول المقدمة- إن مقصوده ما شهده عصره من اجتياح الأعراب وقبائلهم للمدن والقرى وإهلاكهم الحرث والنسل في الغرب الإسلامي قادمين من مصر بعد أن أغراهم الشيعة الفاطميون بذلك انتقاما من المغاربة - سكان إفريقية خصوصا وهي تونس الحالية لخلعهم بيعتهم وطرد ولاتهم ورجوعهم إلى مذهب الإمام مالك رحمه الله تعالى، فهؤلاء الأعراب كانوا قوما لادين لهم بل العصبية ولا شريعة ولكن الحمية، فقتلوا وشردوا وسرقوا ... واجتاحوا القيروان مدينة العلم وخربوها وجعلوها أثرا بعد عين، إن ابن خلدون كما يقول الأستاذ عبد الحليم عويس، يتحدث عن العرب عندما يتنكبون هدي النبي صلى الله عليه وسلم ويتركون الرسالة ويهملون القرآن ويعتصمون بعصبياتهم وأنسابهم وقبائلهم فيرجعون إلى جاهليتهم وجهلهم وكفرهم وضلالهم .. اما عندما يعتصمون بحبل الله وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم يصبحون خير الناس وأفضل الناس هداة مهتدين، (ولأمر ما يثار هذا الموضوع في هذا الزمن الرديء) هكذا تحدث ابن خلدون العالم الصالح الورع، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا، وقد انبرى للمزه الذين فهموا موقفه هذا من القوميين والملحدين الماركسيين وغيرهم من الذين يرون للعرب الفضل كله بعيدا عن الدين والعقيدة والرسالة التي أخرجتهم من الظلام الدامس إلى النور الوضاء ومن الجاهلية الجهلاء إلى الحضارة البناءة السمحة .. اما الذين لم يفهموا ولم يستوعبوا كما استوعب الأستاذ عويس فصاروا يرددون دون وعي ما يروج وعند الله تجتمع الخصوم

وخلاصة القول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير