لا صحة لما يروج حول المقدمة، ثم إننا لم نسمع من المختصين في الدراسات المغربية الأندلسية ما يدل على إقدام الإسبان على تزوير كتب المسلمين لأنهم بكل بساطة لجاوا إلى حل سهل بسيط وهو إحراق البشر والشجر والحجر فضلا عن الكتب وكل ما يمت إلى الإسلام بصلة، وبذلك قامت محاكم التفتيش مدة مائتي سنة ... وحتى إذا وجد هذا الزعم فلن يكون إلا شيئا يسيرا جدا ... لأن الإسبان كانوا يعرفون أن عملهم هذا لن يغني شيئا لأن كتب المسلمين منتشرة في بلادهم نسخا وحفظا، لا يضرها تزوير ... وما ذكر هنا إنما هي حكاية نطلب من أهل الحديث ونحن في منتدياتهم أن يعرضوها أولا على مناهج الجرح والتعديل وتحقيق السند والمتن، ثم لننظر بعد ذلك ما يكون؟؟؟؟ وأقل ما يقال فيها - إن صحت - أنها مبنية على السرقة، فهذا الرجل سرق الورقة المخطوطة التي زعم أن فيها ذكر التزوير، ولا حق له في أخذها والاحتفاظ بها لأن الذين سمحول له بأخذ الكتاب إأتمنوه عليه، ومع ذلك سرق فهل يصح للمسلم أن يسرق؟؟؟؟؟؟؟ ولمعلومات الذين لا يعرفون إن مكتبة الإسكوريال مكتبة منظمة بل شديدة التنظيم، ولا يسمح فيها باختلاء الباحث بالمخطوطات وقد صنفت كتبها ونظمت بعد تصفحها فلم يبق بها الإسبان ورقة ولا جذاذة، ويبدو أن المخبر بهذه القصة قاس على مكتبات المخطوطات عندنا التي يسيرها جهال لا علاقة لهم بالكتب ... وعند زوار الإسكوريال والمكتبات الغربية الخبر اليقين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فيا قراء ابن خلدون لا يطرف لكم جفن ولا ينزعج لكم بال، فكتب ابن خلدون سليمة من كل تزوير وأصولها محفوظة بخطه بالمغرب بخزانة القرويين بمدينة فاس وعند محافظها الدكتور سعيد الغزيوي الخبر اليقين، وهذا الذي يروج الآن محض كذب لم نسمع به عند المحققين الأفاضل وقد مر منهم جمع غفير ببلاد الإسلام رحمهم الله جميعا ... ولأمر ما ينتقص ابن خلدون ويعاب .. وليس هذا بجديد فقد سبق إلى ذلك المستشرقون الحاقدون وتبعهم طائفة من الجاهلين .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. وصدق من قال لو سلم الناس من الناس لاستراح الناس
وسبب هذا اللغط جهل كثير من المشارقة المتصدين لدراسة المغرب بتاريخه وأعلامه وعلمائه وأحداثه ودوله ووقائعه وتصديقهم كل ما يروى عنه دون تثبت ولا روية ودون الرجوع إلى أهل العلم بذلك ولو فعلوا لاهتدوا إلى طريق الصواب، إضافة إلى شغف طائفة أخرى بتنقيص السلف وسلخ كل فضيلة تنسب إليهم ووصمهم بكل نقيصة، طلبا للشهرة وإظهارا للعلم والمعرفة والتباسا بالفهم ورغبة في إبراز جديد الاكتشاف وغميس الأخبار والتنفج بذلك بين الناس ..
كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
والله تعالى أعلم
اللهم اهدنا للصواب وثبتنا عليه آمين
والسلام
ـ[محمد السوقي]ــــــــ[30 - 10 - 06, 02:49 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .......
شيخنا الفاضل أبا عيسى جزاك الله عنا كل خير فقد كفيت و شفيت و الحقُّ أني عندما سمعت هذه القصَّة اقشعر لها -والله- جلدي و قلت لمن حولي مباشرة هذا ماسمعناه من أهل العلم من قبل و لكن الرجل الذي تفوه بالكلام هو جليل القدر عندي فجعلت أتهم نفسي و قلت مالي إلا أن أعرض هذا الكلام على أهل العلم في هذا الملتقى المبارك فهم ملاذي بعد الله عز و جلَّ و ما خاب ظني و لله الحمد ...
أما بالنسبة للسند فأنا أو ل هذه السلسلة و أرجو من الله أني قد أديت القصة بأمانة، و ثاني السلسلة هو الدكتور علي إبراهيم كردي أستاذ الأدب المغربي و الأندلسي في جامعة دمشق و هو ثقة إن شاء الله و هو من المحققين الذين نحسبهم إن شاء الله من الصالحين و الذين عملوا في ميدان الأدب الأندلسي و المغربي و قدموا خدمات جليلة له، و أما ثالث هذه السلسلة فهنا تكمن المشكلة من هذا الباحث الذي اكتشف مثل هذا الأمر؟ و لمَ لمْ يشتهر بين الأوساط إلا في هذه السنوات المتأخرة؟ و هل يمكننا الاعتماد على مثل هذه الوريقة التي لا ندري مدى صحتها و لأي عصر تعود أن ننسف كتاب بأكمله؟ ثم بعد ذلك لماذا لانعكس الأمر و نقول أن هؤلاء الذين أرادوا تشويه حضارتنا هم الذين دسَّوا هذه الوريقة للتشكيك بصحة تراثنا و إثارة القلاقل و البلابل ألا يصح قول ذلك؟؟؟؟ و أكرر شكري و تقديري لشيخنا الذي أتحفنا بمثل هذا النقد العلمي الرصين و ما لي إلا أن أدعو لك و لأمثالك من طلبة العلم الغيورين على دين الأمة و تراثها، زادك الله علماً و بارك فيك أين ماكنت و جزاك الله عنا و عن كل المسلمين خير جزاء، و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
محبكم في الله .....
ـ[أبو عيسى الإلغي]ــــــــ[30 - 10 - 06, 03:00 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
وأنت أهل الجزاء والإحسان أيها الأخ الكريم، وأعتقد أن نظرية المؤامرة الخارجية في هذه القضية غير واردة والله أعلم، لأننا نقرأ كثيرا في كتب الإسبان ومجلاتهم وللأسف هم يدرسون تراثنا بجد ويبحثون فيه وينشرون في مجلاتهم ولهم مجلات متخصصة في هذه الموضوعات، والمؤامرة في نظري الكليل داخلية بمعنى أن وراء هذه الحكاية المصطنعة حظوظ النفس والرغبة في الظهور بالطبع أنا أتحدث عن ملفق الحكاية الذي ادعى أنه ذهب وأنه رأى .. و ... أما من نقلها فقصده والحمد لله النقد وتمييز السليم من الصحيح .. غير أن أمثال هذه الحكايات -وهي عندي نظيرة الإسرائيليات في التفسير - إذا عرضت على النقاد سرعان ما يظهر بهرجها كما يقول ابن سلام، ومنهم ببلاد المشرق طائفة من الأعلام رحم الله من توفي منهم وبارك في من بقي
وعلى المحبة والسلام.
¥