الله عليه و سلم- قبل وفاته بخمس ليال، و نهى فيه عن اتخاذ القبور مساجد .. بتأويلات باطلة، و تعسفات مضحكة، و مكابرة ظاهرة! و خالف الأحاديث الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم تشبه النساء بالرجال و الكفار .. و أعرض عن العمل بها بلا عذر و لا دليل مقبول؛ بل بالتأويل البعيد و التعسف البارد و ملاحظة المعنى الباطل الذي هو الشهوة و اتباع الهوى و مجاراة النساء في أهوائهن! و خالف الحديث الصحيح الوارد في النهي عن الصلاة إلى القبور بلا علم و لا هدى و لا كتاب منير؛ بل بالتأويل الذي كفر به المقلدة و جعلهم لأجله مشركين! و خالف القرآن و السنة و الإجماع و القياس في إتيانه الكهان .. و تصديقهم، بالتأويل الباطل، و المغالطة المفضوحة التي هي إلى الزندقة أقرب منها إلى التأويل!! و خالف السنة في تزويق المسجد و زخرفته، و تفريشه بالزرابي .. بالتأويل الذي شنع به على المقلدة و كفرهم لأجله؛ فقال في (إحياء مقبوره): "و أجازوا –يعني المقلدة- تزويق المساجد و فرشها بالحصر و الزرابي، لأنه أدعى للاحترام، و لما فيه من مصلحة المصلين .. مع أنه ورد النهي بل الوعيد على ذلك" انتهى بلفظه!! وخالف السنة و الإجماع و القياس و الاستحسان؛ بل و الملل كلها في بيعه المساجد وأحباسها .. بالتأويل الذي هو في الحقيقة تلاعب بالدين، و استهزاء بآيات الله تعالى!! في مسائل أخرى .. ذكرتها برمتها في كتابي (تحذير المسلم ممن يدعي العمل بالسنة و هو كذاب مجرم). فهذه المسائل كلها خالف فيها السنة اتباعا لشهواته و هواه، و عملا بالتأويل الذي أنكره على المقلدة و كفرهم به؛ حتى ألف كتابا ألحد فيه و حرف الكلام عن مواضعه بتنزيل الآيات الواردة في المشركين على الفقهاء أئمة المسلمين .. شأن الخوارج المارقين، و سماه (الإقليد بتنزيل آيات الله على أهل التقليد)!! مع أننا علمنا بما ذكره في ذلك التأليف وجدناه أولى بما رمى به المقلدة .. و أجدر بما حكم عليهم منهم لأمرين: أحدهما أنه ارتكب عين الذنب الذي رماهم به و طبق عليهم لأجله ما ورد من الآيات في المشركين .. أعني رد النصوص الصريحة بالتأويل البعيد الذي لا ضرورة تدعو إليه! الثاني: أنه لم يسلك مسلك التأويل لضرورة دينية، كمعارضة النصوص بعضها لبعض .. أو ضرورة عقلية كمعارضتها للمعقول .. و إنما نحى نحوه انتصارا لهواه و متابعة لشهواته، كما يشهد به ما تقدم ذكره من الأحاديث التي أولها لذلك .. الأمر الذي يدل على تهوره و تلاعبه، و أنه أقبح حالا من المقلدة الذين كفرهم بالتأويل .. لما بين تأويله و تأويلهم من الفرق الذي لا يخفى!] انتهى المقصود و عذرا على الإطالة. (عن رسائل في الصيام للشيخ محمد الزمزمي رحمه الله 57 - 58).
- و صرح به المردود عليه –الشيخ أحمد- في الجواب المفيد 78 قال: (أعرضنا عن كتابة الحقيبة، لأنهم أقل من أن يكتب فيهم و أسقط. فلينفردوا هم بكتابة من يدعي السنة وهو مجرم، و البلاء الأزرق و غير ذلك). فعلقت بالهامش قائلا: هذا الكتاب للشيخ محمد الزمزمي رحمه الله، و اسمه الكامل: "تنبيه المسلم ممن يدعي السنة و هو كذاب مجرم" كتبه للرد على الشيخ و كان قصده الاطلاع عليه، فلما توفي أحرقه لأن المعني بالرد توفي. أخبرني بهذا الأستاذ أبي الزمزمي. إذن مسألة الإحراق لم ينفرد بها شيخنا أبو أويس. فليعلم.
- و أما ما ذكرته عن الأستاذ عبد الباري الزمزمي فوقع لك فيه تخليط و خبط، فقد استفسرناه فأجابنا بثبوت نسبة الكتاب لوالده، مع إنكار المضمون الوارد فيه. فتثبت.
- و هناك نكتة لغوية لا أخلي هذه الوقفة من الإشارة لها، و هي قوله: هل فعلا لوالده .. ، قلت: التعبير ب "فعلا" للدلالة على التأكيد، خطأ شائع، لم يعرف استعماله في الأساليب العربية الفصيحة، و الفعل في اللغة: العمل، لا يتعدى هذا المعنى بتاتا، و لذلك صدر ابن منظور مادة فعل بقوله: الفِعل: كناية عن كل عمل متعدٍّ أَو غير متعدٍّ. فليعلم
تِلكَ الحقيقةُ والمريـ --- ـضُ القلبِ تجرحُهُ الحقيقةْ
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[28 - 10 - 06, 11:40 م]ـ
2 - بيان الغلو المفرط في شأن مكانة الشيخ أحمد
نقل في ص: 11 عن الشيخ عبد الرحمن الكتاني: أتعلمون من هو الشيخ أحمد بن الصديق؟ إنه شخصية بارزة، اجتمع فيها ما افترق في غيرها من الشخصيات، فهو في علم الفقه كالإمام مالك والإمام الشافعي و الإمام أحمد بن حنبل و الإمام أبي حنيفة و غيرهم رضي الله عنهم.
و علم الحديث كالأئمة: البخاري و مسلم و أبي داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجه و الحافظ الزيلعي و الذهبي و ابن حجر و السخاوي و السيوطي و غيرهم.
و في علم التاريخ كالإمام علي بن المدني (كذا رسمت و الصواب: المديني) و الإمام يحيى بن معين الغطفاني، و الإمام أبي بكر الخطيب و الإمام أبي القاسم ابن عساكر الدمشقي و الإمام ابن جرير وغيرهم.
و في علم التصوف كالشيخ الجنيد و الشيخ البكري و الشيخ الدرقاوي.
و في علم اللغة و الأدب كابن الأثير و ابن قتيبة و ابن ثابت العوفي و ابن عبد ربه.
و في الوطنية الإسلامية كصلاح الدين الأيوبي و الأمير عبد القادر الجزائري و عيرهما.
قلت: و يكفي في هذه الشهادات ذكرها فقط، و لا بأس من الإشارة إلى أن الكتاب المستقاة منه مطبوع باعتناء الأخ الدكتور حمزة الكتاني، و في عمله مر عليها و لم يعرها اهتماما، لكن لما قيل بأنه لم يأت بالمغرب بعد ابن القطان الفاسي حافظ يدانيه إلا أحمد بن الصديق، استهجنه و استنكره، و إن كان هذا القول مقبولا في الجملة بخلاف ما سبقه، و الله أعلم.
سبحان الله هذا كذب ممقوت وهل كان البخاري وغيره يصححون الموضوعات ويطعنون في الصحابة والائمة اتقوا الله ولا تغلوا فمن أوسع أودية الباطلا الغلو في الأفاضل وإن هذا ليس من الأفاضل.
¥