تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[بدر العمراني]ــــــــ[31 - 10 - 06, 07:46 م]ـ

و أما قول عدنان: و قد صحح الحديث جمهرة من المحدثين، منهم: البيهقي، و ابن عبد البر، والهيثمي، و الذهبي، و الحافظ، و غيرهم ...

فغير صحيح، و إليك التفصيل:

- البيهقي: أتى بالطرق في الدلائل و تكلم على بعضها، و لم يعط الحكم النهائي لمجموع الطرق، قال ابن كثير في النهاية 6/ 254: "وقد ضعف البيهقي عامة هذه الروايات لانقطاع بعضها وإرساله". فأين صححها!؟

- ابن عبد البر: لم يصحح تصريحا، و إنما فهمت ذلك من قوله: وكانت وفاته بالبصرة في خلافة معاوية سنة ثماني وخمسين سقط في قدر مملوءة ماء حاراً كان يتعالج بالقعود عليها من كزاز شديد أصابه فسقط في القدر الحارة فمات فكان ذلك تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم له ولأبي هريرة ولثالث معهما: " آخركم موتاً في النار ". الاستيعاب 1/ 197. و العمدة في التصحيح التصريح، لا الإيحاء و الفهم السنيح.

- الهيثمي: لم يصحح بتاتا في مجمع الزوائد، و إنما عرض طريقين و تكلم عليهما من جهة علي بن زيد بن جدعان.

- الذهبي: لم يصحح و إنما استغرب طريق أبي نضرة، ثم قال: و له شويهد بالتصغير، والتصغير هنا دال على التوهين، أليس كذلك!؟ و خصوصا الطريق التي أتى بها بعد اشتملت على مجهولين. و غيرها سكت عنها، و لا ينسب لساكت قول.

- الحافظ: لم يصحح و إنما حكى كلام ابن عبد البر فقط. و لا تقل: حكايته إقرار. لأن كتاب الإصابة تركه ابن حجر في المسودة، هذا ما يفهم من كلام السخاوي: و كتاب شيخنا المسمى "بالإصابة" جامع لما تفرق منها مع تحقيق، و لكنه لم يكمل. الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ 114.

ـ[بدر العمراني]ــــــــ[31 - 10 - 06, 07:46 م]ـ

و أما سقوطه في النار، فلا يحتفل به، قال البيهقي في دلائل النبوة 2794: بلغني عن هلال بن العلاء الرقي أن عبد الله بن معاوية حدثهم عن رجل قد سماه: «أن سمرة استجمر، فغفل عنه أهله حتى أخذته النار».

قلت: هذا معلق و فيه رجل مبهم، فكيف يعتمد عليه!؟ و له طريق أخرى أشد ضعفا منها ذكرها العراقي في تخريج أحاديث الإحياء 2544 قال: وقال ابن عبد البر: إنه سقط في قدر مملوء ماء حارا فمات. روي ذلك بإسناد متصل إلا أن فيه داود بن المحبر وقد ضعفه الجمهور.

و أما قول الذهبي: و قتل سمرة بشرا كثيرا. فنتساءل من هؤلاء البشر؟

الجواب: ما قاله ابن عبد البر في الاستيعاب: (كان شديداً على الحرورية، كان إذا أتي بواحد منهم إليه قتله ولم يُقِله، و يقول: "شر قتلى تحت أديم السماء، يكفرون المسلمين، ويسفكون الدماء". فالحرورية ومن قاربهم في مذهبهم يطعنون عليه وينالون منه).

قلت: و هذا لا عيب فيه، فقتل الخوارج كان مذهبا للصحابة و من جاء بعدهم، في صحيح البخاري (21/ 250) - بَاب قَتْلِ الْخَوَارِجِ وَالْمُلْحِدِينَ بَعْدَ إِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى. {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ}

وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَرَاهُمْ شِرَارَ خَلْقِ اللَّهِ، وَقَالَ: إِنَّهُمْ انْطَلَقُوا إِلَى آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي الْكُفَّارِ فَجَعَلُوهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ. ثم روى 6418 عن عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا فَوَاللَّهِ لَأَنْ أَخِرَّ مِنْ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خِدْعَةٌ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". و روى عن 6420 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: وَذَكَرَ الْحَرُورِيَّةَ، فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ".

إذن فلا عتب على سمرة بعد هذا البيان.

ـ[بدر العمراني]ــــــــ[31 - 10 - 06, 07:47 م]ـ

و قتله هذا كان أيام ولايته بالبصرة، و انظر إلى معاصريه من المحدثين ما يقولون فيه:

قال ابن عبد البر في الاستيعاب: كان ابن سيرين والحسن وفضلاء أهل البصرة يثنون عليه ويجيبون عنه. وقال ابن سيرين: في رسالة سمرة إلى بنيه علم كثير.

وقال الحسن: تذاكر سمرة وعمران بن حصين فذكر سمرة أنه حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتين: سكتة إذا كبر، و سكتة إذا فرغ من قراءة "ولا الضالين". فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين فكتبوا في ذلك إلى المدينة، إلى أبي بن كعب، فكان في جواب أبي بن كعب: إن سمرة قد صدق وحفظ.

حدثنا عبد الوارث بن سفيان، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو هلال، حدثنا عبد الله بن صبيح، عن محمد بن سيرين قال: كان سمرة - ما علمت - عظيم الأمانة، صدوق الحديث، يحب الإسلام وأهله.

و كذلك قال ابن كثير في النهاية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير