ـ[بدر العمراني]ــــــــ[02 - 11 - 06, 07:36 م]ـ
24 - هل الألباني يوهم حماداً و يعل به؟
في ص 69، قال: ليس حسنا أبدا؛ لأن فيه علتين لا يتأتى معهما تحسينه: أولهما حماد بن سلمة الذي يوهمه الألباني نفسه في غير هذا الحديث؛ كما في سلسلته الضعيفة 2/ 333.
قلت: رجعت إلى سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة 2/ 333، فوجدت غير ما تقول، وجدت الشيخ الألباني رحمه الله يدافع عن حماد و يدرأ عنه، قال: و يتلخص مما تقدم (أي من كلام المحدثين في الحديث) أن الحديث أعل بأربع علل، و ذكرها، و قال: الثانية أن حمادا له أوهام، ثم قال مدافعا عنه: (و هذا التعليل واه كالذي قبله، فإن حماد بن سلمة إمام من أئمة المسلمين ثقة حجة ما في ذلك شك و لا ريب، و لا يخرجه من ذلك أن له أوهاما، و إلا فمن الذي ليس له أوهام؟! ولو كان الراوي الثقة يرد حديثه لمجرد أوهام له، لما سلم لنا إلا القليل من جماهير الثقات من رجال الصحيحين فضلا عن غيرهما. و لذلك جرى علماء الحديث سلفا و خلفا - و منهم النووي - على الاحتجاج بحديث حماد بن سلمة إلا إذا ثبت وهمه، و هيهات أن يثبت هنا، على أنه قد روي له متابع، و إن كان السند بذلك واهيا كما يأتي).
و بعد، هل الألباني يوهم حمادا و يعل به؟ أم هو التقليد لشيخك حسن السقاف القائل في تناقضاته 3/ 302 بالهامش: لقد بينا في التناقضات الواضحات 2/ 77 و ما علقناه على "دفع الشبه" أن هذا المتناقض!! قد ضعف حماد بن سلمة في ضعيفته 2/ 333 و أنه جعله إحدى ثلاث علل في تضعيف حديث هناك!!
هكذا، يكون الكذب الصريح، لكن عدنان حاول التعديل من العبارة، و لم يصنع شيئا. و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[02 - 11 - 06, 07:39 م]ـ
25 - تخريج حديث "اللهم اركسهما في النار ركسا"
في ص 70 قال: فقد قال السيوطي في "اللآلئ" 1/ 391: أبو يعلى: حدثنا علي بن المنذر (في المسند: عثمان بن أبي شيبة)، حدثنا ابن فضيل، حدثنا يزيد بن زيادة (كذا و الصواب: يزيد بن زياد)، سليمان بن عمرو ابن الأصل الأخوص (كذا و الصواب: سليمان بن عمرو بن الأحوص)، [قال حدثني أبو هلال]، عن أبي برزة قال: كنا مع النبي صلى الله عليه و آله و سلم فسمع صوت غناء، فقال: "انظروا ما هذا" فصعدت فنظرت فإذا معاوية و عمرو بن العاص يتغنيان، فجئت فأخبرت النبي، قال: "اللهم أركسهما في الفتنة ركسا، اللهم دعهما إلى النار دعا" لا يصح، يزيد كان يتلقن بأجرة (كذا و الصواب: بآخرة) فيتلقن.
قلت –القائل هو السيوطي-: هذا لا يقتضي الوضع، و الحديث أخرجه أحمد في مسنده: حدثنا عبد الله بن [بن محمد بن أبي شيبة، حدثنا] محمد بن فضيل به، و له شاهد من حديث ابن عباس، قال الطبراني في الكبير: حدثنا أحمد بن علي بن الجارود الأصبهاني، حدثنا عبد الله بن عباد، عن سعيد الكندي (كذا و الصواب: عبد الله بن سعيد الكندي)، حدثنا عيسى ابن الأسود و النخعي والليث (كذا و الصواب: عيسى ابن سوادة النخعي، عن ليث)، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: سمع النبي صوت رجلين يتغنيان و هما يقولان:
و لا يزال جوادي تلوح عظامه --- ذوي الحرب عنه أن يجن فيقبرا
(كذا رسم البيت، فإذا به مكسور، و الصواب: حذف "الواو" من بداية الصدر، و تعويض "ذوي" ب "زوى"، و لو رجع إلى المعجم الكبير 10808لعلم هذا)
فسأل عنهما، فقيل له: معاوية و عمرو بن العاص، فقال: "اللهم اركسهما في الفتنة ركسا، ودعهما في النار دعا".
و قال أبو (كذا و الصواب: ابن) قانع في معجمه: حدثنا محمد بن عبدوس كامل، حدثنا عبد الله ابن عمر، حدثنا سعيد أبو العباس التيمي، حدثنا سيف بن عمر، حدثني أبو عمر مولى إبراهيم بن طلحة، عن زيد بن أسلم، عن صالح، عن شقران (كذا، و الصواب: "صالح شقران" بحذف "عن" انظر تقريب التهذيب 2814) قال: بينما نحن ليلة في سفر إذ سمع النبي صوتا فقال: ما هذا؟ فذهبت أنظر، فإذا هو معاوية بن رافع، و عمرو بن رفاعة بن التابوت يقول:
و لا يزال جوادي تلوح عظامه --- ذوي الحرب عنه أن يموت فيقبرا
فأتيت النبي فأخبرته، فقال: "اللهم اركسهما في الفتنة ركسا، و دعهما في النار دعا". فمات عمرو بن رفاعة، قبل أن يقدم النبي من السفر.
و هذه الرواية أزالت الإشكال، و بينت أن الوهم وقع في الحديث الأول في لفظة واحدة، و هي قوله: ابن العاص، و إنما هو ابن رفاعة أحد المنافقين، و كذلك معاوية بن رافع أحد المنافقين، والله أعلم. اهـ
قلت: أوردت كلام السيوطي بطوله مع تصحيح ما تحرف و إثبات ما سقط منه في كتاب عدنان: الصواب وضعته بين قوسين، و السقط أثبته بين معقوفين.
و أما حديث ابن عباس الذي يعد شاهدا لحديث أبي برزة، فإسناده شديد الضعف، فيه:
أبو هلال محمد بن سليم الراسبي يضعف، و أعدل الأقوال فيه ما قاله ابن حبان في المجروحين 2/ 283: و الذي أميل إليه في أبي هلال الراسبي ترك ما انفرد من الأخبار التي خالف فيها الثقات، و الاحتجاج بما وافق الثقات، و قبول ما انفرد من الروايات، التي لم يخالف فيها الأثبات، التي ليس فيها مناكير.
عيسى بن سوادة النخعي، قال عنه أبو حاتم: منكر الحديث ضعيف. الجرح و التعديل 6/ 277. و قال يحيى بن معين: كذاب. لسان الميزان 2/ 275.
ليث بن أبي سليم سيء الحفظ.
فهل بمثل هذا يستشهد و يصحح هذا الحديث!؟ اللهم لا.
و أما حديث صالح شقران، فكفانا مؤنته عدنان، هداه الله للخير و الإحسان.
¥