ـ[بدر العمراني]ــــــــ[04 - 11 - 06, 08:06 م]ـ
30 - تبرئة ابن عبد ربه مما وسم به
قال الشيخ أحمد ابن الصديق الغماري في كتابه "جؤنة العطار في طرف الفوائد و نوادر الأخبار"، قال: (ذكر ابن تيمية في كتابه الخبيث 1!! الذي سماه "منهاج السنة "2 و هو يرد على ابن مطهر الحلي 3 كلاما قال فيه: (و لئن كان أهل السنة يربعون الخلفاء بعلي فإن جماعة من أهل السنة بالأندلس كانوا يربعون بمعاوية …) 4، فمنذ رأيت هذا الكلام، و أنا متعجب من نسبته إلى أهل السنة بالأندلس، و باحث عن مصدر ذلك الأمر الغريب الذي تفرد به ابن تيمية، حتى وجدت في كتاب "التكملة لكتاب الصلة "5 لابن الأبار في ترجمة خلف بن فتح بن عبد الله بن جبير المعروف بالجبيري 6 قول ابن الأبار ما نصه: (أنبأني أبو بكر بن أبي جمرة، عن أبيه، عن أبي عمر النمري إجازة، قال: أخبرني أبو مروان عبيد الله بن محمد بن قاسم الكزني -وكان من ثقات الناس وعقلائهم- عن أبي عبيد القاسم بن خلف الجبيري الطرطوشي قال: نزل القاضي منذر بن سعيد على أبي بطرطوشة، وهو يومئذ يتولى القضاء في الثغور الشرقية7 قبل أن يلي قضاء الجماعة بقرطبة، فأنزله في بيته الذي كان يسكنه، فكان إذا تفرغ نظر في كتب أبي، فمر على يديه كتاب فيه: أرجوزة ابن عبد ربه يذكر فيها: الخلفاء، ويجعل معاوية رابعهم، ولم يذكر عليا فيهم، ثم وصل ذلك بذكر الخلفاء من بني مروان إلى عبد الرحمن بن محمد، فلما رأى ذلك منذر غضب وسبّ ابن عبد ربه وكتب في حاشية الكتاب: [الكامل]
أو ما علي -لا برحت ملعنا --- يا بن الخبيثة- عندكم بإمام
رب الكساء وخير آل محمد --- داني الولاء مقدم الإسلام
قال أبو عبيد: والأبيات بخطه في حاشية كتاب أبي إلى الساعة …)
//////////////
1 - وصفه بالخبث، بينما تقي الدين السبكي و الحافظ ابن حجر وصفاه بالجودة، قال الحافظ أثناء ترجمة ابن مطهر الحلي: له كتاب في الإمامة، رد عليه فيه ابن تيمية بالكتاب المشهور، المسمى بالرد على الرافضي، وقد أطنب فيه وأسهب وأجاد في الرد؛ إلا أنه تحامل في مواضع عديدة، و رد أحاديث موجودة، وإن كانت ضعيفة، بأنها مختلفة، وإياه عنى الشيخ تقي الدين السبكي بقوله: [البسيط]
و ابن المطهر لم تطهر خلائقه --- داع إلى الرفض غال في تعصبه
و لابن تيمية رد عليه له --- أجاد في الرد و استيفاء أضربه
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة 2/ 188 - 189.
2 - اسمه الكامل: منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة و القدرية، مطبوع قديما بمصر في مجلدين و بهامشه كتاب "موافقة صحيح المنقول لصحيح المعقول"، ثم طبع مرة أخرى بتحقيق: الدكتور محمد رشاد سالم في 10 أجزاء عن مؤسسة قرطبة.
3 - هو: الحسين بن يوسف بن المطهر الحلي المعتزلي جمال الدين الشيعى، صنف في فقه الإمامية وكان قيما بذلك داعية إليه، توفي سنة 725 أو في آخر سنة 736 هـ. الدرر الكامنة 2/ 188 - 189.
4 - ما هكذا وردت العبارة، و إنما قال: (… وهذا كان من حجة من كان يربع بذكر معاوية رضي الله عنه ولا يذكر عليا رضي عنه كما كان يفعل ذلك من كان يفعله بالأندلس وغيرها، قالوا: لأن معاوية رضي الله عنه اتفق المسلمون عليه بخلاف علي رضي الله عنه، ولا ريب أن قول هؤلاء وإن كان خطأ فقول الذين يذكرون عليا وحده أعظم خطأ من هؤلاء، وأعظم من ذلك كله ذكر الإثنى عشر في خطبه أو غيرها أو نقشهم على حائط أو تلقينهم لميت، فهذا هو البدعة المنكرة التي يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أنها من أعظم الأمور المبتدعة في دين الإسلام …) منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة و القدرية 4/ 162. و قال في موضع آخر من نفس الكتاب 4/ 401 - 402: (وكان بالأندلس كثير من بني أمية يذهبون إلى هذا القول ويترحمون على علي ويثنون عليه؛ لكن يقولون لم يكن خليفة، وإنما الخليفة من اجتمع الناس عليه ولم يجتمعوا على علي، وكان من هؤلاء من يربع بمعاوية في خطبة الجمعة فيذكر الثلاثة ويربع بمعاوية ولا يذكر عليا، ويحتجون بأن معاوية اجتمع عليه الناس بالمبايعة بما بايعه الحسن بخلاف علي فإن المسلمين لم يجتمعوا عليه، ويقولون لهذا ربعنا بمعاوية لا لأنه أفضل من علي بل علي أفضل منه …) فتأمل.
¥