[التعريف بتحقيق مصنف ابن أبي شيبة تحقيق محمد عوامة لشيخنا الشيخ مجد مكي]
ـ[محمد المباركي]ــــــــ[27 - 10 - 06, 07:46 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوا الله صلى الله عليه وآله وسلم،، فهذه كلمة تعريفية بمصنف الإمام ابن أبي شيبة بتحقيق #### الشيخ محمد عوامة لشيخنا الشيخ مجد مكي حفظه الله،، ولم يتيسر المشاركة بها في الأيام الماضية بسبب إقفال المشاركات في أيام العشر الأخيرة من الشهر الكريم، نسأل المولى الكريم أن يبارك في جهود أهل العلم والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل:
بسم الله الرحمن الرحيم
التعريف بكتاب " مصنف ابن أبي شيبة " بتحقيق العلامة المحدث الشيخ محمد عوامة
بقلم الشيخ: مجد مكي
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد:
فهذا تعريف موجز بكتاب " المصنف " لابن أبي شيبة رحمه الله تعالى. الذي صدر قريباً في ستة وعشرين مجلداً عن دار القبلة بجدة.
أما المصنِّف: فهو الإمام أبو بكر عبد الله بن أبي شيبة (المولود سنة 153، والمتوفى سنة (235هـ)، تلقى العلم عن الطبقة العالية من رجال القرن الثاني الهجري، وأخذ عنه العلم أئمة الحديث المشهورون: الإمام أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه، أما الترمذي والنسائي فلم يدركا الرواية عنه فرويا عن تلاميذه.
وكان يجلس للدرس في مسجد الكوفة عند الأسطوانة التي كان يجلس إليها عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه.
ومن تلامذته: الإمام أبو زرعة الرازي، وقد كتب عنه وحده مائة ألف حديث.
أما كتابه " المصنَّف " فهو مَعلَمة حديثية فقهية من أكبر دواوين السنة الجامعة بين الأحاديث النبوية وآثار السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم. وهو جدير بأن يوصف بأنه جامع الجوامع وديوان الدواوين. ذلك لأنه حفظ لنا بين دفتيه كتباً كثيرة من كتب السلف المفقودة.
وهذا الكتاب هو الصِّنْو الأكبر لـ " مصنف " الإمام عبد الرزاق الصنعاني، الذي كان حققه العلامة المحدث الشيخ، حبيب الرحمن الأعظمي رحمه الله، فقد بلغت أحاديث وآثار " مصنف " عبد الرزاق (21032)، أما أحاديث وآثار ابن أبي شيبة فقد بلغ تعدادها (39098) فنسبة أحاديثه تزيد على أحاديث عبد الرزاق بقرابة 85%.
وقد طبع هذا الكتاب في الهند طبعة سقيمة ناقصة مبتورة، وعن هذه الطبعة أخذت طبعات بيروت، قد ذكر أحد علماء باكستان لفضيلة الشيخ محمد عوامة: أن في الطبعة الهندية ثمانية آلاف غلطة مطبعية!.
ونحن نزيد على هذا الرقم: أن الأغلاط بلغت هذا الرقم من غير مقابلة بمخطوطات تكشف الأسقاط الكثيرة، فكم يبلغ عددها بعد المقابلة الدقيقة التي قام بها العلامة المحدث المتقن الشيخ محمد عوامة حفظه الله؟!.
يضاف إلى هذا الأغلاط في تلك الطبعات السابقة جميعاً: أنها طبعات غير مُخرجة ولا موثقة.
أما عمل الأستاذ المحقق الشيخ محمد عوامة في هذا الكتاب: فكان بحمد الله وتوفيقه:
1 - في جمع أكبر قدر من مخطوطاته الموزعة في مكتبات العالم، وقد تجمع لديه لتحقيق بعض الأجزاء عشر نسخ.
2 - ثم المقابلة بينها بدقة وأناة.
3 - والوقوف عند كل مغايرة، والبحث عن الصواب دون مراعاة اتفاق الأكثر من النسخ أو الأقدم زمناً، وقد تكشف له بهذا البحث الدقيق والتثبت التام أوهام كثيرة، وتحريفات شديدة، من قبل النساخ، وقد تواردت عليها طبعات الكتاب كلها.
4 - مع الاستعانة بتقويم نصوصه حين اختلافها بمصادر تخريج الحديث من كتب السنة الموثوق بطبعاتها.
5 - ثم الاهتمام بتخريج الأحاديث المرفوعة فيه، وكان منهجه في التخريج ما يلي بإيجاز:
أ- طريقة التخريج كانت جامعة بين التطويل والاختصار، وذلك بعزوه إلى الأشهر فالأشهر من كتب السنة.
ب- تخريج الحديث أولاً عمن رواه عن المصنِّف.
ج- ثم من رواه من طريق المصنِّف.
د- ثم من شارك المصنف في روايته عن باقي رجال السند.
هـ- ثم يذكر من المتابعات ما يتفق مع من فوق الشيخ، ثم الصحابي.
و- مع مراعاته الحكم على الحديث صحة وضعفاً من كلام المخرجين وغيرهم من السابقين.
ز- فإن لم يوجد حكم الأستاذ المحقق الكريم ما يراه صواباً بعون الله وتوفيقه.
¥