ح- مع مراعاته التأني الشديد والبحث الطويل في الحكم على الراوي جرحاً وتعديلاً دون الانسياق مع التيار العام في حق الرواة، وكان من نتائج ذلك تصحيح وتحسين كثير من الأحاديث التي درج كثير من المعاصرين على تضعيفها.
ط- وتفسير الكلمات الغريبة اللغوية.
ي- وكان مما اعتنى به جداً، وبذل فيه جهداً ووقتاً طويلاً: ربط أحاديث الكتاب وآثاره المتكررة ما بين أوله وآخره، وما أكثر ذلك فيه! وابن أبي شيبة هو الإمام السابق للبخاري في تجزئة الحديث الواحد على أبواب متعدِّدة.
ك- ثم إن مثل هذا الكتاب الكبير – وقد قسمه المحقق الفاضل إلى واحد وعشرين مجلداً – تتعذر الاستفادة منه دون فهارس فنية وعلمية، تكون مفاتيح لمقفلاته ومغلقاته، لكنها إذا صنعت على المنهج السابق للفهارس ستكون في مجلدات كثيرة، لذلك عوَّض ذلك بقرص مدمج، يسهل به الوصول إلى أي كلمة من أسانيد الكتاب، أو متونه، والحمد لله على توفيقه وإمداده.
ل- وبما أنه لا يزال عدد غير قليل من القراء يدهم بعيدةٌ عن استعمال القرص المدمج، فلذلك صنع:
1 - فهارسَ للآيات الكريمة. 2 - وأطرافاً للأحاديث والآثار.
3 - ومسانيد الرواة. 4 - والأشعار.
وكنا نود أن يقوم الشيخ حفظه الله تعالى بإضافة فهرس للفوائد المنثورة في حواشي الكتاب وتعليقاته الفريدة وما فيها من الاستدراكات والتعقبات والتصحيحات الكثيرة التي نثرها في مجلدات الكتاب ولعل الله يوفق الشيخ لذلك الفهرس المفيد في طبعة قادمة قريبة بعون الله.
هذا وقد تم بفضل الله تعالى وتيسيره هذا العمل الكبير والجهد الضخم الذي تعجز عن إصداره المؤسسات والمجامع، وذلك بجهد فردي استمر أكثر من ستة عشر عاماً بذلها المحقق من عمره محتسباً صابراً، أجزل الله ثوابه، وبارك في عمره، ووفقه للمزيد من العطاء المبارك الوفير، والإنتاج المتميز الغزير.
والأستاذ العلامة المحقق المحدث الشيخ محمد عوامة من كبار المحققين المحدثين في عصرنا، وهو وارث علوم شيخه العلامة المحقق المحدث العمدة الشيخ عبدالفتاح أبو غدة، وقد قدم للمكتبة الإسلامية علوماً نافعة، وتحقيقات رائعة رائقة،يقر بدقتها وتميزها وجودتها كل منصف متجرد عن الهوى، ومن أشهرها: تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر، والكاشف للذهبي مع حاشيته سبط ابن العجمي، وسنن أبي داود مقابلاً بثمانية نسخ خطية نفيسة، وتصحيح كتاب نصب الراية مع دراسة لمنهجه، و تحقيق مسند عمر بن عبد العزيز للباغندي، والقول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع للسخاوي، ومجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين} لابن ناصر الدين الدمشقي، كما كتب بعض المؤلَّفات القيمة من أشهرها: أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة الفقهاء، وأدب الخلاف في مسائل العلم والدين. ويوالي فضيلته بجهد ودأب تقديم المزيد من الأعمال العلمية الجليلة، التي نذر نفسه ووقته لتقديمها للأمة الإسلامية بتفانٍ وصدق وإخلاص وإتقان، والشيخ يعد بحق الآن من رواد المحققين، وله الإمامة في علوم الحديث والجرح والتعديل مع البعد عن الدعاوى والضجيج، وإيثار العمل الجاد بصمت.
ونزف إلى طلاب العلم الشريف الشرفاء، والمشتغلين بالحديث النبوي بصدق وإخلاص صدور هذه الطبعة الجديدة من المصنف في ستة وعشرين مجلداً، والتي تقوم على توزيعه دار المنهاج بجدة.
وبالجملة، فهذا الكتاب بهذه الخدمات المتميزة التي قام بها الأستاذ المحقق الكبير له قصب السبق من كل نواحيه:
1 - من حيث سعته وكثرة أحاديث وآثاره وأسبقية زمن مؤلفه.
2 - وانفراد طبعته هذه بالتحقيق والتخريج وسلامة النصوص وضبطها.
3 - مع الجهد الحديثي العلمي الكبير في تخريجه.
4 - وإرفاق القرص المدمج به، لتيسير الاستفادة منه.
5 - مع صنع بعض ما لابد منه من الفهارس العلمية المتنوعة.
ولله الفضل والمنة أولاً وآخراً. ووفق الله أستاذنا المحقق للمزيد من العطاء، وحقق آماله في خدمة علوم السنة المطهرة، وبلغه سُؤْله، وبارك في عمره وعمله وعلمه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.
مجد مكي
جدة في الثاني عشر من شعبان
12/ 8/1427
ـ[محمد المباركي]ــــــــ[27 - 10 - 06, 07:54 ص]ـ
أود أن أنبه الإخوة أن التعريف المذكور في المقال السابق هو لشيخنا الشيخ مجد مكي حفظه الله
ـ[القرشي]ــــــــ[27 - 10 - 06, 12:29 م]ـ
من تحقيقات الشيخ: الكاشف للذهبي مع حاشيته لسبط ابن العجمي. وهو تحقيق رائع جد فيه من النفائس و الدرر الغوالي الشيء الكثير، مع الدقة والتحرير والضبط والاتقان، جزاه الله خيراً ورزقنا وإياه حسن المعتقد والانصاف في الحق والقصد في كل شيء.
ـ[محمد السوقي]ــــــــ[27 - 10 - 06, 04:35 م]ـ
جزاكم الله عنا كل خير. هل لنا بعرفة الدار التي نشرت كتاب الكاشف للإمام الذهبي بتحقيق الشيخ محمد عوامة.
ـ[محمد المباركي]ــــــــ[27 - 10 - 06, 04:49 م]ـ
طبعة الكاشف عن شركة دار القبلة ومؤسسة علوم القرآن
¥