[حلقات مضيئة وجديدة من حياة الشيخ العلامة ]
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[19 - 08 - 06, 03:07 م]ـ
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
الحلقة الأولى
كانت الحلقة الأولى نشرت بمتقى أهل الحديث وانتشرت في كثير من المنتديات والحمدلله ..... ولذلك أعيدها بعد أن رجع المنتدى بعد العطل الفني
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد.
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى. الله إنا نحمدك على السراء والضراء. اللهم إنا لا نلجأ إلا اليك ولا نتوكل إلا عليك.
ثم أما بعد:
- هل تعرف الشيخ محمد مطر الزهراني؟.
هكذا سألني صديق عزيز ونحن في جدة في عام 1411هـ.
- قلت له: لم أقابله لكني قرأت له كتابين جميلين , وأثَّرا فيّ جداً.
- عجيب!! يعني هذا أن له مؤلفات!.
وهز رأسه كأنه يبحث عن معلومة ما , ثم قال بسرعة و ما هي مؤلفاته؟.
كنا في مكتبة تسمى (مكتبة العلم) بجوار مسجد الأمير متعب بجدة , وأريته الكتب التي أخبرته عنها.
1 - عبد الله بن المبارك العالم; المجاهد 2 - مواقف أصحاب الأهواء من السنة النبوية ورواتها
اشتراهما سريعا ًوبدون تردد.
- قلت له , طيب إذا تعرف الشيخ عرفنا عليه , وأكسب فينا معروف.
- فقال بسجيته وطيبته: والله ما أعرفه يا أخي لكني سمعت أمس الشيخ سفر الحوالي يذكره ويقول عنه في مجلس إنه من بقايا السلف في الحفظ.
كان لهذا التعريف في أذني رنين لامور, منها أنني أعرف الشيخ الحوالي قلّما يمدح , وكونه يمدح بهذا الوصف فالأمر يحتاج الى تأمل.
كان مكتوباً على الغلاف الخارجي للكتب تعريف يسير (الأستاذ المشارك بكلية الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية).
وبعد ذلك سألت أحد إخواننا من طلبة العلم في الجامعة الإسلامية إن كان يعرف الشيخ. أجابني بنعم وأخبرني أنه يدرس عليه ويستفيد منه. طلبت من أن يحدثني عن قوة الحفظ والذاكرة و ..
قاطعني إن في الشيخ ميزة أهم من ذلك , فكم من شخص قوي على الحفظ والتذكر لكنه قليل الفهم والاستيعاب.
- هل تعلم أن الشيخ محمد مطر من أبرز العلماء المربين على منهج السلف أهل الحديث؟. بدأ زميلي يخبرني عما رأى وتعلم.
- لقد تعلمنا من الشيخ منهج أهل الحديث وكيف نسير به على وجه الأرض. إن الشيخ محمد مطر يتميز بسلوك طريقة المحدثين , مع اطلاع واسع على طرائق المعاصرين , ولم يؤثر ذلك فيه , فهو يدافع عن منهج التوحيد وينادي بمنهج أهل الحديث , وكأن منهج أهل الحديث عنده هو منهج التربية الوحيد على صواب , والذي ينبغي أن تقف عنده جميع المدارس التربوية اليوم.
لم يزل صاحبي يسترسل في حديثه وأنا متسمر في مكاني أسمع ما يقول.
- لقد تعلمنا من الشيخ الغيرة على السنة , ورحمة الخلق , والعزوف عن الشهرة والأضواء , وأن أتباع الأنبياء هم السوقة والفقراء , وأن هذا الدين منصور بنصر الله , وأننا سنسأل عن كل موقف هل نصرنا فيه دين الله أم لا. كلام كثير ومثير سمعته من أخي العزيز بقي في قلبي إلى اليوم.
مرت الأيام والليالي , وتصرمت الأعوام وبعد خمس سنوات وأنا على مقاعد الجامعة الأسلامية بالمدينة النبوية , قامت معركة كلامية حادة ونقاش أيقظ الطلبة النائمين في آخر الفصل الموقر (ثالثة باء) من كلية الحديث , وكان الحوار الذي حمي وطيسة بين الشيخ العالم الوقور عبدالله مراد السلفي وبين الطالب آنذاك أمين بن عبدالله جعفر (العالم الفاضل في مدينة الحديدة باليمن) ولب النقاش أن الكلية تفرض على الطلاب أموراً شاقة من الحفظ ونحوه , في حين أن عدداً من المعلمين لايجيد الأربعين النووية حفظاً.
وبعد كلام مع الطلاب الذين تحمسوا للدفاع عن نظرتهم , قال الشيخ عبدالله مراد: أنني أعرف شخصاً في هذه الكلية يحفظ الأشياء بدون تكلف وإنه والله ماحضر معنا إجتماع للكلية بأوراقه وملفاته , ولكنه يعرف أرقام المحاضر وتواريخ الإجتماعات , وهو من أعلم الناس بتواريخ المحدثين وميلادهم و وفياتهم يستحضرها بدون أن يتكلف لك ذلك.
- أثار تعجب أحد الطلاب الأفارقة المميز سحابة من الدهشة أيضاً!!.
- لوسمحت ياشيخ دلنا عليه.
- ابداً انتم أنكرتم أن يكون أحد حافظاً ممن يدرسكم والان عليكم أن تبحثوا عنه.
¥