تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في الثانوية: الشيخ / سالم عبدالله الدخيل – رحمه الله- والشيخ صالح الأطرم والشيخ يحيى الشياري والشيخ محمد بن قاسم العاصمي -رحمه الله -, والدكتور ناصر الطريفي والدكتور عبد العزيز الربيع والدكتور محمد بن سعد بن حسين.

ولاشك أن بعض من ذكر ممن درس عليهم في المدارس النظامية أصبح له شهرة واسعة , وصيت علمي أو أدبي عال.

عاد بعد هذه الرحلات العلمية ليضع أحماله في المدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

دخلها طالباً متجولاً يبحث عن العلم والمعرفة والفائدة , وخرج منها عالماً يفيض على الناس مما أتاه الله.

التحق بالجامعة الإسلامية في عام (1393) في كلية الشريعة , وكانت الجامعة الإسلامية يوم ذاك منبعاً للعلماء والفضلاء , عبد العزيز بن باز , حماد الأنصاري , محمد المختار الشنقيطي , وسواهم عشرات ممن تأثر بهم واستفاد منهم سواء من العلم أو السمت أو الطريقة.

لم يدرك العلامة الكبير المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله لأن سنة التحاق شيخنا بالجامعة هي سنة وفاته , وكان الأمين قد قطع دروسه لمرضه في آخر حياته , فكان لا يخرج إلا في رمضان ليلقي درس التفسير.

تأثر شيخنا في تلك الفترة بعدد من الشيوخ واستخلص لنفسه مجموعة منهم ينهل عنهم ويستفيد من علمهم , وهي خصلة كان يركز عليها في تربيته لطلابه ان الكثرة والتشتت لاتصلح لطالب العلم بل عليه ان يتفحص ثم يختار من يلازمهم ويصطفيهم , بعد ان ينظر دينهم وعلمهم وخلقهم.

ممن درس عليهم واستفاد منهم:

1 - الشيخ العلامة حماد الأنصاري ت (1417) وهو أحد كبار علماء الحديث ورجال الإسناد بالجامعة الإسلامية , وأحد أعمدة كلية الحديث الشريف في وقته , وكان له مع الشيخ حماد مواقف فيها العناية والصيانة والحب والتقدير , مع شيء من طرافة المحدثين ولينهم مع إخوانهم.

كان الشيخ حماد يصر عليه أن يأخذ منه أسانيد الحديث , وكان شيخنا يأباها بتواضع ويقول له إذا جعلتني أقرأ عليك الكتب الستة بشروطها كاملة أخذت منك الإجازة , وإن أبيت فهو شيء لا أحرص عليه , وكان شيخنا يقصد إثارة الشيخ حماد من جهة ومن جهة أخرى يرى أنه من الترف العلمي التهافت على الإجازات مع عدم إتقان إقامة الأسانيد والمتون.

ولأجل ذلك قرأ شيخنا كثيراً من البخاري على الشيخ حماد , وكتب له الشيخ حماد الإجازة على الغلاف الداخلي لصحيح البخاري بالخط المغربي الجميل.

قرأ الشيخ محمد مطر على الشيخ حماد واستفاد منه كثيراً , ولازمه إلى قبيل وفاته فكان يكثر من زيارته في مكتبته الكبيرة المشرعة لكل طلبة العلم , واستفاد من النقاش معه في مسائل الحديث والعلل , والكتب (وكان كلاهما آية في معرفة كتب الحديث ومميزات كل كتاب ومنهج مؤلفه).

من درس على يد الشيخ محمد بن مطر يدرك مدى تقديره وحبه لشيخه حماد ووفائه له , ومع كون الشيخ حماد عُرف عنه الشدة وجهورية الصوت , وكان تلميذه على العكس تماماً الذي كان صوته لايخرج عن دائرة مستمعيه.

كانت مجالس الشيخ حماد الأنصاري رحمه تشتعل بالنقاش , وتسمع الأصوات من خارج مكتبة العامرة بآلاف الكتب المطبوعة والمخطوطة , فكان من لا يعرفه يظن أن الشيخ غاضب , ولكن الحق أن الشيخ هذا دأبه وتلك طريقته , وهو أسلوب أصبح له نكهته عند طلاب الشيخ ومحبيه , وأصبحت طريقة لها من يحبها ويقلدها.

شيخنا محمد بن مطر يأخذ بمجامع فؤاد جُلاّسه بأدبه وهدوئه وهو يقرر لهم المسالة ويقربها بدون أن تُرى عليه أمارة الغضب أو التذمر أو التأفف من سؤال المستفيدين مهما كان تحصيلهم العلمي أ ومستواهم الفكري.

كان من جلساء الشيخ حماد الأنصاري الكثر المقربين الدكتور عبد العزيز قارئ والدكتور أحمد بن عبد الله العماري (أبو عاصم الزهراني) , وكانا من أكثر من يجاريه في النقاش والحماس للمعارك العلمية لما أتاهما الله من رحابة في الصدر واتساع في الأفق العلمي واستعداد للمناقشة والتفكير , (وهما بحق ممن فقدتهم كلية القران الكريم في الجامعة الإسلامية جزاهما الله خيراً على ما قدما لخدمة العلم وأهله) , فكان القارئ يجاريه في الحرص على جمع الكتب وشراء النفائس والنوادر من المخطوط والمطبوع (ولم يكن يقل عن ذلك الدكتور أحمد العماري) لكن القارئ له نكهة خاصة في حبه لمذهب الأحناف , وبغض الشيخ حماد لهذا العشق المذهبي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير