لدرجة أن الشخص يكاد يظن أنهما لن يلتقيا بعد مجلس من العراك العلمي , فيقول الشيخ حماد إنني ولله الحمد لم أدخل كتاباً من كتب الأحناف في مكتبتي لعدم ذكرهم للدليل وعنايتهم به سوى كتاب (الهداية) للميرغناني , فيشتد خصام القارئ له ويقول وأنا بحمد الله لم أسمع بكتاب للأحناف إلا واقتنيته مهما كان سعره , وهكذا يستمر السجال حول مذهبهم (مكتبة الشيخ حماد مليئة بكتب الطحاوي وشروح الكتب الستة من الأحناف لكنه يتحدث عن كتب المذهب) , حتى إذا افترقا التقيا على حب ووئام , بل كان الشيخ حماد الأنصاري لايصلي الجمعة دائماً إلا في مسجد قباء يوم أن كان القارئ إماماً وخطيباً له.
ذات مرة ألقى الشيخ حماد محاضرة عن سورة الفاتحة كانت غاية في الإبداع العلمي في أحد مساجد المدينة , رتب المحاضرة وأعد لها وقرأ الأسئلة الدكتور العمار ي , يخيل للحاضر من شدة ما أثاراه من علم وجدال أنهما في مجلس خاص منفردين ليسا بين عشرات طلبة العلم , بعد المحاضرة سأل الشيخ حماد أبا عاصم عن الوقت فقال له إن الساعة هي العاشرة مساءً (وكان الشيخ الأنصاري قد وزع علماً غزيراً بطريقة لايمل منها السامع) , حينئذٍ قال الشيخ حماد بصوت عالٍ وغاضب ما هذا لا أريد ساعة الكفار كم الساعة الإسلامية التي تساوي الآن الثالثة أو الرابعة مساءً وهو التوقيت الغروبي , لم يهدئ من روع الحضور إلا صوت أبي عاصم المدوي أيضاً: لابأس ياشيخ لقد أسلمت الساعة هذه ودخلت في جميع مساجد المسلمين وأصبح الناس يعتمدونها , حينها انفجر الحضور ضحكاً , وأنسا.
ثم انقضت تلك السنون بأهلها ............. فكأنها وكأنهم أحلام
كان الشيخ محمد مطر إذا أراد الاستشهاد بجَلَد وصبر المحدثين المعاصرين يضرب من ضمن الأمثلة شيخه الأنصاري , وهو حق قد اشتركا فيه جميعاً.
وفي الجامعة أيضاً أفاد من عدد من أهل العلم كثير فمنهم من ذكرهم في ترجمته التي طلبتها منه أو في ترجمته الذاتية التي نشرها موقع بوابة الباحة:
2 - الشيخ / عبدالله بن محمد الغنيمان العلامة الكبير والمدرس في المسجد النبوي أيضاً و أستاذ العقيدة في الجامعة , وكان كل من يعرفه يعجب بسمته وعلمه وخلقه المتواضع لدرجة هضم النفس.
3 - والشيخ محمد المختار الشنقيطي رحمه الله , وهو والد الفقيه الكبير والواعظ الشهير محمد بن محمد المختار , وقد حضر الشيخ له دروسه في المسجد النبوي في الحديث الشريف ولازمه في الجامعة , وكان له وقع في قلوب محبيه وسامعيه رحمه الله.
4 - والشيخ عبداللطيف بن إبراهيم آل عبداللطيف رحمه الله وهو مؤلف تخريج أحاديث بداية المجتهد لابن رشد.
5 - والشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله وقد استفاد منه الشيخ عنايته بالحديث ولازمه وقرأ عليه وتأثر بطريقته في الشرح والتدريس , وكان كثيراً ما يطريه ويذكر فوائد من مجالسه الخاصة أو العامة.
6 - والدكتور محمد الوائلي.
7 - والشيخ حسن عبدالغفار الباكستاني وهو أحد أكبار علماء الحديث من باكستان قدم للتدريس في الجامعة الإسلامية , وكان له تأثير على طلبة العلم وقبول بينهم ودرس عنده الشيخ محمد مطر وأفاد منه وأجازه بمروياته لكتب الأحاديث.
8 - والشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله حيث درسه في الجامعة واستفاد منه ثم كان عميداً لكلية الحديث الشريف.
9 - والشيخ عبدالقادر شيبة الحمد.
وفي الدراسات العليا: الشيخ / حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله
10 - الدكتور أكرم العمري و وقد أشرف على رسائل الشيخ محمد مطر العلمية , وللدكتور العمري اهتمام واضح بالخطيب البغدادي وهو موضوع رسائل الشيخ محمد مطر.
11– الدكتور محمد سيد الحكيم.
هناك غيرهم كان الشيخ يذكرهم بخير ويثني عليهم ويدعوا لهم.
استفاد الشيخ محمد كثيراً أثناء دراسته في المدينة وتخرج في الجامعة الإسلامية من كلية الشريعة سنة (1397) ليتعين مباشرة معيداً نظرياً في 29/ 8/1397 في كلية الحديث التي لم يمض من عمرها سوى سنتين حيث أنشئت عام (1395) وتدرج من معيد إلى محاضر في قسم علوم الحديث عام 1402 ثم ترقى لدرجة أستاذ مساعد عام 1407ثم أستاذ مشارك عام 1412 ثم أستاذ (برفيسور كما يسميها الغرب) عام 1419.
ذلك هو تدرجه الوظيفي الذي كان أملاه لأحد محبيه.
¥