تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإن قلتَ: فأيُّ معنى مع هذا لعنوان الكتاب؟ قلت: الواقع أن عناوين المؤلفات ليست كافية لمعرفة تفاصيل موضوع المؤلَّف فيه، ولكن الحكم على الشيء قيل فرعُ تصوره، لا فرع قراءة أو سماع عنوانه، وتصور حقيقة الكتاب قراءتُه بتمعن وروية وفهم وتدبر وتجرد؛ فأنت ما قرأت الكتاب ولا قُرئ عليك ولا بلَّغك أحدٌ عنه شيئا، لكنك تصورت وصوَّرت لآلاف مؤلفة من القراء والمطلعين أن كتاب الفقير هو من كتب الطعن في الأئمة والازدراء باختياراتهم، وأنا متأكد أن كلَّ من طالعه سيرمي بكلامك عرض الحائط ويسخر من ظنونك السيئة. ثم إن العنوان الذي تسلحتَ بكلماته للتطاول والقذف والتعريض (مما لا يستغرب صدوره منك) لا إشكال فيه لأنني قلت "الأحاديث الصحيحة التي خالفها المالكية بأي وجه من أوجه المخالفة والجواب عنها بذكر دليلهم وتوجيهاتهم، مما يسوقف القارئ على ما قصدته من الكتاب وهو أنهم وكذا غيرهم من أهل المذاهب الفقهية المعتبرة يتعمَّدُ مخالفةً صريحةً لسنة من السنن لولا وجود دليلٍ أقوى عنده يقدمه على ظاهر الحديث أو يخصصه به .... ولذلك تطرقت في مقدمة الكتاب على أهم الأسباب التي يختار الفقيه فيها حكما مخالفا لحديثٍ ما، وعليك الرجوع إليه لتعرفها وتصحح بذلك تصورك وتستغفر على سوء ظنك ربّك، إنه غفور رحيم.< o:p>

ورميك للفقير بالتعصب مع حديثك عن الإنصاف مما يُضحك لسماعه ويُتفكه به، فأنت لم تنصف نفسك بأن حكمت على كتاب من عنوانه، وتعظُ في الناس بضرورة الإنصاف في الحكم على الغير (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم).< o:p>

ثانيا: من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى قيام الساعة، انظر كيف ورطت مَن وراءك ممن لا تحقيق عنده في إقرار إجحافك والفرح بزور شهادك، حتى صاح يوسف حميتو الآسفي يثني على مقالك المتعرض لي بكل سوء (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله) قائلا: أوعبت يرحمك الله. أتعرف يا يوسف معنى أوعب في اللغة؟ قال في تاج العروس: من المجَاز: أَوْعَبَ القومُ: إِذا حشَدُوا. وأَوْعَبَ: جَمَعَ.اهـ فأنت ترى أن في ذلك التهور والتعريض والعبث في الحكم تهورا؟؟؟ سبحانك هذا بهتان عظيم. وكان حقا على يوسف أن يقرأ الكتاب أو يطلبه لقراءته فنوصله له بين يديه هديةً منا إليه، فهو أقرب منك إلى موطن نشره، وكنت أربأ به أن يُقاد إلى ميدان شهادة الزور والرضا بالتهور دون تصور واطلاع ومطالعة ... فهنيئا لكم بهذه الغيرة على الفقهاء المالكية المخزية ... فأنا لا أشك أنه لا يهمكم فقه مالك ولا مذهبه ولا أعلام مدرسته بقدر ما يستهويكم التجريح والتحقير، فالله مدافع عن الذين آمنوا.< o:p>

ثالثا: أخي أبا عمرو المصري: قلت: الأحكام الفقهية التي خالف فيها المالكية الأحاديث الصحيحة!!! الأحاديث الصحيحةعند من؟ وهل هي صحيحة عندهم وخالفوها؟ وهل لها معارض أقوى منها عندهم أم لا؟ سؤالك سديد ورأيك رشيد، فالحديث الصحيح الذي قصدته في العنوان هو ما اتفق الأئمة على صحته ولم تظهر له علةٌ، وليس شرطا ألا يروى إلا في الصحيح كما ذكرت في مقدمة كتابي، بل ربما رواه ابن ماجه في "سننه" ولم تعرف له علة، أو الحاكم أو البيهقي ... وذلك تبعا لتحقيقات فحول صناعة الحديث ممن اعتمدتُ أقوالهم وأحكامهم في التصحيح والتضعيف كالحفاظ: ابن عبد البر النمري والدارقطني وابن القطان والذهبي والسخاوي والحافظ والمنذري والهيتمي والبوصيري ... وهذه العصابة التي هي المعوَّل في هذا الفن. وعلى هذا كلُّ حديث مختلف في صحته أخرجته من شرط بحثي، لأسباب ذكرتها في مقدمة الكتاب أيضا، فالتعويل عليه لا على فهوم غير صحيحة وظنون غير سديدة. وإشارتك أخي: " ينبغي أن يعدل هذا العنوان." مقبولة إن بينتَ لي مانعا علميا صحيحا معقولا يقضي بخطإ ما اخترته، مع ما علمتَ أوأعلمتُك من موضوعه ومقصد تأليفه.< o:p>

رابعا: أخي أبا زكريا الشافعي: بارك الله فيك وأحسن جزاءك، فالأمر كما قلتَ وذكرت وبينت وصححتَ، فالشافعية ومنذ القديم منصفون ... (وما آمن معه إلا قليل).< o:p>

خامسا: دونكم معاشر المنصفين جزءً من كلامي الذي ختمتُ به هذه الدراسة المتواضعة:< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير