تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[منارات يمنية (1) الشيخ العلامة القاضي محمد بن اسماعيل العمراني]

ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 06:48 ص]ـ

تزخر اليمن بعلماء و دعاة أجلاء لهم دور كبير وبارز في الدعوة إلى الله تعالى و خدمة دين الله لا يقل دورهم وعلمهم عن نظرائهم من العلماء والدعاة في الدول العربية و الإسلامية ...

و لكن للاسف رغم دورهم الكبير في الدعوة إلى الله و الإصلاح في الإرض وعلمهم الوفير إلا أنهم مغيبين تماما عن الساحة العربية و الإسلامية و ذلك نتيجة لتجاهل وسائل الإعلام لهم ولم يبرز منهم الا القليل والقليل جداً رغم وسائل الإعلام التي أصبحت تملأ الأرجاء ..

ومن هنا يأتي دورنا وواجبنا تجاه علماءنا ودعاتنا وذلك بإبرازهم و التعريف بهم:

- بداية علماء اليمن كثير جدا وبعضهم قد توفاهم الله عز وجل امثال الشيخ العلامة محمد بن علي الشوكاني والشيخ العلامة محمد بن إبراهيم الوزير والشيخ العلامة إبن الأمير الصنعاني وغيرهم الكثير.

وسأبدا سلسلتي هذه بالتعريف بعلم شامخ مازال على قيد الحياة ألا وهو الشيخ العلامة القاضي محمد بن اسماعيل العمراني أمد الله عمره على الخير:

اسمه:

هو القاضي الفقيه، المحدث، اللغوي، والمحقق، شيخ القضاة، وإمام الدعاة شيخ الإسلام القاضي الإمام وجيه الدين أبو عبد الرحمن محمد بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن علي بن حسين بن صالح بن شايع العمراني الصنعاني.

مولده:

حدد بنفسه تاريخ ولادته فقال: ولدت في الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ألف وثلاثمائة وأربعين للهجرة النبوية قي مدينة صنعاء، ولما بلغت الرابعة من عمري توفي والدي، فنشأت يتيماً فقيراً جاهلاً , ألهو وألعب مع الصبيان. أي أن عمر الشيخ تقريبا يقارب التسعين سنة أطال الله عمره على الخير.

أصل أسرته:

انتقل جده القاضي علي بن حسين بن صالح العمراني (توفي سنة 1219هـ) من مدينة عمران إلى صنعاء سنة 1155هـ وعمره آنذاك عشر سنوات، فمدة وجود آل العمراني في صنعاء يربو على المائتين واثنتين وسبعين سنة، إذاً فهم الآن يعدون من أهل صنعاء، وكانت منازلهم في حارة العَلَمي القريبة من الجامع الكبير بصنعاء القديمة.

القاضي العمراني وأجداده العلماء:

لم يكن أسلاف القاضي العمراني رجالاً مغمورين، بل كانوا من رموز العلم في صنعاء، فهذا جده القاضي علي بن حسين بن صالح العمراني كان من أشهر رجال القرآن الكريم في صنعاء، عاش معاصراً لمجموعة من أعظم رجال اليمن على مر التاريخ، هما الإمامان محمد بن إسماعيل الأمير ومحمد بن علي الشوكاني.

أما جده القاضي محمد بن علي بن حسين العمراني (توفي سنة 1264هـ) فقد كان أحد أبرز تلاميذ شيخ الإسلام الإمام محمد بن علي الشوكاني، وأحد مفاخر اليمن في ميدان العلوم، ترجم له شيخه الشوكاني في كتابه البدر الطالع فقال: برع في جميع العلوم الاجتهادية، وبلغ في المعارف إلى مكان جليل، وهو قوي الذهن، سريع الفهم، جيد الإدراك، ثاقب النظر، يقل نظيره في هذا العصر، مع تواضع وإعراض عن الدنيا ... وفي الجملة فهو قليل النظير في مجموعه وكثرة فنونه وإتقانه.

أما أحد تلاميذه فقد وصفه بقوله: إنه إمام العلوم ,وحافظ العصر الذي انتهت إليه رئاسة العلم في هذه الديار (يعني اليمن) ... وإنه برع في علم الحديث حتى بز الأقران، بل فُقِد نظيره فيمن تقدم بقرون حتى سمعت عمن يروي عن بعض الأعلام أنه لم يأت في هذه الديار بعد عبدالرزاق الصنعاني نظيره في هذا الشأن، وله مؤلفات شهيرة ليس هذا مجال ذكرها.

أما جده محمد بن محمد بن علي العمراني (توفي سنة 1302هـ) فقد أخذ عن والد معظم كتب الصحاح والسنن، واللغة والأدب، والتفسير والتاريخ، كما تتلمذ على يدي علي بن الإمام محمد بن إسماعيل الأمير وشيخ الإسلام الإمام الشوكاني الذي أجازه إجازة عامة في كل علومه، وتتلمذ أيضاً على أيدي أشهر علماء الإسلام في صنعاء و زبيد ومكة، فقال أحد المؤرخين: إنه اجتهد في طلب العلوم، وقام وقعد في تحقيق حدودها والرسوم، حتى برع في جميع الفنون، وكان خاتمة أهل السند العالي لعلم الرواية في عصره باليمن الميمون، ومعظم علماء صنعاء في القرن الرابع عشر الهجري هم تلاميذه , وقد شغل عدداً من المناصب في فترة الحكم العثماني الثاني لليمن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير