< القارئ في الوطن العربي >
و لنأخذ الموضوع من زاوية أخرى:
فإنْ قسّمنا القراء إلى قسمين (لا نشترط فيهما التساوي)؛ لقلنا: قراء حاسوبيين؛ و قراء صحفيين أو ورقيين.
و تصوير الكتاب إنما يعني النوع الأول من القراء دون الثاني، فكثير من الناس -وأنا على مذهبهم- يفضّل القراءة المباشرة من الكتاب المطبوع، و لايبغي بدلاً عنه.
فالقراءة الرقمية و المصورة ليست تعجب هذا الصنف من الناس كما أنه متعبٌ لعيونهم .. و حملهم للكتاب في أيديهم أخف كلفةً من حمل الأجهزة الحاسوبية للقراءة!
فهل تظن أنهم سيكترثون لنزول الكتاب الجديد مصوراً أو رقمياً في الشبكة؟!
و معارض الكتب خير شاهد على ما نقول.
و أتذكر واقعة طريفة .. فقد نزل كتاب مهم إلى الأسواق بالرياض فبيعت أكثر من أربعمائة نسخة منه في أقل من أسبوعين .. حتى نفدت الكمية! (فكاد يطير عقل الناشر من الفرح)
فهل حصل أن صوّر إخواننا أهل التصوير (أثابهم الله) كتاباً حديث الصدور بمثل هذه السرعة؟!
و الخلاصة: أن سوق الكتب الورقية لها زبائنها، كما أن لسوق الكتب الرقمية لها زبائنها.
و لا يتأثر بذلك إلا القليل من التجار .. فقد سمعتُ قريباً صاحب (مكتبة مصطفى نزار الباز) يشتكي من وجود كل شيء في الإنترنت و أن كتبها أثرت على السوق!! فمثل هذا الكلام لا يلتفت إليه، لأنه يتكلم من منطلق حرص التجار على الاستكثار و جشعهم .. و إلا فمن يفتح بقالة تبيع العصير و الخبز أمام الحرم في مكة فسيصبح مثرياً، فكيف بمن يبيع كتب العلم الشرعي؟!
و في الختام ان التجارة لابد من أن يذوق أهلُها حلوها و مرها؛ خيرها و شرها .. و أن سوق الكتب ثكنةٌ منيعة لن تنفذ فيها سهام الـ ( pdf ) فتميتها ابداً، و كذلك ما قام على أسٍّ متين.
و هذه خواطر متناثرة وجدت نفسي مسترسلاً في كتابتها رغبةً مني في تحريك الموضوع و إثارته .. عسى أن ينشط إخواننا للإفادة و التعليق (بعيداً عن التشاؤم).
جزاكم الله خيراً
ـ[ابن يونس]ــــــــ[08 - 05 - 07, 05:25 م]ـ
لقد أسعدنى الأخوان الكريمان بهذه المشاركة التى تدل على الاهتمام والتفاعل فقد أصابنى الاحباط فى المرات السابقة لأنى لم أجد مثل هذا التفاعل على الرغم من أهمية الموضوع فى نظرى لكن أرجع فأقول أنا لا أتكلم على كتب مثل ابن كثير ورياض الصالحين ولا على مكتبات معروفة بسرقة الكتب أو سلقها كما يقال وهم كثر أعترف بذلك لكن مع هذا هنالك مكتبات جادة
والدليل على ذلك تصنيف إخواننا فى الملتقى هنا لأنواع المكتبات وطبقاتها وهذه المكتبات لها مشاريع ضخمة ومنشورات جادة وانا أعرف عدد كبير من الكتب المعروضة الأن فى المواقع مجانية لم تتجاوز طبعتها الأولى بل هنالك كتب لم يبع منها سوى ثلاثمائة نسخة من الطبعة الأولى التى كثير ما لا يتجاوز عددها الألف والبقية راكدة لدى الناشر وإن كان كثير من الناشرين عنده تجاوزات شرعية كثيرة جدا فليس معنى هذا أن نعمم الأمر ومشكلة التعميم هذه كثيرا ما أجدها فى موضعات كثيرة فى المناقشة بيننا كما أن تجاوز الناشر لايبيح لنا أن نتجاوز نحن معه
وهناك نقطة أخرى أستشعر بها وكنت متردد فى التصريح بها لكن سأتوكل على الله وأقولها ألا وهى استشعارى أنه يوجد منا من يعتبر أن توفر المال أو الغنى لدى البعض ذنب يستباح من أجله وأظن هذا من ترسيبات الحقب الاشتراكية الماضية _ ويعلم الله أنى لا أقصد الأخ المعلق أبدا بل إنى ممتن لمشاركته سعيد بإيجابيته جزاه الله خيرا ولكن هنالك ردود كثيرة وجدتها فى موضوعات مماثلة تدل على ذلك _ وربنا سبحانه قد وعظنا بقوله تعالى: (إن يكن غنيا أوفقيرا فالله أولى بهما)
أما قول الأخ الكريم إن ذلك لن يؤثر على الناشر أقول نعم لن يؤثر على أمثال ما ذكرت من الناشرين أصحاب السرقات وتفريغ الشرائط الذين جنوا الكثير من وراء كتبهم المشوهة لكن هذه الكتب بالطبع لا يهتم بنشرها بطريقة ال pdf فستجد الاهتمام بالكتب ذات الطبعات الجيدة المتخصصة ومع هذا فلما لا نرشد الأمر ونتجه للطبعات القديمة التى أصبحت فى حكم النادر وهى كثيرة وتوجد مكتبات تصورها يعنى هنالك حاجة لها أو على الأقل نعطى فترة ثلاث أو أربع سنوات من صدور الطبعة الأولى قبل تصويرها هذا إن اتفقنا على الجواز من الناحية الشرعية التى أرجو مناقشتها أيضا من مشايخنا الكرام فى
¥