والكتب الكبيرة هي مجال حديثنا لأنها هي التي تكلف كثيرا لتخرج إلى عالم الطباعة، والكثيرون إذا رأوها على النت فلن يكلفوا أنفسهم شراءها< o:p>
وأتوقع هنا أن يقول لي أحد الأخوة أن تصوير الكتب ونشرها في مصلحة مثل هؤلاء الذين قد لا يستطيعون شراء مثل هذه الكتب الكبيرة< o:p>
لذلك أقول ولكن تصوير الكتب بهذه الصورة أضر بإخواننا الذين تفرغوا لخروج هذه الكتب الكبيرة، ألا يستحق أصحاب هذه الكتب والأعمال الجيدة النظر لمصالحهم أيضا بواقعية وإنصاف، بدل أن نتركهم يواجهون أصحاب درو النشر (التجار والحيتان) وحدهم، بل ونكون نحن سببا لضعف موقفهم بتصوير كتبهم ونشرها لأننا علمنا بمصادرنا الموثوقة أن صاحب دار النشر قد باع (ألف نسخة) من كتابه وحصَّل تكاليف الكتاب!! < o:p>
لماذا ننظر لهذا الموضوع فقط من زاوية إيصال هذه الكتب لمن لا يستطيع شراءها < o:p>
ونغفل زاوية أهم وهي خروج هذا الكتاب< o:p>
فلولا التفرغ من أصحاب الكتب ثم نفقات دور النشر لم تخرج هذه الكتب أصلا< o:p>
أيهما اولى إذا تعارضت المصلحتان< o:p>
خروج الكتب الكبيرة والمكلفة وطباعتها< o:p>
إيصال هذه الكتب لكل أحد< o:p>
والحفاظ على المصلحتين ممكن بالحفاظ على حقوق النشر لضمان استمرارية طباعة الأعمال الكبيرة والمكلفة< o:p>
فمن وجد سعة لشرائه فبها ونعمت ومن لم يجد فليصبر وليحتسب وليضع الدرهم على الدرهم لشراء هذا الكتاب كما يضع أحدنا الدرهم على الدرهم لشراء بعض حاجاته الدنيوية< o:p>
أم أن حاجة أحدنا للكتاب تجيز التعدي على حقوق طبع الكتاب< o:p>
في حين أن حاجة أحدنا إلى بعض السلع الدنيوية لا تجيز له التجاوز على حقوق أصحابها واقتنائها من غير وجه حق< o:p>
تلك إذا قسمة ضيزى< o:p>
وعلى افتراض أن أحد طلبة العلم بحاجة ماسة لهذا الكتاب ولا يستطيع شراءه ولا حتى التوفير لشرائه، فبإمكانه عندها تصويره لاستخدامه الشخصي، أما أن يصور الكتاب ويوضع لكل أحد بحجة نشر العلم، فليحذر أصحاب هذا الصنيع أن يكونوا ممن قد أحسن من وجه وأساء من وجوه< o:p>
قد أطت الكلام هذه المرة فاعذروني ولكن لأهمية الموضوع< o:p>
وأعيد وأكرر سؤالي بعد التأكيد على ما يدندن حوله كثير من الأخوة من أن الناشرين تجار وأنهم .. وأنهم .. وأنهم .. < o:p>
هل عندكم بديل واقعي وعملي عنهم؟؟؟؟؟؟؟ < o:p>
إذا لم يكن عندكم مثل هذا البديل، فماذا يُنتظر ممن يزعم أنه يحب أن يرى الأعمال الجيدة والمشاريع الكبيرة ذات الجهد المتميز؟؟؟ < o:p>
أنا شخصيا لا أنتظر منه إلا الحفاظ على حقوق دور النشر ليس لسواد عيونهم ولكن دعما للعمل الجيد، ما دام أنهم هم النافذة العملية الوحيدة التي تطل علينا منها هذه الأعمال< o:p>
أما تجاوز حقوقهم بحجة نشر العلم أو الانتقام منهم لطمعهم فهو في الحقيقة تهديد للأعمال الجادة، < o:p>
ولن يتضرر الناشرون كثيرا في نهاية الأمر، لأنهم سيجدون الكثير من الكتب التجارية أو الكتب المدعومة لتدر عليهم الأرباح التي يحلمون بها ويعوضون بها خسائرهم في هذا الكتاب أو ذاك< o:p>
أما أصحاب الأعمال الجيدة والكبيرة فعليهم أن يبحثو عن دعم لمشاريعهم، فحتى المهتمين بالكتاب الشرعي تخلو عن دعمهم فبينهم وبين أصحاب دور النشر حساب لا بد من تصفيته!!!! < o:p>
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 06:56 م]ـ
على العكس أنا أحسب - والله أعلم - أن الأعمال الجيدة في تاريخ الإسلام كله لم تكن نتيجة للأغراض الربحية المادية.
بل الواقع يشهد أن معظم الكتب التي تقذفها المطابع إلى السوق غير جيدة من الناحية العلمية، وفي جنب كل محقق جيد تجد مائة من مدعي التحقيق، وكذلك في جنب كل مؤلف جيد تجد مائة من مدعي التأليف.
ومهما كان عمل المؤلف جيدا، فإن الناشر غالبا لا يفرق فرقا واضحا في الثمن الذي يعطيه للمؤلف بين من يقمش ويهلبش، وبين من يفتش ويدقق!
ومسألة التربح من التأليف والنشر لم تكن موجودة في عصور أسلافنا، ومع ذلك لم نستطع أن نضع من الكتب والمصنفات ذرة في جنب ما وضعوه وصنفوه!!
¥