لم يصرح بهذا، إنما أشار إليه فقط، وتلك دعاية كان نشرها الوطنيون ضد الشيخ عبد الحي الكتاني، رحمه الله، لأنه كان يتهمهم بالعلمانية، ويحارب أفكارهم، وكان ضد تغيير القوانين الشرعية وإحلال القوانين الوضعية مكانها، فكان من ضمن العلماء الذين أفتوا بعزل محمد الخامس وتنصيب محمد بن عرفة، فاتهم جميعهم بالخيانة والعمالة، وعند الله تجتمع الخصوم ..
أما مؤلفات الشيخ عبد الحي الكتاني وكتاباته - كما قال شيخنا شعيب الأرنؤوط حفظه الله - فكلها طافحة بالغيرة على الإسلام وحرب المستعمر، والدفاع عن الشريعة حكما وتطبيقا ...
وعلى كل؛ فحتى أحمد الغماري رمي بالعمالة للاستعمار، بل هاجم أهل طنجة بيته في مظاهرة عارمة وكاد يقتل لولا أن هربه الشيخ المنتصر الكتاني لمصر، كما هو معلوم ... وتلك فترة لم يدون تاريخها بعد ...
-يتبع-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت تلك إجابات الشريف حمزة الكتاني في مشاركته الأولى.
ثم قال في مشاركته الثانية مجيبا على سؤالي الخامس:
وبمناسبة إيراد الأخ الحمودي للقسم الثاني من صحيفة سوابق أتوجه إليك أيضا بهذا السؤال مكتفيا به مؤقتا راجيا منك الإجابة الواضحة والمفهومة عنه:
خامسا: أليس الشهيد محمد بن عبد الكبير الكتاني وأبوه الشيخ عبد الكبير الكتاني بل والكتانيبون جميعا ينالهم قدح الشيخ بوخبزة في التصوف؟
وعندي أن الشيخ محمد بن عبد الكبير يناله القدح الأوفر لأمرين
الأمر الأول: لأنه ادعى أنه أخذ الطريقة الأحمدية الكتانية يقظة من النبي صلى الله عليه وسلم
الأمر الثاني: أن له اختصاص واتباع للشيخ محي الدين بن عربي الحاتمي.
مع العلم بأن للشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني أشعار تصرح بالوحدة التي نقدها الشيخ بوخبزة. ولعبد الكبير أيضا صيغ في الصلوات مشكلة ... وعليها ملاحظات كثيرة حتى من الصوفية ولذلك اعترض كثيرون من علماء فاس بل من الكتانيين على الشيخ محمد بن عبد الكبير ...
وعهدي بك يا حمزة أنك من القائمين على طبع أشعار الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني وأنت تصرح أنك كتاني الطريقة نسبة للختم الأكبر عندك الذي هو الشيخ محمد بن عبد الكبير، وكل هذا كفر أو ابتداع خطير جدا عند بحاثة تطوان الشيخ محمد بوخبزة
مع أن الشريف حمزة اقتطع منه فقرة:
خامسا: أليس الشهيد محمد بن عبد الكبير الكتاني وأبوه الشيخ عبد الكبير الكتاني بل والكتانيبون جميعا ينالهم قدح الشيخ بوخبزة في التصوف؟
وأجاب عنها ولم يعرج على باقي ما كتبته إليه مما نقلته لكم هنا!
فقال الشريف حمزة الكتاني مجيبا على السؤال الخامس:
وقولك أخي الكريم:
حاشا لله، فإن شيخنا بوخبزة حفظه الله يكن للكتانيين كل محبة وتقدير، وهو يرد ويكره الصوفية الخونة المتخاذلين، والجهال منهم الذين يتبعون أهواءهم، ويتمشدقون بالمنامات والأهواء، أما من كان منهم عالما صادقا، مجاهدا شهيدا، يرجع للحق متى بدا له الدليل، فإن الشيخ بوخبزة حفظه الله، يقدره ويحترمه ويستغفر لما قد يراه مما يرى أنه من الهفوات، حفظه الله تعالى ..
وقد ذكر جد والدتنا الإمام أبو الهدى محمد الباقر بن محمد بن عبد الكبير الكتاني رحمه الله تعالى في مشيخته أن شيخه أبا شعيب الدكالي رحمه الله تعالى شنع في بعض دروسه على الطرق الصوفية وسفه أهلها، فزاره الشيخ الباقر ولامه على إجماله وعدم تفصيله في ذلك، فقال له الشيخ أبو شعيب: "حاشا لله أنا لا أقصدكم أنتم، إنما أقصد أهل الأهواء والخرافات والبدع، ككذا وكذا" ...
فتنبه أخي الكريم إلى ملاحظ الأئمة المصلحين ...
أما ما ذكرتموه من التفصيل بعد ذلك فهو خارج عما نحن بصدده، وقد طبعت كتب الشيخ ابن عبد الكبير رحمه الله، وهو لا يقول فيها بالوحدة، بل أنكر القول بالحلول والاتحاد وأسس فصلا طويلا في ذلك، تجده في "البحر المسجور في الرد على من أنكر فضل الله بالمأثور" ..
أما أنه كان من أتباع ابن العربي الحاتمي، فلا يصح، إنما كان يتأول له، ويرى أن له ملاحظ لم يدركها من لم يشرب مشربه، وينكر أشد الإنكار اعتقاد ظاهر كلامه ويعتبره كفرا، وينهى عن قراءة أشعاره وأشعار ما يعرف بالحقائق .. كما فصله نجله الإمام الباقر في "ترجمة الشيخ محمد الكتاني الشهيد" وهي مطبوعة بدار ابن حزم بتحقيق خالتنا الدكتورة نور الهدى الكتاني وإشرافنا ... وهذا مذهب جمهور من العلماء، كابن السبكي والسيوطي من المتقدمين، وجمال الدين القاسمي من المتأخرين ..
والقول بأن للشيخ أبي المكارم جبل السنة والدين عبد الكبير بن محمد الكتاني رحمه الله صلوات مشكلة، لا يصح، لأنه لا تعرف له صلوات أصلا ...
وعلى كل؛ فقد صرح الحافظ الشيخ عبد الحي الكتاني، بأن الشيخ محمدا بن عبد الكبير الكتاني رحمه الله رجع عن الحديث في تلك الأمور آخر عمره، وهم بإحراق كتبه التي كتبها في ذلك، كما هو مبين في كتابه "المظاهر السامية في النسبة الشريفة الكتاني" أثناء ترجمته ... والأمور بخواتيمها ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وبعد الإخبار والإعلام للإخوة القراء بمجريات المباحثة بيني وبين الشريف حمزة الكتاني وخطواتها ونقلها لهم هنا خطوة خطوة سأتولى التعقيب على ما أجاب به الأخ الشريف حمزة الكتاني ورائدنا الحق لا غير.
والله الموفق لا رب مستحق للعبادة غيره.
¥