ما دخل هذا بالإجابة عن سؤالي؟ ثم هل في الإخبار بأنه من تلامذة أبي البيض على ما خبرناه عنه من طوام: مدحة ومنقبة للمنتصر حتى يشيد بها هنا؟
وكذلك الحال، ما دخل الإخبار بأن (بعض المعاصرين كان يفضل الشيخ المنتصر الكتاني على أبي البيض ابن الصديق علما وحفظا)؟
ما دخل هذا في الإجابة عن سؤالي؟ ألا ترون أنه استطراد وكيل مديح دونما داع وسبب موجب له؟
على أن واقع حال الشيخ المنتصر الكتاني ــ كما سنرى ــ ليس كما يقوله الشريف حمزة الكتاني ويدعيه في إطرائه له ب (الحفظ والعلم)!
وكذلك الحال، ما دخل كلامه في إخباره عن (كون أبي البيض وطريقته الدرقاوية الصديقية كانوا من أتباع الشيخ المنتصر)؟
وكذلك الحال، ما دخل الإجابة عن سؤالي بإخباره لي بأن (الشيخ المنتصر الكتاني أسس حزب الخلافة من أجل إحياء الخلافة ... الخ)؟
وكذلك الحال، ما دخل إخباره لي بأن (أبي البيض دخل هو بطريقته وأتباعه تحت لواء جده الإمام المنتصر الكتاني)؟
وكذلك الحال، ما دخل إخباره لي بأن (الشيخ المنتصر الكتاني كان يصف أبي البيض ابن الصديق بصديقنا لا بشيخنا)؟
وكيف يعتبره (صديقا) له أو (شيخا) له على معرفة الشريف حمزة ببوائق أبي البيض التي يعرضها علينا علامتنا بوخبزة والتي ما كانت لتخفى على جد الشريف حمزة الكتاني الشيخ المنتصر الكتاني؟
ونظرا لما نقله الشريف حمزة الكتاني في آخر جوابه ذلك نقلا عن الشيخ عبد الله التليدي من نقاشات بينهما ... الخ، فلماذا لم يهجره الشيخ المنتصر الكتاني أو يحذر منه ويؤلف في التحذير منه كما فعل شيخنا العلامة بوخبزة حفظه الله تعالى؟
وبكل ما سبق يعلم القارئ الكريم حقيقة (ملازمة الشيخ المنتصر الكتاني لأبي البيض ابن الصديق) التي أخبر عنها علامتنا بوخبزة مصرحا ببعض أسبابها وهي (العداوة المشتركة بينهما لعبد الحي الكتاني) مع (إفشاء ونقل الشيخ المنتصر الكتاني أسرار الكتانيين وعبد الحي الكتاني لأبي البيض ابن الصديق) مع (كراهة وعداوة عبد الحي الكتاني للمنتصر الكتاني لكونه ملازم لابن الصديق) مع اعتقاده الجازم أن للمنتصر الكتاني يدا ودخلا في تأليف كتاب (كشف الأستار المسبلة) كما أفاده العلامة بوخبزة وعنوان كتاب عبد الحي الكتاني (سوط الأقدار ... وذنبه المنتصر الكتاني حثالة الأوساخ والأقذار) ...
وبكل ما سبق مني بيانه يُعلم ما في جواب حمزة الكتاني من استطرادات وإخبارات لا علاقة لها بالجواب عن سؤالي، اتخذها سلما للإشادة بعائلته من العلماء الكتانيين دونما داع ولا سبب موجب لذلك!
وبذا نكون قد جلينا حقيقة (ملازمة الشيخ المنتصر لأبي البيض ابن الصديق وأسبابها وما وراءها) كما أفاده علامتنا الشيخ بوخبزة حفظه الله تعالى وكما أفادنا إياه الشيخ عبد الحي الكتاني نفسه في عنوان كتابه (سوط الأقدار ... ).
وتبين لنا أن ما أجاب به حمزة الكتاني عن سؤالي: لا واقع له ولا دخل له بالجواب، وهو استطراد وخروج عن الموضوع إلى المديح بعائلته، وتجاهلٌ منه بما أفاده أحد أقطاب العائلة عن أسباب وما وراء تلك (الملازمة) وهو الشيخ عبد الحي الكتاني نفسه!
هذه مقدمة محكمة مبينة لحال جواب الشريف حمزة الكتاني الذي هو في واقع أمره ــ كسابقه ــ تكذيبٌ منه لما أفاده شيخنا العلامة البحاثة الدراكة بوخبزة حفظه الله تعالى.
وبما أن الشريف حمزة الكتاني ــ كما رأينا ــ استطرد إلى المديح والإشادة بالشيخ المنتصر الكتاني ورفع من شأنه في (العلم) وفي (الحفظ) ووصفه بكون (إماما) و (أنبغ تلامذة أحمد الغماري) بل (بعض معاصريه يفضله عليه علما وحفظا) وكل هذا خطته يداه: أريد أن أعرج على ما قاله هنا مبينا حقيقة الحال والواقع من باب قوله صلى الله عليه وسلم (أنزلوا الناس منازلهم) دونما غلو أو إفراط أو تفريط.
ولن أطيل عليكم وإنما هي فوائد وتذكير لا أكثر ولا أقل، ومكانة الشيخ المنتصر وعلمه وتقواه محفوظة ونعترف بها، ولكن نظرا لما بدر من الشريف حمزة الكتاني مما سبق من مديحه يجب أن (ننزل الناس منازلهم).
ــ يتبع ــ
ـ[شمام الورداني]ــــــــ[06 - 01 - 07, 09:50 م]ـ
¥