تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذا شرف الدين علي بن أحمد اليونيني البعلي، صاحب النسخة المشهورة، قال عنه الذهبي، استنسخ صحيح البخاري وحرره، حدثني أنه قابله في سنة واحدة واسمعه إحدى عشرة مرة, وقد ضبط رواية الجامع الصحيح، وقابل أصله الموقوف بمدرسة آقبغا آص بسويقة العزيّ خارج باب زويلة من القاهرة المعزية، بأصل مسموع على الحافظ أبي ذرِّ الهروي، وبأصل مسموع على الأصيلي، وبأصل الحافظ مؤرخ الشام ابن عساكر، وبأصل مسموع عن أبي الوقت أهـ

ثم اجتهد فبالغ في التحري لما قابلها بحضرة إمام اللغة جمال الدين ابن مالك، صاحب ألفية النحو، فكان يضبطها على الأوجه في اللغة، ويعلل ما وقع فيها من ضبط قد يشكل على أصحاب النحو.

وكذلك الغزولي، صاحب الفرع المنسوب إليه، وهو من المحدثين الضابطين، قابل على أصلين، أصل اليونينين وآخر موقوف على مدرسة عندهم.

ويمكن أن يقال أن الطبعة السلطانية هي فرع عن اليونينية لكنها ليست نسخة منها لأن مصححيها اعتمدوا على نسخة من اليونينية وعلى غيرها، وهي الطبعة التي أعادها للنشر العلامة أحمد شاكر، ثم ظهرت مؤخرا في الأسواق بأشكال مختلفة.

وكذلك حال النسخة العراقية المنسوبة لأبي زرعة العراقي (وأظنها بخطه)، فإن أبا زرعة ساق إسناده أولا إلى كريمة ثم إلى أبي ذر ثم إلى أبي الوقت، واعتمد سوق المتن لواحد، وذكر في الهامش فروقات النسخ، وهي من أحسن النسخ المخطوطة التي اطلعت عليها.

وكذلك حال نسخة ابن سعادة الأندلسي (المتوفي أول سنة 566 أو آخر السنة التي قبلها) وهو من تلاميذ أبي علي الصدفي، ممن لازمه وصاهره واختص بصحبته، ولما توفي أبو علي آلت إليه نسخه وأصوله، ومنها صحيح البخاري ومسلم بخط الصدفي، فنسخة ابن سعادة هذه فرع عن نسخة أبي علي الصدفي المشهورة، ونسخة الصدفي فرع عن رواية أبي ذر عن شيوخه الثلاثة، ومع شهرة هذه النسخة إلا انه يجب التنبيه على أن الصدفي سيء الخط، مشهور بقلة إعجام الحروف بل بعدمه، ولذلك تطرق التصحيف إلى نسخته وارد، وقد اطلعت على مصورة سنن الدارقطني بخط الصدفي على الوصف المذكور من رداءة الخط وترك الإعجام فوجدتها غير خالية من التصحيف والتحريف، إلا أن ابن سعادة محدث فقيه، وكان قد رحل إلى مكة وأخذ عن أصحاب كريمة المروزية صاحبة النسخة المشهورة، فلعله تحرى في نَسْخِ رواية الصدفي، ولأجل ذلك اشتهرت نسخته وذاعت.

والقاضي عياض أخبر عن نفسه أنه التزم هذا المنهج وذلك في كتابه مشارق الأنوار.

بقي لنا وقفة أخرى مع البخاري في بيان منهجه في تفسير الحديث وشرحه، والله الموفق.

ـ[السدوسي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 12:56 م]ـ

جزاك الله خيرا ياشيخ أحمد ونفع بك.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير