تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإني لأعجب من الأستاذ الجليل الدكتور محمد رجب البيومي وفقه الله، وهو العالم والناقد، كيف قدَّم لهذا الكتاب؟ مع أنه تحفظ في عبارات التقديم، ودعا إلى نقد الكتاب، وأكاد أجزم أنه لم يستوف قراءة الكتاب، ولو فعل لما كتب ذلك التقديم على ذلك الوجه، لدقته في النقد، ودراساته المعروفة الواسعة التي تتبع فيها كثيراً من الأدباء والكتاب، وهو مجتهد في تقديمه على كل حال.

وقد عُرِضَ هذا الكتابُ على مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة، وكلفوا أحد أعضاء المجمع بكتابة تقرير عنه، فكتبه الأستاذ الدكتور عبدالستار فتح الله سعيد وفقه الله، وخلص فيه إلى رد هذا الكتاب جملة وتفصيلاً، وقال في خاتمة تقريره الذي نشرته مجلة المجمع الفقهي الإسلامي في عددها العشرين الصادر 1426هـ (327 - 394):

(والخلاصة في شأن الكتاب وصاحبه:

أولاً: أن الكتاب يقوم على فكرةٍ باطلةٍ، ومنهاجٍ فاسدٍ، وتطبيقٍ يُلحدُ في آيات الله إلحاداً مبيناً.

ثانياً: أَنَّ المؤلف ينبغي أن يُدعى إلى التوبةِ النصوحِ، والبراءةِ مِمَّا كتبهُ، وجادلَ به، إنْ كان يريد الخيرَ والنجاة لنفسه.

ثالثاً: أَنَّ المؤلفَ والكتابَ بِمعزلٍ تامٍّ عن الوفاء بشروطِ الاجتهاد الصحيح، والمُجتهدِ الملتزمِ بالأصولِ والقواعدِ العلميَّةِ والدينية التي أجمعَ عليها المُحققونَ من علماءِ الأمةِ والمفسرين خاصة طوال التاريخ.

رابعاً: ندعو المفكرين والأدباء والباحثين إلى الاجتهاد النافع الذي يجمع أمة الإسلام، ولا يفرقها، وتحاشى الطعن في دينها وتاريخها المجيد، وهذه مهمتهم الجليلة، التي يسألون عنها عند الله يوم القيامة.

خامساً: لا ينبغي للمؤسسات الإسلامية تبني مثل هذه الكتب لا بالنشر، ولا بالتقريظ، ولا بالتساهل ولا المجامىت بحجة حرية الفكر والاجتهاد ونحوهما؛ فإن في ذلك فساداً عظيماً، يخدع جمهور الأمة، ويوقع الفتنة بين الناس.

ولذلك أقترح على رابطة العالم الإسلامي – بما لها من ثقة في مجال الدعوة الصحيحة – أن تكاتب الأزهر الشريف في شأن هذا الكتاب حتى لا يستغل المؤلف موقفهم منه في نشر أفكاره الضالة. وينبغي أيضاً نشر كتاب في الرد عليه تفصيلاً، فإن هذا التقرير – مع طوله – لم يتسع لذلك، وإلا جاء أضعافاً مضاعفة) أ. هـ.

وقد عُرِضَ الكتابُ على الأستاذ الدكتور عبدالحليم نور الدين – أستاذ اللغة المصرية القديمة، ورئيس قسم الآثار المصرية بجامعة القاهرة، فبين استنكاره لما جاء في هذا الكتاب، وأبان عن علمٍ جمٍ في مجال تخصصه، ومنهج علمي دقيق في تناول المسائل، وعقل منصف في الوقوف عند حدود التخصص، ومما قاله:

(أرى أنه لا بد من وجود لجان متخصصة تطرح عليها مثل هذه الكتب قبل التصريح بطبعها وتداولها، وبالنسبة لهذا الكتاب (الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم) فإنني أرى أن الأزهر الشريف أخطأ في حق القرآن الكريم قبل أن يخطئ في حق اللغة المصرية القديمة، فمع كل التقدير والإجلال لعلماء الدين فقد كان من الضروري أن يطلب الأزهر من المؤلف أن يعرض كتابه أولاً على أساتذة اللغة المصرية القديمة لمناقشتها، والتحقق مما جاء في الكتاب؛ لأنه يتعرض لسر من أسرار الله تعالى، أراد الباحث أن يخوض في تفسيره دون دراية كافية بالأدوات التي استخدمها، وهي مفردات اللغة المصرية التي عاشت أكثر من أربعة الآف عام، ومرت بمراحل مختلفة، اعتمد الكاتب على مرحلة واحدة منها في تفسيره، وهي العصر الوسيط، مما جعله يخوض فيما لا نستطيع – بعلمنا المتواضع – أن نخوض فيه). انظر الرد في ملاحق الكتاب ص 187 - 196.

ولا غرابة في تواضع هذا العالم الجليل المتخصص في اللغة المصرية القديمة، فهذا دأبُ العلماءِ، وأَدبُ الباحثين، والشيء من معدنه لا يُستَغربُ، بل إنه يقول في أثناء حديثه (إنني على الرغم من تخصصي في الآثار لا أجرؤ على الحديث في الآثار الإسلامية أو المسيحية، لأنني متخصص في الآثار المصرية).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير