تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[28 - 01 - 07, 07:22 م]ـ

صدر حديثاً: مختصر مقدمات تفسير (التحرير والتنوير لابن عاشور) لصالح العَوْد


بسم الله الرحمن الرحيم

صدر عن دار ابن حزم:

مختصر مقدمات التفسير في علوم القرآن

لشيخ الإسلام محمد الطاهر بن عاشور شيخ جامع الزيتونة رحمه الله.

وقد اختصرها صالح بن علي العَوْد، وصدرت في كتاب من الحجم الصغير، في 112 صفحة. وقد حافظ المختَصِرُ على عبارة ابن عاشور. وهذه المقدمات قد أملاها ابن عاشور على طلابه بجامع الزيتونة ابتداء من عام 1317هـ، ثم بدأ في نشرها على صفحات المجلة الزيتونية التي كانت تصدر في تونس عام 1355هـ وما بعدها. ونشرت بعد ذلك مع التفسير، وعلى وجه الاستقلال، ثم رأى الأخ صالح العود اختصارها، لتقريبها لطلاب هذا الزمان فأجاد وفقه الله.
ومقدمات ابن عاشور تلك من الأعلاق النفيسة، التي يقل وجود مثلها، وهي كسائر مصنفات ابن عاشور، متينة، عميقة، لغزارة علم مؤلفها، وما آتاه الله من حظ في حسن التصنيف، وبارك له في مصنفاته، وأحسب ذلك لحسن نيته رحمه الله، وهي جديرة بعناية طالب العلم، وتكرار نظره فيها، وتأمله في معانيها.

ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[28 - 01 - 07, 07:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم

البَيَان في حكم التغنِّي بالقرآن
«دراسة في ضرورة تحسين الصوت والتطريب بالقراءة»

للدكتور بشار عواد معروف
الأستاذ بكلية الآداب بجامعة بغداد
ورئيس جامعة صدام للعلوم الإسلامية

** ** **

الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا وإمامنا وقدوتنا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله، ورضي عن صحابته أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالقرآن العظيم هو كتاب الله الدال عليه لمن أراد معرفته وطريقه الموصلة لسالكها إليه، ونوره المبين الذي أشرقت له الظلمات، ورحمته المهداة التي بها صلاح جميع المخلوقات، والسبب الواصل بينه وبين عباده إذا انقطعت الأسباب، وبابه الأعظم الذي منه الدخول فلا يُغلق إذا غُلِّقت الأبواب، وهو نور البصائر من عماها وشفاء الصدور من أدوائها وجواها، وحياة القلوب، ولذة النفوس، وحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، والمنادي بالمساء والصباح، يا أهل الفلاح حي على الفلاح.
وظل العلماء مع امتداد رقعة الإسلام وتوالي الأيام يسعون إلى استخراج كنوزه وإثارة دفائنه، وصرف العناية إليه والعكوف بالهمة عليه، يتلونه فيزيدهم إيمانًا وطمأنينة، لقد كانوا كما وصفهم الله تعالى في قوله: (إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)، وقوله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ).
ومعلوم أن تزيين قراءة القرآن الكريم وتحسين الصوت بها، والتطريب عند القراءة وقع في النفوس، وأدعى إلا استمتاع والإصغاء إليه، ففيها تنفيذ للفظ القرآن إلى الأسماع، ومعانيه إلى القلوب، وذلك عون على المقصود، وهو بمنزلة الحلاوة التي تُجعل في الدواء لتنفيذه إلى موضع الداء، وبمنزلة الأفاوية والطيب الذي يجعل في الطعام، تكون الطبيعة أدعى له قبولاً.
وقد اختلف العلماء في قراءة القرآن بالألحان منذ القديم إلى يوم الناس هذا، فنص على كراهتها الإمامان أحمد بن حنبل ومالك بن أنس، ورويت هذه الكراهة عن أنس بن مالك -بسند ضعيف كما سيأتي- وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، والقاسم بن محمد، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وإبراهيم النخعي، وتابعهم القرطبي وغيره.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير