تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ابن عبدالباقى السلفى]ــــــــ[28 - 01 - 07, 07:34 م]ـ

مقال د. مساعد الطيار في ملحق الرسالة بجريدة المدينة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم


بسم الله الرحمن الرحيم
كثرت البحوث والمقالات والمؤتمرات واللقاءات الإعلامية حول الإعجاز في القرآن الكريم ولا سيما ما يسمى بالإعجاز العلمي، وفي هذا السياق نشرت جريدة المدينة السعودية في الملحق التابع لها الذي يصدر كل جمعة باسم الرسالة مقالات حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم تحدث فيه الأستاذ الدكتور زغلول النجار حفظه الله عن أهمية العناية بهذا النوع من التفسير، وما ينبغي على المسلمين في هذا الزمن من الدعوة إلى الله بهذا الأسلوب الدعوي وغيره.
وقد شارك في هذا التحقيق الدكتور مساعد الطيار بمقالة له عن الإعجاز العلمي، رأيت الجريدة قد نشرته تحت عنوان:
تواصلاً مع ما نشر حول الإعجاز العلمي ... المعترضون:
الإعجازيون ينطلقون من ردة فعل ... وينتقصون من قدر العلماء
والذي أعرفه من كتابات وآراء الدكتور مساعد الطيار وفقه الله أنه لا يعترض على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، وإنما يدعو إلى الأخذ به بضوابط وشروط تحفظ للقرآن الكريم هيبته ومكانته، وتحفظ للتفسير حرمته. وللدكتور مساعد الطيار أن يتحفنا بأي تعليق له في هذه المشاركة إن كان لديه توضيح لما نشرته الصحيفة.
وهذا نص المقال الأصلي الذي نشرته جريدة المدينة.

** ** **

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحديث عن الإعجاز القرآني ـ فضلاً عما يُسمى بالإعجاز العلمي ـ ذو شجون.
لكن مما يحسن التنبيه عليه في بدء هذا الموضوع أن يعلم أن أهل التفسير ليسوا ضد المخترعات الحديثة والعلم التجريبي، ولكن الإشكالية بينهم وبين الإعجازيين في الربط بين هذه المخترعات والمكتشفات وبين النصوص القرآنية، وطريقة ذلك، فهذا الربط فيه محاذير، من أهمها:
أن ما يتوصل إليه الباحثون عرضة للنقض في حالة اكتشاف ما يناقضه، ولا يمكن لأحد من البشر أن يدعي العصمة لأحد من الناس إلا من عصمه الله.
لاسيما وأن كثيرًا من المكتشفات التي تذكر في الإعجاز العلمي هي أمور غير محسوسة، وإنما هي مبنية على استنتاجات ودراسات الله أعلم بصحتها، إذ لا زالات الدراسات إلى اليوم تنقض ما كان يقال بأنه حقيقة لا رجعة فيه، وذلك معروف وواضح من قصور العلم البشري الذي يتطور شيئًا فشيئًا.
ولا يفهم من هذا أننا ندعو إلى عدم دراسة هذه الأمور المفيدة للناس في حياتهم الدنيا وإنما التحفظ على ربطها بالنصوص الشرعية والطريقة المتبعة في ذلك.
لكن لما كان الحديث منصبًّا على مسألة الإعجاز العلمي، فإني سأطرح بعض القضايا المتعلقة به على سبيل الاختصار، فأقول:
1 ـ إن الأصل أن تتفق الحقيقة الكونية مع النص القرآني لأن مصدرهما واحد، ولا يقع الاختلاف إلا في نظر الناظر، فقد يكون نقص علمه من جهة الحقيقة الكونية أو من جهة الحقيقة القرآنية، وفي كلا الحالين لا يمس هذا النقص قدسية القرآن؛ لأن التفسير شيء، وثبوت النص القرآني كلامًا لله شيء آخر.
2 ـ إن قُصارى الأمر في صحة دلالة النص القرآني على الحقيقة الكونية أنها دليل على صدق القرآن، وبهذا يكون مجال الإعجاز العلمي ومآله إلى هذا، وهو لا يختلف بهذه القضية عن دلائل صدق القرآن أو النبوة.
فإذا ثبتت الموافقة قلنا: هذا دليل صدق القرآن وأنه جاء من عند الله وليس من قول البشر، وإذا صحَّت هذه الدعوى طالبنا الناس بالإيمان بها، لكن لا يلزم أنهم سيصدقون، فممن شهِد تنَزُّل القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم كفر به، فما بالك بمن جاء بعده.
ومما يحسن التنبيه عليه هنا أن دلائل صدق القرآن لا يمكن أن تحصر، فكل آية من آياته دليل على صدقه، فالجهل بالاستدلال بها اليوم من قبل بعض الناس لا يعني عدم وجودها إلا في الإعجاز العلمي.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير