تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب


تم ذكر هذه الشخصية بالكتب التالية:

المحلى بالآثار

المبسوط

شرح منتهى الإرادات

المدونة

التلخيص الحبير

البحر الرائق شرح كنز الدقائق

الأحكام السلطانية

نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

فتح القدير

الفروع

الآداب الشرعية والمنح المرعية

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

كشاف القناع عن متن الإقناع

الإنصاف

البحر المحيط

المصنف

رد المحتار على الدر المختار

مولده بقرية بني أوقر من الدور أحد أعمال العراق في سنة تسع وتسعين وأربع مائة.
ودخل بغداد في صباه، وطلب العلم، وجالس الفقهاء، وتفقه بأبي الحسين بن القاضي أبي يعلى والأدباء، وسمع الحديث، وتلا بالسبع، وشارك في علوم السلام، ومهر في اللغة، وكان يعرف المذهب والعربية والعَروض، سلفيا أثريا، ثم إنه أمضه الفقر، فتعرض للكتابة، وتقدم، وترقى، وصار مشارف الخزانة، ثم ولي ديوان الزمام للمقتفي لأمر الله، ثم وزر له في سنة 544، واستمر ووزر من بعده لابنه المستنجد.
وكان ديِّنًا خيرا متعبدا عاقلا وقورا متواضعا، جزل الرأي، بارا بالعلماء، مكبا مع أعباء الوزارة على العلم وتدوينه، كبير الشأن، حسنة الزمان.
سمع أبا عثمان بن ملة، وهبة الله بن الحصين، وخلقا بعدهما.
وسمع الكثير في دولته، واستحضر المشايخ، وبجلهم، وبذل لهم.
قال ابن الجوزي كان يجتهد في اتباع الصواب، ويحذر من الظلم ولا يلبس الحرير، قال لي: لما رجعت من الحلة، دخلت على المقتفي، فقال لي: ادخل هذا البيت، وغير ثيابك، فدخلت، فإذا خادم وفراش معهم خلع الحرير، فقلت: والله ما ألبسها. فخرج الخادم، فأخبر الخليفة، فسمعت صوته يقول: قد والله قلت: إنه ما يلبسه.
وكان المقتفي معجبا به، ولما استخلف المستنجد، دخل ابن هبيرة عليه، فقال: يكفي في إخلاصي أني ما حابيتك في زمن أبيك، فقال: صدقت.
قال وقال مرجان الخادم: سمعت المستنجد بالله ينشد وزيره وقد قام بين يديه في أثناء مفاوضة ترجع إلى تقرير قواعد الدين والصلاح، وأنشده لنفسه ضَفَتْ نِعْمَتَانِ خصَّتَاكَ وعمَّتَا
فَذِكْرُهُمَا حتَّى القِيَامَةِ يُذْكَرُ وُجُودُكَ والدنيا إليك فَقِيرَةٌ
وُجُودُكَ والمَعْرُوفُ في النَّاسِ يُنْكَرُ فلَوْ رَامَ يا يَحْيَى مَكانَكَ جَعْفَرٌ
ويَحْيَى لكفَّا عنْهُ يحيى وجَعْفَرُ ولمْ أَرَ مَنْ يَنْوِي لكَ السُّوءَ يَا أبَا الْـ
ـمُظَفَّرِ إلاَّ كُنْتَ أنْتَ المُظَّفْرُ قال ابن الجوزي وكان مبالغا في تحصيل التعظيم للدولة، قامعا للمخالفين بأنواع الحيل، حسم أمور السلاطين السلجوقية، وقد كان آذاه شحنة في صباه، فلما وزر، استحضره وأكرمه، وكان يتحدث بنعم الله، ويذكر في منصبه شدة فقره القديم، وقال: نزلت يوما إلى دجلة وليس معي رغيف أعبر به.
وكان يكثر مجالسة العلماء والفقراء، ويبذل لهم الأموال، فكانت السنة تدور وعليه ديون، وقال: ما وجبت عليَّ زكاة قط. وكان إذا استفاد شيئا من العلم، قال: أفادنيه فلان. وقد أفدته معنى حديث، فكان يقول: أفادنيه ابن الجُوزي، فكنت أستحيي، وجعل لي مجلسا في داره كل جمعة، ويأذن للعامة في الحضور.
وكان بعض الفقراء يقرأ عنده كثيرا، فأعجبه، وقال لزوجته: أريد أن أزوجه بابنتي، فغضبت الأم. وكان يقرأ عنده الحديث كل يوم بعد العصر، فحضر فقيه مالكي، فذُكِرَتْ مسألة، فخالف فيها الجمعَ، وأصر، فقال الوزير: أحِمَارٌ أنت! أما ترى الكل يخالفونك؟!
فلما كان من الغد، قال للجماعة: إنه جرى مني بالأمس في حق هذا الرجل ما لا يليق، فليقل لي كما قلت له، فما أنا إلا كأحدكم، فضج المجلس بالبكاء، واعتذر الفقيه، قال: أنا أولى بالاعتذار، وجعل يقول: القِصاص القِصَاص، فلم يزل حتى قال يوسف الدمشقي: إذْ أبَى القصاص فالفداء، فقال الوزير: له حكمه. فقال الفقيه: نِعَمُك عليَّ كثيرة، فأي حكم بقي لي؟ قال: لا بُدَّ. قال: عليَّ دَيْنٌ مائة دينار. فأعطاه مائتي دينار، وقال: مائة لإبراء ذمته، ومائة لإبراء ذمتي.
وما أحلى شعر الحيص بيص فيه حيث يقول: يَهُزُّ حَدِيثُ الجُودِ سَاكِنَ عِطْفِهِ
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير