فإنني لغيرتي على دين الإسلام وحرصي على ما ينفع المسلمين، وعملاً بالعهد الذي بايعَ عليه الصَّحابةُ الكرام رسولَهم الأمين، وهو (النصحُ لكل مسلم) أُقدّم هذه المناقشة العلميّة لِما ذَهَبَ إليه الدَّاعية الحبيب علي زين العابدين الجفري، في كتابه (معالم السلوك للمرأة المسلمة) الذي لابدَّ وأنّه أَخْرَجَه في تمهّل خلافاً لكلامه الآخر المُرْتَجَل في المحطّات الفضائية وغيرها، الذي ربّما وَجَدَ فيه غيري العُذْرَ له لِعلَّة الارتجال، ولكنَّ الأمر هنا يَختَلِف: فالجفري هذه المرّة يَضَعُ كتاباً ويُصرِّح بذلك [2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=475#_ftn2) كما أنّه خرَّج أحاديثه وأخَذَ يعزوها إلى المصادر مع ذكر الصفحات والأرقام.
وقد قدّمَ له شيخه عمر بن حفيظ بمقدِّمَة أَثْنى فيها على الكتاب وعلى المؤلّف ثناءً عظيماً، ووصفَ الكتاب بأنّه أنفاسٌ مباركات وتنبيهات سنيّات ... أجراها الله على لسان الجفري! وحَمِدَ الله على تيسير طباعته [3] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=475#_ftn3) .
إذاً فالكتاب مِنْ وَضْع الشيخ الجفري نفسه وبمباركة وتقديم شيخه ابن حفيظ ومِنْ ثَمَّ فإنّ الشيخ الجفري يتحمّل مسؤوليّة المعلومات التي أوْرَدَها في كتابه.
وقد وَضَعْتُ في هذه المناقشة كلامَهُ في ميزان الشرع وتَعَقّبتُه بالأدلّة الواضحة، راضياً منه بالذَّمِّ علانيةً والانتفاعِ بكلامي سراً، وآملاً أن يجِدَ هذا الكلامُ عنده وعند مَنْ يُقرّ نهْجَه أذناً صَاغية.
{إنْ أريدُ إلاّ الإصْلاحَ ما اسْتَطعت وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلتُ وإليه أُنيب} [4] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=475#_ftn4) .
د. خلدون مكّي الحسني
دمشق 25 / شوَّال / 1426هـ
4 - الباعث على الكتاب:
أهدَى إليَّ أحدُ إخواني كتاب معالم السلوك للجفري، وناشدني أن أقرأه وأدوّن له ملاحظاتي عليه ففعلتُ. وكنتُ سأكتفي بإعطاء ذلك الأخ نسخة من الملاحظات التي دوّنتُها، ولكنني ارتَأيت أن أنشرها للناس لعدّة أسباب:
أوّلها، أنّ الأخطاء والمغالطات التي في الكتاب شديدة الخطورة، وتَفَشّيها بين الناس يَسِيرُ بخُطاً سريعة، لأنّ غالبها في صورة قصص وحكايات؛ وهذا مما يُسَهِّل على الناس حفظه وتداوله.
ثانيها، أن الكتاب يُطبع بكثرة ويوزّع في المناسبات، وهو صغير الحجم تسهل قراءته.
ثالثها، عندما أصدرَ شيخ القرّاء بالشام محمد كريّم راجح، حفظه الله، بيانَه الخاص بالتنبيه على أخطاء الجفري وكثرة روايته للأحاديث الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك القصص المنكرة، ادّعى البعض أنّ ما رآه الشيخ كريّم راجح من تسجيلات للجفري، والتي فيها تلك الأمور، إنما هو مدسوسٌ عليه و"مدبلج". [5] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=475#_ftn5)
فكان هذا الكتاب الذي وَضَعَهُ الشيخ الجفري وأعاد طباعته عدّة مرّات، ومنها هذه الطبعة التي بين يديَّ وهي الطبعة الثانية 1424هـ أي قبل صدور بيان الشيخ كريّم، أكبرَ دليل على صحّة ما رآه الشيخ كريّم راجح، فالكتاب في مُعْظَمِه، مبنيٌّ على الأحاديث الباطلة والمكذوبة والقصص الخرافيّة والمنكرة!! والجفري يُعْلِنُ كتابه هذا ويُروّج له في موقعه الخاص على الشابكة (الإنترنت)، ويُهديه بنفسه للعديد ممن يلقونه، فهو إذاً ثابتُ النّسبةِ إليه.
وهذا الكتاب - كما يصرّح مؤلِّفه - في التصوّف، ولكنّه عَدَلَ عن تسميته بذلك خشيةَ أن تنفرَ من شرائه ومطالعته النساء وغيرهن. انظر الصفحة: (71) من الكتاب.
ولو أردتُ أن أبيّن جميع ما في كتابه من عبارات غير شرعيّة أو أحكام غير صحيحة أو أفكار باطلة أو حقائق تاريخيّة مقلوبة لطال الأمر بنا كثيراً. ولكنني سأقتصر على بيان الأمور العلميّة الواضحة التي لا تحتاج إلى كثير كلام، ولا يحتاج الإنسان العاقل فيها إلى مزيد بيان خشية التطويل، وغرضي من ذلك هو إظهار الحق وتنبيه المسلمين للأخطاء التي يدعوهم إليها الجفري كي يتجنّبوها ويراجعوه فيها.
وإذا وجد القارئُ ركاكةً في العبارات التي أنقلها من كلام الجفري فأرجو ألاّ يُؤاخذني، لأنني مضطرٌ إلى نقل الكلام بالحرف، ومن المؤسف أنّ لغة الجفري العربية غير سليمة.
¥