كما أرجو من الشيخ الجفري ألاّ يؤاخذني إذا وجَدَ في كلامي بعض العبارات التي لا تروق له، فإنّ طبيعةَ الكلام النقدي غالباً ما تكون جامدة، والنّصحَ بطَبْعِهِ ثقيلٌ، وأنا لا أحمل في قلبي للشيخ الجفري أي غلٍّ فليطمئن، وإنّما الأمر كما قال الشاعر:
< TABLE dir=rtl style="BORDER-LEFT-COLOR: gray; BORDER-BOTTOM-COLOR: gray; BORDER-TOP-COLOR: gray; LINE-HEIGHT: 200%; BORDER-RIGHT-COLOR: gray" cellSpacing=10 cellPadding=5 border=0> ما ناصَحَتْكَ خَبَايا الوُدِّ مِنْ رَجُلٍ ما لم يَنَلْكَ بمكروهٍ مِنَ العَذَلِ
محبَّتي فيكَ تأبى عن مُسامَحَتي بأنْ أراكَ على شيءٍ مِنَ الزَّلَلِ
وأُذَكِّره بقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: ((لا تظنَّ بكلمةٍ خرَجَت مِنْ أخيك المسلم سوءاً وأنتَ تجِدُ لها في الخيْر محمَلاً)) [6] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=475#_ftn6) .
وبقولِ العالم الرَّباني الزاهد ابن رجب الحنبلي رحمه الله: ((إنَّ كراهةَ إظهار الحق إذا كان مخالفاً لقول الرَّجل ليس مِنَ الخِصال المحمودة، بل الواجبُ على المسلم أن يُحبَّ ظهورَ الحق ومعرفةَ المسلمين له، سواءٌ كان ذلك في موافقته أو مخالفته. وهذا من النصيحة لله ولكتابه ورسولِهِ ودينه وأئمَّة المسلمين وعامَّتهم، وذلك هو الدِّين كما أخبر به النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم)) [7] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=475#_ftn7) .
وقبل المضي في عرض المخالفات والأخطاء التي أوردَها الجفري في كتابه أقول: إنّ الجفري لمّا تكلّم على أمهات الصفات المذمومة كالعُجْب والكِبْر والرّياء والحسد، قد تكلّم بكلامٍ حسن لولا ما شابَهُ من استشهاداتٍ باطلة تُفسدُ المعنى.
وكذلك لمّا تكلّم على قاعدة المحبّة في الله والبغض في الله، فإنّه سرّني أنه ليس من أولئك الذين يقولون بحبّ الكفّار من اليهود والنّصارى والبوذيين فقد قال في الصفحة 195: "هناك ناس يقولون: الدّين دين محبّة ووئام ما هو دين عصبيّة ولا تخلف وتطرّف ولا إرهاب .. هؤلاء ناس أهل دين وأهل كتاب وهم مؤمنون " فردّ الجفري قائلاً: " لا ليسوا بمؤمنين، هم كفّار في القرآن؛ وساق آياتٍ؛ ثمّ قال: نصّ صريح في القرآن، هناك كلام الآن يُبثّ في مجتمعاتنا المقصود به إزالة بقايا الحواجز التي بيننا وبين الكفّار حتّى يندمج مجتمعنا ويختلط بهم ويصير كمجتمعاتهم، لا وألفُ لا، الكافر كافر، نصرانياً كان أو يهودياً أو مجوسياً أو بوذياً، أُحسنُ إليه، أحسن معاملته، أتخلّق معه بالأخلاق الحسنة لكن لا آنس إليه ولا أحبّه في كفره .. الخ انتهى.
فهذا الكلام منه حسن، لذلك أحببتُ أن أُشير إليه لسببين، أولاً لذكر الكلام الصحيح الذي ورد في الكتاب. وثانياً ليعلم القرّاء أن الجفري ليس من طائفة المتصوّفة الذين ضاعت عندهم جميع المبادئ والمفاهيم الإسلامية.
5 - فهرس الكتاب:
- تقديم الكتاب للدكتور مصطفى سعيد الخن.
- صورة تقديم الدكتور مصطفى الخن.
- تقديم الكتاب للشيخ محمد كريّم راجح.
- صورة تقديم الشيخ كريّم راجح.
- مقدّمة المؤلف.
- الباعث على الكتاب.
- كلام جميل للشيخ الجفري حول قاعدة الحب والبغض في الله.
- الشروع في بيان الأخطاء التي وقع فيها الشيخ الجفري.
الخطأ الأول في العقيدة.
الخطأ 2 حديث مخاطبة الله للعقل وللنفس، وهو مكذوب.
الخطأ 3 الزعم أن حديث (كن كما أريد أكن كما تريد) هو حديث قدسي، مع أنه من الإسرائليات.
الخطأ 4 إدراج كلام ضمن حديث الضرير، ليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم.
* مذهب الإمام أبي حنيفة في دعاء الله بخلقه.
الخطأ 5 الزعم أن حديث (يا دنيا من خدمنا فاخدميه) هو حديث قدسي، وليس كذلك.
الخطأ 6 يروي قصّة باطلة. عابد يأمره جبريل بترك العبادة!.
الخطأ 7 أحاديث ضعيفة يعزوها الجفري للبخاري ومسلم!.
الخطأ 8 حديث موضوع يعزوه الجفري لمسند أحمد والترمذي وليس فيهما!.
الخطأ 9 يروي حديثاً موضوعاً: (يا أهل المحشر غضوا أبصاركم .. ).
الخطأ 10 يروي قصة مكذوبة وحديثاً مكذوباً (هل أنت راض عن ربك .. ).
الخطأ 11 حديث لا يُعرف يعزوه الجفري لمسند أحمد وليس فيه!.
¥