تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نأتي بمثال (قل هو الله أحد) (سورة الاخلاص: 1) يقول: قال النبي صلى الله عليه و سلم: " إن الله يخلق من كل حرف من سورة قل هو الله أحد ألف طائر، و لكل طائر ألف لسان كلها تدعوا أو تسبح لهذا الذي قرأها". من قال هذا.؟! و أشياء غريبة و عجيبة في فضائل الأعمال تذكر، كذلك هذا يقال لهم أيضاً أهل الشبهات مع أهل الجهل و أهل الأهواء، و كان أبن المبارك يسمّي المبتدعة " الأصاغر " و هذا و صف مطابق لموصوفة، فهم أصاغر و إن عظموا أنفسهم، و كل من خالف النص فهو صغير.

أما كلام الذهبي: فالصوفية كل دينهم ذوق ووجد، و الظاهر أن الذهبي رحمة الله لقى النكر من هؤلاء و لهذا شدد في تقبيح أوصافهم.

" فإن جبنت منه فاهرب " يعني فإن عجزت عنه أن تحاوره أو تناظره فأهرب، هذا هو الحكم، و إلا فإن كنت تستطيع أن تجادله و أن تفحمه فاصرعه صرعا حسياً أو معنوياً " فاصرعه ثم برك على صدره"هذا يدل على أنه حسي "واقرأ عليه آية الكرسي حتى يذهب الشيطان واخنقه "الإنسان يسمع كلا الذهبي هذا في ظني أنه صرعه ثم برك على صدره ثم قرأ عليه آية الكرسي ثم خنقه سيموت، لأنه يكون خنقه حينئذ شديداً قوياً. و لكن على كل حال الظاهر أن الشيخ الذهبي رحمه الله قد أصابه ما أصابه من هؤلاء و المعافى من عافاه الله، لو ذهبت إلى بعض البلاد الإسلامية لوجدت من هؤلاء القوم عجباً كما يذكر عنهم العلماء السابقون و اللاحقون، يعني يصلون إلى حد الجنون يضربون بالطبول، يضربون بالعصي على الأرض و يغبرون.

و التغبير هو أن يأخذ كل و احد منهم سوط و يهللون بتهليلهم و اذكارهم ثم يطرق الإنسان الأرض و من كان أكثر غباراً كان أشد و أقوى فيكون هذا دليل على أنه مريد حقاً.

وقال أيضا رحمه الله تعالى:

“وقرأت بخط الشيخ الموفق قال: سمعنا درسه –أي ابن أبى عصرون – مع أخي أبى عمر وانقطعنا، فسمعت أخي يقول: دخلت عليه بعد، فقال: لم انقطعتم عنى؟ قلت: إن أناساً يقولون: إنك أشعري، فقال: والله ما أنا أشعري. هذا معنى الحكاية” اهـ.

يستفاد أنك لا ينبغي أن تجلس لمبتدع وإن كانت بدعته حقيقية كبدعة الأشعرية.

وعن مالك رحمه الله تعالى قال:

“لا يؤخذ العلم عن أربعة: سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعة يدعو إلى هواه، ومن يكذب في حديث الناس، وإن كنت لا أتهمه في الحديث، وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به”

فيا أيها الطلب! إذا كنت في السعة والاختيار؛ فلا تأخذ عن مبتدع: رافضي، أو خارجي، أو مرجئ، أو قدري، أو قبوري، ... وهكذا، فإنك لن تبلغ مبلغ الرجال – صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، صحيح النظر، تقفو الأثر – إلا بهجر المبتدعة وبدعهم.

وظاهر كلام الشيخ – وفقه الله – أنه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شيء حتى فيما لا يتعلق ببدعته. فمثلاً إذا وجدنا رجلاً مبتدعاً، لكنه جيد في علم العربية: البلاغة والنحو الصرف. فهل نجلس إليه ونأخذ منه هذا العلم الذي هو جيد فيه أم نهجره؟ ظاهر كلام الشيخ أننا لا نجلس إليه لأن ذلك يوجب مفسدتين:

المفسدة الأولى – اغتراره بنفسه، فيحسب أنه على حق.

المفسدة الثانية- اغترار الناس به، حيث يتوارد عليه الناس وطلبة العلم ويتلقون منه العلم، والعامي لا يفرق بين علم النحو وعلم العقيدة.

لهذا نرى أن الإنسان لا يجلس إلى أهل البدع والأهواء مطلقاً، حتى إن كان لا يجد علم العربية والبلاغة والصرف إلا فيهم، فسيجعل الله له خيراً منه، لأنا كوننا نأتي لهؤلاء ونتردد إليهم لاشك أنه يوجب غرورهم واغترار الناس بهم.

ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[27 - 08 - 06, 10:34 م]ـ

هذا إن كان يعيش في نجد أخي خالد ـ ابتسامة

ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[28 - 08 - 06, 03:00 ص]ـ

هذا إن كان يعيش في نجد أخي خالد ـ ابتسامة

نعم أخي كلامك صحيح فإن العلماء وطلبة العلم في غالب أرجاء الجزيرة هم ولله الحمد سلفيون ويندر أن يكتمل (ولو بمجموعهم على الأقل) فهم جميع الفنون والعلوم لذلك يندر أن تجد شخص يترك جميع طلبة العلم والعلماء السلفيون (مع أن البعض منهم يفهم تخصصات صعبه) ويطلب العلم على مبتدع إلا رجل في قلبه دخن أما إذا الرجل متمكن ولا تندرج عليه الشبه مالمانع من أن يستفيد من المبتدع في غير العقيدة (أو العقيده والسلوك كأن يكون صوفي) ولو مع وجود غيره من العلماء السلفيين خصوصاً إذا كان هذا المبتدع متميز حقاً في فن من الفنون أو جميع الفنون والله أعلم.

ـ[المقدادي]ــــــــ[28 - 08 - 06, 11:55 ص]ـ

الأخ أبو اليقظان

سمعت الشيخ الفاضل صالح آل الشيخ ذكر أن الحنابلة قبل شيخ الاسلام كانوا يعتقدون أن مذهب الامام أحمد رحمه الله هو التفويض (وهذا في شرحه على الواسطية)

وللفائدة شيخ الاسلام قال عن نفسه في سياق كلام له عن مسألة الزيارة ((وأنا وغيري كنا على مذهب الآباء في ذلك نقول في الأصلين بقول أهل البدع ... )) الخ جامع الرسائل (2/ 56) وانظر قريب من هذا مجموع الفتاوى (6/ 258) و اقتضاء الصراط (2/ 339)

هل بالامكان اتحافنا بكلام الشيخ صالح.؟؟؟ لأن هذا الكلام فيه نظر , فكثير من الحنابلة و بعض الشافعية و غيرهم كانوا يفوضون الكيفية فقط , و لذلك شواهد كثيرة مثل اثباتهم الكلام و انه الحرف و الصوت و هذا اثبات للمعنى , و كذا اثباتهم الاستواء و غيرها من الصفات , و قد ثبت ان هناك مفوضة من الحنابلة كأبي يعلى و غيره , ذكرهم شيخ الاسلام رحمه الله في مواضع و بيّن خطأهم و لكن هذا لا يعني ان كل الحنابلة يعتقدون ان مذهب الامام احمد هو التفويض

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير