تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نظرات في تخبيطات كرد علي في المذكرات!]

ـ[أبو مشاري]ــــــــ[08 - 03 - 07, 03:41 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[نظرات في تخبيطات كرد علي في المذكرات!]

لا زال الزمن يكشف لنا عن أقنعة، لمعظمين، لا يستحقون التعظيم، و القائمة في هؤلاء تطول، و لكن أعرض هنا، لبعض النظرات في مذكرات محمد كرد علي، رئيس مجمع اللغة العربية في دمشق الشام، و وزير معارفها الأسبق، و صاحب مجلة المقتبس، و الذي كنا نحسن فيه الظن، لتتلمذه على العلامة طاهر الجزائري، و امتدحه في مقالته ابن تيمية، و الوهابية مع الإمام محمد بن عبدالوهاب.

حيث أني قد أنهيت قبل أيام النظر في مذكراته، في مجلداتها الأربع، و التي طبعت، بإعادة التصوير من دار أضواء السلف، طمعا في الاستفادة منها، و لأضيف لعمري عمرا آخر، كما استفدنا من ذكريات العلامة الموسوعي الأديب علي الطنطاوي رحمه الله رحمة واسعة، إذ فيها كل ما لذ وطاب.

ولكن تبين في مذكرات كرد علي عدة أمور، أعرض لبعضها:

* قلة الفائدة، خاصة في زماننا هذا، حيث غلب على مذكراته، الناحية السياسية، و تكلم على أحداث، و تفاصيل غير مهمة في شأن الدولة العثمانية، و الدولة السورية.

و كنت بحثت عن اسمه في مجلة المنار لمحمد رشيد رضا رحمه الله، فرأيته يقول عنه، أنه ليس له في السياسة علم.

و العجيب أن كرد علي في كتابه (المعاصرون) ذكر هذا عن محمد رشيد رضا، أي أنه لا يفهم بالسياسة!.

* كتب مذكراته عند كبر سنه، فأساء الحكم على الرجال، و الأزمان، كما ذكر الزركلي في أعلامه، و الطنتطاوي في مذكراته، وغيرهم، و على حد تعبير الزركلي، أن خوفه من جمال باشا السفاح التركي، ظل يلاحقه حتى بعد سقوط الدولة العلية.

* الخلل العقدي العظيم عند هذا الرجل، إذ أنه لا يكاد يؤمن، بعقيدة الولاء و البراء، فهو قومي و طني بحت، حتى إنه ليقول أنه يأنس للياباني الذي أخذ بأسباب الحضارة و المدنية و إن لم يكن مسلما أكثر من، القروي الأمي المسلم!، أضف إلى ذلك ثناءه الحار و حبه لبعض الدرز و المورون و القساوسة ... الخ فقط لأنهم عرب.

* يثني في أكثر من موضع على مذهب المعتزلة، فيقول: ((لما انقرض مذهب المعتزلة تراجع أمر المسلمين عامة)) 4/ 1252.

* يدعو بدعوة مضل المرأة (قاسم أمين) كما في مقاله ((الحجاب و السفور)) 4/ 1048، يبارك ما بدأ في الشام من زيادة السفور يوما بعد يوم ببركة دعاة التحرير، و يزعم أن آية الحجاب خاصة في أزواج النبي صلى الله عليه و سلم!.

و يقول في موضع آخر ((ربما كان النساء يفضلن الحجاب على السفور حتى تستر صورخن القبيحة عمن يسارقوهن النظر متخيلين أن هناك جمالا ما وقعت على مثله عين)) 4/ 1271.

* نشأ حزب الإخوان المسلمون في عهده، على يد الإمام حسن البنا رحمه الله، فاتهمهم بسرقة مال الأمة، و أن الفقهاء و أهل الدين متى ما تكلموا بالسياسة أتوا بالعجائب، فلا ينبغي لهم الكلام بالسياسة.

و يقول: ((يووم فصلت الأمم النصرانية الدين عن الدنيا سارت أمورها على السداد)) 4/ 1075، و لذلك نجده في أحد مقالته يثني على علي عبدالرازق، بعد قبوله في مجمع اللغة العربية، و يعتب على من قدم له يوم دخوله و لم يذكره كتابه ((الإسلام و أصول الحكم))، و المعروف تكفير علماء الأزهر لكاتبه، وفصل من الأزهر، أيام العلامة محمد الخضر حسين رحمه الله، شيخ الأزهر.

فهذه بعض النظرات على عجالة من الأمر، إلا فالطوام عديدة، وكثيرة، و الله المستعان و عليه التكلان.

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[08 - 03 - 07, 07:42 م]ـ

* قلة الفائدة، خاصة في زماننا هذا، حيث غلب على مذكراته، الناحية السياسية، و تكلم على أحداث، و تفاصيل غير مهمة في شأن الدولة العثمانية، و الدولة السورية.

اشتريت الكتاب ولم أقرأه بعد

لكن ربما لا أتفق معك في حدود ما ذكرت لأن فهم التاريخ المعاصر القريب مهم جدا في معرفة الواقع لأن التاريخ عبارة عن تراكم أحداث وإذا كان التاريخ ككل فهمه ضرورة ملحة لتفسير الواقع حيث لا تتخلف صور الواقع مهما تعددت عن النواميس الكونية الواقعة على مدار التاريخ

فكيف بالحقبة التي تسامت حقبتنا

والذي يقتصر على قراءة الواقع المعاصر -مهما تعدد طرقه له- لم يستكلمل قراءة الحدث.

ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[08 - 03 - 07, 07:45 م]ـ

وبالمناسبة ما دام أنك قرأت الكتاب كاملا

هل مر عليك ذكر لابن حزم الظاهري، فقد نقل عنه ثناء عاطر له، بل كأنه قيل أنه كان أحد المفتونين بابن حزم.

ـ[أبو مشاري]ــــــــ[09 - 03 - 07, 09:44 ص]ـ

أما بالنسبة للقضايا السياسية، فأنا اتفق معك على أهميتها، خاصة في تلك الحقبة، و لكن كرد علي في المذكرات، أشار إلى بعض التفاصيل الدقيقة و الروتينية، التي لا ينتفع بها أحد، إلا من كان في تلك الفترة، و هذا سيتضخ لك من المجلد الأول.

أما ابن حزم رحمه الله، فقد مر ذكره عرضا في بعض مقالاته، و كذا ابن تيمية و ابن القيم و محمد بن عبدالوهاب، و لم يطل الكلام فيهم.

والله الموفق

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير