تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[دار عالم الفوائد]ــــــــ[27 - 03 - 07, 03:39 ص]ـ

الأدلة القوية في إثبات نسبة كتاب (تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل) لمؤلفه شيخ الإسلام ابن تيمية

كتبه

علي بن محمد العمران و محمد عزير شمس

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فهذه أهم القرائن التي اعتمدنا عليها في إثبات نسبة كتاب (تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل) لمؤلفه شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728) رحمه الله تعالى، الذي نشرناه عام (1425هـ) في مجلدين. وقد كنا في مقدمة الكتاب (26 - 29) قد ذكرنا بعض هذه القرائن التي أفادتنا ظنًّا راجحًا يعتمد عليه ويطمأنّ إليه في إثبات الكتاب إلى مؤلفه، وظننا كفايتها للمتأمل، ورأينا الآن أن نزيدها عددًا وبيانًا وتوضيحًا فنقول:

الكتاب الذي نتكلم عليه (تنبيه الرجل العاقل) عثرنا له على نسخة واحدة فريدة، وهذه النسخة سقطت منها ورقة العنوان وعدة صفحات نحو العشر (كما حققناه في المقدمة 46) وهذا الخرم ذهبَ بعنوان الكتاب واسم مؤلفه ومقدمة المؤلف وأوائل الرد على كتاب النسفي.

ولمعرفة من هو مؤلف الكتاب توجهنا للنظر في مادته لننظر في القرائن الدالة على من ألَّفه، فوجدنا الكتاب في موضوع الجدل، ووجدنا مؤلفه ينقل نصوصَ كتابٍ في الجدل، ويردّ عليها ويناقشها، وبمطابقة هذه النصوص التي ينقلها وجدنا أنها من كتاب (الفصول في الجدل) لبرهان الدين النسفي الحنفي (ت687). وهو متن مختصر في (10ورقات) في صناعة الجدل على طريقة المتأخرين المُحْدَثين. وقد استوفاه المؤلف بالشرح والنقض والرد. ووجدنا أن تاريخ كتابة المخطوط في سنة (759).

فالقرينة الأولى: أن المؤلف لابد أن يكون عاش في الفترة مابين (687 تاريخ وفاة النسفي و 759 تاريخ نسخ المخطوط). وشيخ الإسلام قد عاش في بعض هذه الفترة.

القرينة الثانية: أن موضوع المخطوط الذي وجدناه الرد على الجدليين ونقض مذهبهم، فبحثنا عمن ألَّف في هذه الفترة ردًّا على أهل الجدل المحدث ــ الذي عُرف بـ ((الجُست)) كما شرحناه في المقدمة: 19،20 ــ، وناقشهم فيه وبيَّن بطلان طريقتهم وزيَّف قواعدهم، فلم نجد بعد طول بحث وتقَصٍّ أحدًا من العلماء رد على هؤلاء الجدليين غير شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه المسمَّى (تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل بالباطل) وقد علمنا أن هذا الكتاب رد على الجدليين المحدثين من عنوانه الواضح، ومن قوله في مقدمة الكتاب التي حفظها تلميذه ابن عبد الهادي في ترجمة شيخه:34 - 35 قال: (ثم إن بعض طلبة العلوم من أبناء فارس والروم صاروا مولعين بنوعٍ من جدل المموهين استحدثه طائفة من المشرقيين وألحقوه بأصول الفقه في الدين .. ).

وهذا النوع من الجدل المحدث هو الذي أشار إليه شيخ الإسلام بقوله: (وفي ذلك الوقت ــ أي سنة 615ــ ظهرت بدع في العلماء والعُبَّاد؛ كبحوث ابن الخطيب، وجست العميدي، وتصوف ابن العربي .. ) جامع المسائل ــ الأموال السلطانية: 5/ 396 - 397.

وزاد الأمر وضوحًا ما قاله شيخ الإسلام في (جواب الاعتراضات المصرية: ق 35 – قطعة منه) قال: (ومثل هذه الأغلوطات من المسائل يسلكها أهل اللدد في الجدل في أمر الدنيا والدين في الأصول والفروع، من جنس الأغلوطات الذي ابتدعه العميدي السمرقندي في مثل نكته التي يسميها البرهان ويدعي أنها قطعية وغير ذلك من فرض أمور ممتنعة ويستنتج نتائجها على ذلك التقدير الذي يمتنع وجوده).

وقد أفاد ابن القيم تلميذ ابن تيمية في الصواعق المرسلة (3/ 1078 - 1079) أن شيخه رد على هذا الجدل المحدث ــ الجست ــ فقال: (ثم إنه خرج مع هذا الشيخ المتأخر المعارض بين العقل والنقل أشياء لم تكن تعرف قبله: جست العميدي وحقائق ابن عربي وتشكيكات الرازي وقام سوق الفلسفة والمنطق ... فأقام الله لدينه شيخ الإسلام أبا العباس ابن تيمية قدس الله روحه فأقام على غزوهم مدة حياته باليد والقلب واللسان وكشف للناس باطلهم وبين تلبيسهم وتدليسهم وقابلهم بصريح المعقول وصحيح المنقول وشفى واشتفى .. ).

وهذا العميدي هو الذي أشار إليه المصنف في كتابنا (التنبيه: 634) () بقوله: (ذكر المُبَرِّز في جملة الأدلة التي يستدل بها دليلاً سماه البرهان). وهذا النقل موجود في كتاب العميدي (مخطوط).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير