وتذكر كلمته السابقة في تقديس الرموز عامة حتى لو كانوا حزبيين ضالين.
17 - وهمه على البخاري في زعمه أنه احتج بالمبهم:
قال في (ص 127) على كلام الخطيب: ((ففيه بيان أن ابن أبي مليكة لم يتقن حفظ الحديث من عقبة وأتقن حفظه من صاحبه المبهم ومع ذلك فقد أخرج البخاري الحديث في صحيحه (88) ومواضع أخرى ... ومع أن الذي أخذ عنه ابن أبي مليكة في الصحيح مبهم. والذي استثبت منه مجاهد مسمى وقد ترجم له البخاري في التاريخ الكبير)).
قلت: الحالتان مختلفتان فهنا يقول مجاهد لم أحفظه
وعند البخاري: المسألة في كيفية التحمل والأداء والفرق بين سمعت وحدثني كما سيأتي.
كذلك ابن أبي مليكة يقول: أنا لحديث الرجل أحفظ.وهذا ليس بنافِ ِلأصل الحفظ أما مجاهد فقال:لم أحفظ لعدم اكتراثه بالحديث من أصله.
ففي ((الكفاية)) (ص 221) قال منصور الراوي عن مجاهد:وقد كان سمعه مجاهد منى عقار فلم يحكم حفظه.
وفي ((مسند أحمد بن حنبل)) (4/ 253) ثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا:ثنا شعبة عن منصور قال: سمعت مجاهدا يحدث قال:حدثني عقار بن المغيرة بن شعبة حديثا فلما خرجت من عنده لم أمعن حفظه.
وفي ((سنن البيهقي الكبرى)) (9/ 341) قال: وقد سمع مجاهد الحديث عن عقار إلا إنه لم يحفظه فأمر حسانا فحفظه له قاله جرير عن منصور
وفي ((سنن النسائي الكبرى)) (4/ 378/5 760) أخبرنا الحسين بن حريث قال: أنا جرير عن منصور عن مجاهد قال: أنا العقار بن المغيرة عن أبيه فلم أحفظه فمكث بعد ذلك فأمرت حسان مولى لقريش أن يسأله فأخبرني أنه سأله فقال:سمعت أبي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما توكل من اكتوى أو استرقى)).
وفي ((التاريخ الكبير)) (7/ 94): ((وقال محمد بن بشار: نا غندر سمع شعبة سمع منصورا سمع مجاهدا قال حدثني العقار فلم أحفظه فلقيني حسان فقال: ما جاء بك قلت: حديث حدثني عقار قال:حسان نا عقار عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه)).
وقد ذكر الخطيب ثلاث حالات:
1 - من لم يحكم الحفظ.
2 - من نسي بعد حفظ.
3 - من حفظ من شيخه ثم أعاد السماع للتثبت.
فكيف يعطى كل هذا حكماً واحداً
أما قوله في (ص 127): ((ففيه بيان أن ابن أبي مليكة لم يتقن حفظ الحديث من عقبة وأتقن حفظه من صاحبه المبهم ومع ذلك فقد أخرج البخاري الحديث في صحيحه (88) ومواضع أخرى .... )).
فشيء عجيب يراد به شين البخاري والطعن في وثاقة صحيحه بما لم يسبق إليه , وقد أساء في حق أصح كتاب بعد كتاب الله حيث جعله يحتج في صحيحه وفي أحاديث الأحكام بمبهم لا يعرف عينه ولا حاله. وهذا لا يعول عليه حتى الفرق الضالة كالشيعة الذين لا يأخذون بحديث المجهول كله حالاً وعيناً فضلاً عن المبهم.
وفعله هذا وهم متعمد؛ لأنه أشار إلى رقم الحديث في الصحيح وإلى المواضع الأخرى وفي هذا إما أنه اطلع عليها وغلط عامداً وإما تشبع بما لم يعط حيث يتكلم على ما لم يرَ بما لم يعلم.
والحديث في صحيح البخاري قد سمعه ابن أبي ملكة من عقبة بن الحارث وليس فيه مبهم
بل سمعه من عقبة ومن عبيد بن أبي مريم وليس رجلاً مبهماً
وكنت أود أن أحسن به الظن وقلت كسل فلم يراجع البخاري واعتمد على الكفاية فقط لكن هذا الظن خاب فقد جاء مسمى كذلك عند الخطيب
وهذه رواية البخاري التي ذكر رقمها:
88 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن قال:أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين قال:حدثني عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث: ((إنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز فأتته امرأة فقالت: إني قد أرضعت عقبة والتي تزوج فقال لها عقبة: ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كيف وقد قيل). ففارقها عقبة ونكحت زوجا غيره.
وهذه المواضع الأخرى عنده:
1947 - حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين حدثنا عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث رضي الله عنه: ...
2516 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي ملكة عن عقبة ابن الحارث. وحدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال سمعت ابن أبي مليكة قال حدثني عقبة بن الحارث أو سمعته منه: إنه تزوج ...
¥