تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان - بين تحقيقين]

ـ[عبد الرحمن قائد]ــــــــ[25 - 03 - 07, 10:39 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله.

أما بعد؛ فمنذ نحو سبع مئة عام صنَّف الإمام أبو عبد الله ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى رسالة مختصرة محررة في حكم طلاق الغضبان , أتى فيها بكل بديع.

وكان من خبرها أنْ تولى أمر نشرها وطباعتها أول مرة علامة الشام لعهده جمال الدين القاسمي رحمه الله تعالى قبل مئة عام , فعم نفعها , وطارت في الآفاق.

وتوالت طبعاتها بعد ذلك .. وتوالى انتفاع الناس بها , على ما في تلك الطبعات من القصور.

وحين جاء دورها لتحقق ضمن مشروع آثار الإمام ابن القيم , الذي يشرف عليه فضيلة الشيخ العلامة بكر أبو زيد , وعُهِد إلي القيام بتحقيقها , أعدتُ قراءتها على النسخة الخطية الفريدة التي اعتمد عليها القاسمي , ونبهتُ إلى ما تنبهتُ إليه من أخطاء الناسخ وتحريفاته , وخدمتها تعليقًا وتقديمًا وفهرسةً بما قدَّرتُ أنه ييسر سبل الانتفاع بها أكثر من ذي قبل , وحسب.

وبينما هي تنتظر النشر بعد مراجعتها وإجازتها .. خرجت الرسالة مطبوعة بتحقيق الأخ عمر الحفيان عن مؤسسة الرسالة , فنظرت فيها , وقابلتها بعملي , فرأيت المحقق أحسن في مواضع وقصَّر في أخرى , وتكشفت لي في نصِّها مواضع لم يزد المحقق على متابعة ناسخها ومن سبقه من طابعيها , وبدت لي مواضع أخرى لم يوفق في التعليق عليها.

فرأيت فور قراءتي لها أن أكتب عنها في هذا الملتقى كلمةً موجزة , لأمور:

الأول: الثناء على ما أصاب فيه المحقق , وتشجيعه على بذل المزيد.

والثاني: تنبيهه على ما أخطأ فيه , أو كان الصواب في غير ما اختاره أظهر , أداءً لحق الإسلام , وواجب النصيحة , ورحم العلم.

الثالث: أن لا أثقل بهذه الملاحظات مقدمة طبعتي التي أردتها حديثًا خالصًا عن الرسالة وما يتصل بها , دون الخوض في سقطات الطبعات السابقة.

واخترت أن تصل كلمتي للأخ الحفيان ولمن يقرؤها على راحلةٍ ذلول هينة لينة من الكلم , لا صخب فيها ولا تهويل , وظننت – وبعض الظن كذوب – أنها ستحلُّ منه كما أحببتها أن تحل , مدارسةً في علم , ومحاورةً بالتي هي أحسن , لا موضع فيها لهوًى يتجارى? بصاحبه , فيحمله على أن يقحم خصوماته مع الناس في مذهبٍ أو رأيٍ في سبيل دعوةٍ أو نهج إصلاح , أو حتى في عرضٍ من دنيا فانية .. فيتركه يأخذ بيده ليحرفه عن الجادة ويوقعه في بنيات الطريق!

لكن أخانا خال ذلك اللين ضعفًا وعجزًا , وتوهَّمها فرصةً سانحةً لينال ممن رآه نشر الرسالة بتحقيقٍ خيرٍ من تحقيقه وأقوم , وهو الذي كان يمني نفسه الأماني , ويظن أنه أتى بما لم تأت به الأوائل , ففكَّر وقدَّر , فلم يجد أسهل ولا أشنع من أن يتهمني بسرقة تحقيقه ضربة لازب .. وليس من المهم عنده بعدئذٍ أن يتبين للخلق كذبه وزوره في دعواه , فحسبه أنه قد قيل: إن تلك الطبعة مسروقة , وإن يكن ذلك القيل محض افتراء!!

وبئست الخطة .. وبئس الخُلق.

كتب الأخ الحفيان مقالة الزور تلك في مجلة «عالم الكتب» في مقالٍ ينضح كذبًا وتلبيسًا في العددين الخامس والسادس من سنة 1426, وشاء الله أن تتوقف المجلة بعد ذاك العدد حولاً كاملاً , ولعلها عقوبة عاجلة على بغي ذلك المقال , وعند عودتها للصدور نشرتُ مقالاً مختصرًا أكشف فيه كذبه الذي باء بإثمه , في العددين الخامس والسادس من سنة 1427 , ورأيت نشره هنا مرة أخرى بحروفه كما دفعته إلى المجلة قبل أن ينال منه قلم تحريرها , ولا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلِم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

«إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان

بين تحقيقين»

نقدٌ وبيان


عبد الرحمن بن حسن بن قائد
مكة المكرمة
بسم الله الرحمن الرحيم , والعاقبة للمتقين , ولا عدوان إلا على الظالمين.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير