6 – جاءت تخريجات الحفيان للأحاديث في بعض الأحيان تلخيصًا واختصارًا لكلام الشيخ الألباني رحمه الله , ولا حرج في ذلك ما دام غير مؤهل للنظر في مثل هذه القضايا , لكني أحب أن أقول له: إني لم أفعل ذلك مثله , وبالتالي فكان يجب عليه أن يتحلى بالحياء فلا يزعم أني سرقت تعليقاته!
فعلى سبيل المثال: أول حديث ذكره ابن القيم في الرسالة , لخص الحفيان كلام الشيخ الألباني رحمه الله في تخريجه , وإن كان لم يصرح بذلك , بل أوهم أنه من كدِّه وجهده , واكتفى بالقول في خاتمة تخريجه: «والحديث حسنه الألباني في الإرواء»!
أما أنا – ولله الحمد والمنة – فقد خرجت الحديث تخريجًا مستقلاًّ , وناقشت تحسين الشيخ الألباني رحمه الله له , واستدللت لقولي , ثم نقلت تعليل الحديث عن الحافظ ابن رجب رحمه الله , وأشرت إلى وجه تعليله ودقته وأحلت إلى كتابه «شرح علل الترمذي».
وانظر لضعف بصر الحفيان بعلل الحديث: حديث عمران بن حصين (ص: 57 من طبعته , ص: 22 من طبعتي) , وحديث عثمان في رد طلاق السكران (ص: 61 من طبعته , ص: 26 من طبعتي) , وحديث ابن عمر (ص: 92 من طبعته , ص: 52 من طبعتي).
وتراه أحيانًا يخرِّج الحديث بعزوه إلى من أخرجه دون أن يحكم عليه أو ينقل حكمًا لأحد. انظر مثلاً: (ص: 81 من طبعته , ص: 43 من طبعتي).
7 – أما التعليق على بعض المواضع المشكلة , كنقل ابن القيم عن بعض الفقهاء عدم الجلد بالقذف في حال الخصومة والغضب , فمعاذ الله أن أكلف الحفيان ما لا طاقة له به , ولعله لم يستشكله , ولعله ظنه إجماعًا!!
هذه بعض الملاحظات التي سمح بها المقام , وقد تركت ملاحظات أخرى اختصارًا , وأخرى لحاجتها إلى بسط بيانٍ يطول به هذا التعقيب , ونخرج به عن المقصود , وقد بلوتُ الحفيان لجوجًا في الواضحات فكيف بدقائق المشكلات؟!
نأتي إلى خاتمة المطاف , وهي الفهارس , فقد زعم الحفيان – وله أن يزعم ما شاء – أن الرسالة لا تحتاج إلا إلى الفهارس التي صنعها فحسب , وهي: فهرس الأحاديث والآثار والمصادر والمراجع والموضوعات. لكن لا بأس أن يعلم القارئ الكريم أنني صنعت في طبعتي - التي يزعم الحفيان في هذره , أعني مقاله , أنني سرقتها من طبعته - الفهارس التالية , وله أن يحكم أتحتاج الرسالة إليها أم لا؟ , وهي: فهرس الآيات , والأحاديث والآثار , والشعر , والأمثال , والأعلام , والطوائف والجماعات , والكتب , ومسائل العقيدة , والتفسير , والحديث , والفقه , وأصول الفقه , والقواعد والضوابط الفقهية , والفروق الفقهية , والفوائد المتعلقة بالأعلام , وفوائد منثورة.
وأخيرًا .. فإن الأخ الحفيان قد ظلم فأسرف في الظلم , وبغى فتمادى في البغي , ولم يكتب مقاله بقلمه , بل بعاطفته المكلومة ونفسه التي أمضَّها نجاحٌ وقفتْ دونه وأوفى عليه سواها , فلم يجد أنكى وأشفى لغيظها من اتهام غيرها بالسرقة , ليقال: كيف وقد قيل؟ , وإن كان يعلم قبل غيره كذب قوله , وبطلان زعمه , وزيف دعواه , ولم ير وهو بسبيل الوصول إلى غايته هذه بأسًا بالبهتان والمغالطة والتلبيس , وما كانت تلك يومًا من شمائل الصادقين.
ولو ذهبت أتتبع هنابثه في مقاله , وأكشف خطله وخلله فيه , لطال بي القول واتسعت شعابه , وما بي إلى ذلك حاجةٌ بعد هدم أساسه وأصله , وحسبي ذلك منه , وحسبه هو بعد ذلك أن يكون مقالاً لحمته البغي وسداه الافتراء.
وقد كنت أثنيت عليه في نقدي الذي نشرته عقب صدور طبعته وفي مقدمة طبعتي ثناءً فوق ما ينبغي له , تشجيعًا له وجبرًا لخاطره , لكن الأمر كما قال الشافعي: «ما أكرمت أحدًا فوق مقداره إلا اتضع من قدري عنده بمقدار ما أكرمته به» , وله أقول:
إذا رضيت عني كرام عشيرتي فلا زال غضبانًا علي لئامها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[26 - 03 - 07, 03:18 ص]ـ
فلم يجد أسهل ولا أشنع من أن يتهمني بسرقة تحقيقه ضربة لازب .. وليس من المهم عنده بعدئذٍ أن يتبين للخلق كذبه وزوره في دعواه , فحسبه أنه قد قيل: إن تلك الطبعة مسروقة , وإن يكن ذلك القيل محض افتراء!!
وبئست الخطة .. وبئس الخُلق.
كتب الأخ الحفيان مقالة الزور تلك في مجلة «عالم الكتب» في مقالٍ ينضح كذبًا وتلبيسًا في العددين الخامس والسادس من سنة 1426, وشاء الله أن تتوقف المجلة بعد ذاك العدد حولاً كاملاً , ولعلها عقوبة عاجلة على بغي ذلك المقال , وعند عودتها للصدور نشرتُ مقالاً مختصرًا أكشف فيه كذبه الذي باء بإثمه , في العددين الخامس والسادس من سنة 1427 , ورأيت نشره هنا مرة أخرى بحروفه كما دفعته إلى المجلة قبل أن ينال منه قلم تحريرها , ولا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلِم.
أخي عبدالرحمن، وفقك الله.
أولاً: أنا لا أعرف هذا الرجل المنتقد شخصياً و لا تربطني به صلة!
لكني أقول: لا ينبغي بمثلك من الفضلاء أن يتلفظ بهذه العبارات!
و الظن بمثلك من الكرام أن ينأوا عن هذه الأخلاق المرذولة و الكلمات البذيئة .. فما هكذا يتكلم طلبة العلم .. و الخطأ لا يصحح بمثله، و المنكر لا يُنهى عنه بمنكر!
فكما أن لك الحق التام في الدفاع عن نفسك، فللذوق العام بين إخوانك بالمنتدى حقَّه أيضاً .. و طالب العلم تُعرف دخيلته بفلتات لسانه و كلماته ... فأوصيك بالطيب من القول.
و المسألة في جوهرها علمية .. فلتبقَ كذلك بلا مجاوزة للحدود.
و اسلم لأخيك ابن حمد آل سيف.
¥