تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما الذي جعل الأئمة أئمة]

ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[31 - 08 - 06, 01:35 م]ـ

سؤال دائما يحيرني, كثير هم الذين يطلبون العلم, يحفظون المتون و يقرأون الكتب, و يسهرون الليالي في الطلب, و لكن قليل من تصير له الإمامة في الدين و لا أقصد بذلك الشهرة و لكن إجماع الناس عليهم و تقديرهم, بجانب متانتهم العلمية و ورعهم و زهدهم و أدبهم, فما الذي ميز هؤلاء عن أقرانهم, ما الذي جعلهم ينالون الإمامة في الدين و أنقذ بهم الله أناس من الضلال, ما الفرق بينهم و بين غيرهم, ما صفاتهم, كيف حالهم, كيف يفكرون,

أقول ذلك عندما أسمع مثل الأسماء الأتية: كثير من الصحابة و علي بن الحسين و الحسن البصري و محمد بن سيرين و الأئمة الأربعة و البخاري و مسلم و الشاطبي و النووي و العسقلاني و بن تيمية و بن حزم و بن باز و العثيمين و الألباني

غاب عني كثير من الأسماء لجهلي و قلة اطلاعي

هل عند أحدكم إجابة

ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[31 - 08 - 06, 02:34 م]ـ

يا أخوة أريد منكم ردود بما ترونه في الأئمة من صفات و سمات لعلنا نغرسها في أبنائنا

جزاكم الله خيرا

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 - 08 - 06, 03:14 م]ـ

تحصيل العلم له وسائل، والإمامة في الدين لها وسائل.

والأمر أولا وآخرا راجع إلى تقدير الله عز وجل، ولطفه بعباده، ((إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)).

ولكن من وسائل الإمامة في الدين:

= الجد والاجتهاد في طلب العلم فبقدره يصلح للإمامة {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}.

= الدعاء والإلحاح في الطلب {واجعلنا للمتقين إماما}

= الأخذ بالأسباب الدنيوية {قال اجعلني على خزائن الأرض}

= الصبر والمصابرة واليقين {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}

= عدم التحديث بكل ما يسمع، قال الإمام مالك: (لا يكون إماما أبدا وهو يحدث بكل ما سمع).

= التدرج مع الناس في العلم، كما قال بعض السلف: (الرباني الذي ينفع الناس بصغار العلم قبل كباره)

= التلطف والصبر على أذى الناس {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}

هذا ما حضرني على وجه السرعة، ولعل الإخوة يثرون الموضوع.

وفقكم الله

ـ[عصام البشير]ــــــــ[31 - 08 - 06, 03:39 م]ـ

اسمحوا لي بهذا الرأي:

الإمامة في الدين تحصل بجمع أمور ثلاثة، ولا أظنها تزيد عنها:

- صفات ذاتية لا سبيل إلى تحصيلها: كالذكاء، وقوة الحافظة، وعلو الهمة، وجودة الذهن والشجاعة ونحو ذلك.

- صفات عملية يمكن تحصيلها: كالجد والاجتهاد واجتناب المعوقات وحسن تنظيم الوقت وإدمان الطلب ونحو ذلك. وهذه الصفات قد توجد في الفاجر والكافر، كما نراه عند علماء الغرب وقادتهم.

- صفات ربانية تميز التقي عن الفاجر: مثل معالجة الإخلاص، والتحلي بمكارم الأخلاق، وجميل الخصال، وصدق اللجإ إلى الله، ومحاربة أدواء القلوب، وجمع الطاعات والقربات.

وبعد هذا كله، فالتوفيق إنما هو من الله جل جلاله.

ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[31 - 08 - 06, 03:55 م]ـ

بالصدق واليقين تنال الامامة في الدين أظنه قال هذا القول بن تيمية رحمه الله

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[31 - 08 - 06, 04:37 م]ـ

الحمد لله وحده ...

لو تجنبنا الكلام عن الصفات الذاتية التي أشار إليها الشيخ عصام فجماع ما يصيّر المرء إمامًا أمر واحدٌ، وهو ركن الإمامة وشرط صحتها، وقد غفل عنه من غفل وتغافل من تغافل ..

وهو أن يأتمّ المرء بمن قبله من المتقين.

في صحيح الإمام البخاري، كتاب: الاعتصام بالكتاب والسنة

بوب الإمام البخاري (وما بين المعقوفين زيادتي): (باب: الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول الله تعالى {واجعلنا للمتقين إماما} قال [مجاهد] أئمة نقتدي بمن قبلنا ويقتدي بنا من بعدنا)

قال الحافظ في الفتح (13/ 251):

(قوله: وقول الله تعالى {واجعلنا للمتقين إماما} قال أئمة نقتدي بمن قبلنا ويقتدي بنا من بعدنا؛

كذا للجميع بإبهام القائل وقد ثبت ذلك من قول مجاهدٍ؛ أخرجه الفريابي والطبري وغيرهما من طريقه بهذا اللفظ بسند صحيح.

وأخرجه ابن أبي حاتمٍ من طريقه بسند صحيح أيضًا قال يقول: «اجعلنا أئمة في التقوى حتى نأتم بمن كان قبلنا ويأتم بنا من بعدنا»)

وقال الإمام ابن القيّم رحمة الله عليه:

(وقد أثنى الله سبحانه على عباده المؤمنين الذين يسألونه أن يجعلهم أئمة يهتدى بهم فقال تعالى في صفات عباده {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما}

قال ابن عباس: يهتدى بنا في الخير.

وقال أبو صالحٍ: يقتدى بهدانا.

وقال مكحول: أئمة في التقوى يقتدي بنا المتقون.

وقال مجاهد: «اجعلنا مؤتمين بالمتقين مقتدين بهم»

وأشكل هذا التفسير على من لم يعرف قدر فهم السلف وعمق علمهم وقال يجب أن تكون الآية على هذا القول من باب المقلوب على تقدير واجعل المتقين لنا أئمة.

ومعاذ الله أن يكون شيء مقلوبا على وجهه، وهذا من تمام فهم مجاهد رحمه الله فإنه لا يكون الرجل إماما للمتقين حتى يأتم بالمتقين فنبه مجاهد على هذا الوجه الذي ينالون به هذا المطلوب وهو اقتداؤهم بالسلف المتقين من قبلهم فيجعلهم الله أئمة للمتقين من بعدهم وهذا من أحسن الفهم في القرآن وألطفه ليس من باب القلب في شيء، فمن ائتم بأهل السنة قبله ائتم به من بعده ومن معه.) أهـ

قلتُ: فكلّ صفة مكتسبة إنما هي نتاج الائتمام بالمتقين، وكم من ذكيّ ألمعيّ خاب وخسر، أسأل الله لي ولكم جميعًا حسن العمل والخاتمة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير