قال تعالى: (و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و هو فى الاخرة من الخاسرين) – آل عمران: 85 - , فالاسلام هو طريق الله الذى نصبه لعباده على السن رسله و جعله موصلا لعباده اليه و لا طريق لهم اليه سواه بل الطرق كلها مسدودة الا هذا الطريق و هو افراده بالعبودية و افراد رسوله بالطاعة.
و علم اصول الدعوة حين يدرس تبليغ الرسالة الخاتمة و وراثة النبى صلى الله عليه و سلم فى دعوة امته و القيام بمهمته يعنى ما يلى:
*الدعوة:
وذلك من حيث الجوانب التالية:
اولا: المضمون و المقصود و هو بيان الاسلام بمراتبهو اركانه و شرائعه و اخلاقه و
انظمته و خصائصه و مقاصده و محاسنه.
ثانيا: من حيث ما يجب فى بلاغ الدعوة من قواعد حاكمة و ضوابط لازمة و اولويات
مرتبة و مآلات مرعية.
ثالثا: من حيث ما يعرض للدعوة من مشكلات و معوقات و ما يتعلق بها من احكام و آداب
و ما يستجد بساحتها من النوازل و استنباط احكامها الشرعية.
رابعا: من حيث ما يتوصل به لتحقيق اهداف الدعوة من الوسائل و الاساليب المشروعة.
الداعى:
كما يعنى علم اصول الدعوة بما يجب على الداعى من واجبات فى نفسه و فى غيره
و ما يليق ان يتحلى به من الصفات و ما يلزمه ان يتخلى عنه من الآفات و ما يتعين
عليه التزامه و الانضباط به فى جميع ما يتعلق بالدعوة من اعمال و ممارسات.
المبحث الثالث
اسماء علم اصول الدعوة
تعددت اسماء هذا العلم المبارك و تنوعت و ذلك لشرفه و علو منزلته اذ ان كثرة الاسماء تدل على عظم قدر المسمى و من اشهر الاسماء المعاصرة ما يأتى:
• علم الدعوة:
و هو اعم اسماء هذا العلم و اوسعها و اشملها و اكثرها تناولا و استعمالا , و باسمه صنفت كتب كثيرة من اهمها على سبيل المثال: " الدخل الى علم الدعوة " لفضيلة الدكتور محمد ابو الفتح البيانونى حيث عرفه بقوله: " هو مجموعة من القواعد و الاصول التى يتوصل بها الى تبليغ الاسلام للناس و تعليمه و تطبيقه " و على هذا الاسم درج كثير من الكتاب و الدعاة المعاصرين.
• اصول الدعوة:
و هو ما اعتمدناه فى هذا المبحث تعريفا و اصطلاحا لقبيا لهذا العلم فتدخل ادلة الدعوة و مصادرها و اركانها دخولا اوليا ثم يمتد نكاق هذا المصطلح ليشمل احكاما و آدابا تتعلق بالدعوة فى وسائلها و نوازلها المتصلة بقضية البلاغ و صنيع من كتب فى اصول الدعوة من العلماء و الدعاة بوحى هذا المعنى الواسع كما فى كتاب " اصول الدعوة " لفضيلة الدكتور عبد الكريم زيدان حيث شمل كتابه كثيرا مما يتصل باصول الدعوة و موضوعها و وسائلها و آدابها و ما يتصل بالداعى و المدعوين من مسائل و ان خلا الكتاب عن تعريف اصطلاحى دقيق لهذا العلم.
• مناهج الدعوة:
و هذا اصطلاح يتناول خطط الدعوة و نظمها و قد يتوسع فى مفهومه فيتناول الاهداف و الاصول و القواعد كما فعل فضيلة الاستاذ محمد سرور زين العابدين فى كتابه: " منهج الانبياء فى الدعوة الى الله " حيث قال عن مقصوده عن هذا المصطلح
"قصدت الاصول و الاهداف التى كانت تجمع بين انبياء الله جميعا و هذا الذى يعينه كثير من الكتاب فى عصرنا و كما يقولون: " لا مشاحة فى الاصطلاحات "
• فقه الدعوة:
و هو من اشمل هذه الاصطلاحات موضمعا و باسمه صنفت كتب كثيرة من اهمها: " فقه الدعوة الى الله " لفضيلة الدكتور على عبد الحليم محمود.
و من الجدير بالذكر ان ابواب هذا العلم قد افردت بالتصنيف بل و افردت بالدراسة على اعتبار انها علوم مستقلة فى كليات الدعوة و اقسامها بجامعات العالم الاسلامى اليوم.
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[01 - 05 - 07, 06:53 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و فيما بلى المبحث الرابع و الخامس و السادس
المبحث الرابع
حكم تعلم اصول الدعوة
ان حكم تعلم هذا العلم ينبىء على حكم الدعوة نفسها و من انعم النظر علم ان الدعوة الى الله حياة الاديان و انه ما قام دين و لا انتشر الا بالدعوة و لا تداعت اركان ملة بعد قيامها و تلاشت الا بترك الدعوة و التعليم و التذكير.
قال ابن القيم: " اذا كانت الدعوة اشرف مقامات العبد و افضلها فهى لا تحصل الا بالعلم الذى يدعو به و اليه و لابد فى كمال الدعوة من البلوغ فى العلم الى حد يصل اليه السعى"
¥