تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مؤلفات الخانجي (مقال مهم جداً)

ـ[الألوسي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 05:38 ص]ـ

هل تصدق أنه ألّف تاريخه وعمره 23 سنة؟

========================

البوسنة ما بين الشرق والغرب ـــ د. محمد م. الأرناؤوط

دراسة ـ منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق - 2005

ـ محمد خانجيتش أو محمد الخانجي من أعلام البوسنة في القرن العشرين

في 1992، وفي خضم الاهتمام بالحرب/المأساة الدائرة في البوسنة، صدرت في القاهرة طبعة جديدة من الكتاب المرجعي "الجوهر الأسنى في تراجم علماء وشعراء بوسنة" لمحمد الخانجي، الذي كان قد صدر في القاهرة عن مكتبة المعاهد الدينية عام 1349هـ/1930م. وكان مما يلفت النظر في هذه الطبعة أنها احتوت في غلافها على أنها من تحقيق الدكتور عبد الفتاح حلو. وفي الواقع يصعب هنا فهم المراد من "تحقيق" التي تستخدم بكثرة مع إعادة طبع الكتب في السنوات الأخيرة، حيث أن "المحقق" يعترف بأنه لم يبذل أي جهد لمعرفة المزيد عن المؤلف (محمد الخانجي) سوى ما ذكره هو عن نفسه في كتابه من أن له شرح بالعربية على كتاب "أصول الحكم" وليقول في النهاية "ولا نعرف أكثر من هذا عن حياته ومؤلفاته" (ص7) (1).

ولا شك أنه لمن المؤسف أن تصدر طبعة جديدة من هذا الكتاب المرجعي في 1992، أي في وقت تدفق المعلومات، دون أن تتضمن معلومة جديدة عن المؤلف الذي يعتبر من أبرز علماء المسلمين في البوسنة في النصف الأول من القرن العشرين ومن أكثرهم تأليفا ونشرا وتأثيرا في محيطه خلال السنوات التي عاشها. فمن يصدق أن محمد الخانجي قد ألف كتابه المرجعي "الجوهر الأسنى في تراجم علماء وشعراء بوسنة" حين كان طالباً في الأزهر لم يتجاوز بعد الثالثة والعشرين، ومن يصدق أنه ألف ونشر مئات الدراسات والمقالات في البوسنة خلال شبابه حيث ان الموت اختطفه فجأة قبل أن يبلغ الأربعين من عمره؟

ولد محمد خانجيتش M.Hanzic في سراييفو عام 1906، أي حين كانت البوسنة لا تزال تتبع اسمياً الدولة العثمانية، ومن ثم عايش في طفولته ضم البوسنة إلى امبراطورية النمسا/المجر، كما شهد في فتوته (1918) انضمام البوسنة إلى الدولة الجديدة (يوغسلافيا) التي تشكلت على أنقاض الامبراطورية كما عايش في شبابه (1941) انضمام البوسنة إلى "دولة كرواتيا المستقلة" التي قامت على أنقاض يوغسلافيا الأولى. وفي غضون ذلك كان خانجيتش قد تخرج من المدرسة الشرعية والتحق بالأزهر في 1926 حيث تخرج منه في 1930. وبعد عودته إلى سراييفو اشتغل في مدرسة الغازي خسروبك، حيث درّس اللغة العربية والتفسير والحديث والفقه، وانتقل في العام الدراسي 1939 - 1940 إلى المعهد العالي للدراسات الإسلامية الذي كان قد تأسس آنذاك، حيث درّس التفسير وأصول الفقه. وخلال تلك السنوات أصبح من أبرز أعضاء جمعية علماء المسلمين "الهداية" ومن أبرز الكتاب في مجلتها التي تحمل اسمها. وفي ذروة نشاطه العلمي أدخل إلى المستشفى لإجراء عملية بسيطة (استئصال الزائدة الدودية) ولكنه توفي فجأة في المستشفى في 29/ 7/1944، مما أثار الشكوك في مثل هذه الوفاة.

ومع هذا يمكن القول خانجيتش كان من الشخصيات المعروفة في البوسنة للأجيال المخضرمة أو للجهات المعنية بالثقافة الشرقية/الاسلامية, ولكنه الآن اصبح في متناول الجميع بعد أن صدرت مؤخراً الأعمال المختارة له في ست مجلدات بإشراف أكاديميين معروفين في البوسنة ألا وهما أسعد دوراكوفيتش وأنس كاريتش (2). وإذا ما عرفنا أن هذه المجلدات الستة جمعت أكثر من ثلاثة آلاف صفحة لأدركنا أننا بالفعل أمام شخصية غير عادية أخذا بعين الاعتبار المواضيع التي أثارها والأعمال التي ألفها ونشرها سواء في البوسنوية أو العربية خلال عمره القصير 1906 - 1944.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير