قال الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى في الفتح (2): قَوْله: " جُنْح اللَّيْل " هُوَ بِضَمِّ الْجِيم وَكَسْرهَا لُغَتَانِ مَشْهُورَتَانِ، وَهُوَ ظَلَامه، وَيُقَال: أَجْنَحَ اللَّيْل أَيْ: أَقْبَلَ ظَلَامه، وَأَصْل الْجُنُوح الْمَيْل.
قَوْله: " فَكُفُّوا صِبْيَانكُمْ " أَيْ: اِمْنَعُوهُمْ مِنْ الْخُرُوج ذَلِكَ الْوَقْت.
قَوْله: " فَإِنَّ الشَّيْاطَين تنْتَشِر" أيْ: جِنْس الشَّيْطَان، وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ يُخَاف عَلَى الصَّبِيَّانِ ذَلِكَ الْوَقْت مِنْ إِيذَاء الشَّيَاطِين لِكَثْرَتِهِمْ حِينَئِذٍ.
وقال ابن بطال (3) رحمه الله تعالى: قال المهلب: خشي النبي ? على الصبيان عند انتشار الجن أن تلم بهم فتصرعهم، فإن الشيطان قد أعطاه الله قوة على هذا، وقد علمنا رسول الله أن التعرض للفتن مما لا ينبغي، فإن الاحتراس منها أحزم، على أن ذلك الاحتراس لا يرد قَدَرَاً ولكن لتبلغ النفس عذرها، ولئلا يسبب له الشيطان إلى لوم نفسه في التقصير.
وقال ابن الجوزي (4) رحمه الله تعالى: إنما خيف على الصبيان منهم تلك الساعة لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة فيهم غالبا والذكر الذي يحترس به منهم مفقود من الصبيان غالبا والسواد أجمع للقسوة الشيطانية من غيره والجن تكره النور وتتشاءم به.
*المرحلة السابعة:
إخفاء شيء من محاسن الصبيان، وذلك للسلامة من أعين الإنس والجن وقد ذكر الْبَغَوِيّ فِي " شَرْحِ السّنّةِ " عَنْ عُثْمَانَ ?:" أَنَّهُ رَأَى صَبِيًّا مَلِيحًا فَقَالَ دَسّمُوا نُونَتَهُ لِئَلّا تُصِيبَهُ الْعَيْنُ " (5)
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وَمِنْ عِلَاجِ ذَلِكَ أَيْضًا وَالِاحْتِرَازِ مِنْهُ سَتْرُ مَحَاسِنِ مَنْ يُخَافُ عَلَيْهِ الْعَيْنُ بِمَا يَرُدّهَا عَنْهُ ... ثُمّ قَالَ فِي تَفْسِيرِهِ وَمَعْنَى: دَسّمُوا نُونَتَهُ أَيْ سَوّدُوا نُونَتَهُ وَالنّونَةُ النّقْرَةُ الّتِي تَكُونُ فِي ذَقَنِ الصّبِيّ الصّغِيرِ (2)
وقال ابن الأثير في نهايته (3): وفي حديث عثمان ?، أنه رأى صبيَّاً مليحاً، فقال: دسموا نونته؛ كي لا تصيبه العين. أي سودوها، وهي النقرة التي تكون في الذقن. وتطلق أيضاً على النقرة التي تكون في خد الصبي.
قال إبراهيم بن محمد السفرجلاني:
وإن أشبه التُّفَّاح خدِّيَ حمرةً
فلي نونةٌ تحكي مناط عروقه
* المرحلة الثامنة:
تعليق التمائم في أعناق الصبيان لدفع الضرر وجلب النفع وقد جاء في سنن أبى داود عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ? أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ? كَانَ يُعَلِّمُهُمْ مِنْ الْفَزَعِ كَلِمَاتٍ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرو?َ " يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ عَقَلَ مِنْ بَنِيهِ وَمَنْ لَمْ يَعْقِلْ كَتَبَهُ فََعْلَقَهُ عَلَيْهِ " (4)
وإلى هذا ذهبت عائشة وابن عباس وابن مسعود، وحذيفة? والأحناف ومالك وأكثر الشافعية ورواية عن أحمد،: إلى أنه لا يجوز تعليق شئ من ذلك (5). وهذا هو الراجح والله أعلم، وقد دل على ذلك ماجاء في مسند الإمام أحمد عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ? يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ? يَقُولُ:" مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلَا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ ". (6) وفي رواية:" مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ ". (1) وروى أبو داوود عن عيسى بن حمزة قال: دخلت على عبد الله بن عُكيم وبه حمرة، فقلت ألا تعلق تميمة؟ فقال: نعوذ بالله من ذلك، قال رسول الله ?: " َمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ ". (2)
*المرحلة التاسعة:
الدعاء للصبيان، وهل يكون ورداً تحصن به الذرية، وهل يعوذهم وهو بعيدٌ عنهم كالمسافر والسجين وغيرهم؟ هذا ما لم أظفر بشيء يدل عليه من سنة المصطفى ? حسب ما وصل إليه علمي فقد سافر ? مراراً، ولم ينقل عنه حرفاً واحداً أفاد أنه عوذ به ذريته، وإنما هو الدعاء فقط وهذا مما لا شك في نفعه.
* المرحلة العاشرة:
تعويد الناشئة على قراءة (آية الكرسي) عند إرادة النوم فإنه لا يزال عليه حافظ من الله حتى يصبح وذلك لما جاء عند البخاري معلقاً عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ?قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللَّهِ ? إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ ". و (المعوذات) أدبار الصلوات المكتوبة. وقد بوب البخاري في صحيحه قال: بَاب فَضْلِ الْمُعَوِّذَاتِ. (3) وجاء عند النسائي وأبي داود من حديثْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِر ?ٍ قَالَ أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ ? أَنْ أَقْرَأَ الْمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ". (4)
قَالَ اِبْن بَطَّال: فِي الْمُعَوِّذَات جَوَامِع مِنْ الدُّعَاء. نَعَمْ أَكْثَر الْمَكْرُوهَات مِنْ السِّحْر وَالْحَسَد وَشَرّ الشَّيْطَان وَوَسْوَسَته وَغَيْر ذَلِكَ، فَلِهَذَا كَانَ النَّبِيّ ? يَكْتَفِي بِهَا.
ختاماً: نسأل الله حُسنها، هذا ما يسر الله جمعه من أوراد الصبيان، وأسأل الله أن ينفع به كل قارئ , وأن يجعلنا جميعاً مخلصين في أعمالنا ومتبعين لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.،،،
*مسائل ....
مسألة/ لو كان أحد الوالدين في سفر أو سجين بعيد عن الأولاد وأراد أن يورد عليهم فهل يأتي مثلاً بحديث ابن عباس لكي يورد عليهم حين كان النبي ? يعوذ الحسن والحسين.؟ أم الدعاء فقط؟
الجواب:
مسألة/ هل قراءة الورد على الصبيان له وقت مقيد كأذكار الصباح والمساء أم هو مطلق وعند الحاجة كالخروج للمناسبات والدعوات وغير ذلك؟!
الجواب:
مسألة/ إذا قرأ الرجل ورده فهل يكفي ويشمل بيته وزوجه وولده ودابته أم لابد من ... ؟
الجواب:
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
¥