تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الخوف من الفشل ((مرض نفسي خطير)) حدد هدفك يا طالب العلم]

ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[03 - 09 - 06, 05:28 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عبده الذي أصطفى، وبعد:

فهذا موضوع قطفته لكم من إحدى المواقع، ورأيت فيه فوائد جمة ومفيدة، وهي بالإختصار حدد هدفك يا طالب العلم ..........................

قام أحد طلبة الماجستير في إحدى الجامعات الأمريكية بإجراء دراسة نادرة، كان ذلك في عام 1935م حيث أجرى هذا الطالب استفتاء لخريجي الجامعة في تلك السنة وكان السؤال الذي وجهه إليهم هو: هل لك أهداف محددة مكتوبة؟

وكانت النتيجة أن 3% فقط من هؤلاء الخريجين وضعوا لهم أهدافًا محددة ومكتوبة عما يريدون القيام به في حياتهم، وبعد عشرين سنة من ذلك، أي في عام 1973م رجع إليهم صاحب البحث ليستطلع أحوالهم، فوجد أن الـ3% حققوا نجاحًا في وظائفهم وأعمالهم أكثر مما حققه 97% الآخرون مجتمعين [1].

هذه النسبة المخيفة لا تنطبق فقط على طلبة جامعة هارفارد الأمريكية، إنما للأسف هي النسبة المتحققة على مستوى البشر، فيرى العلماء من خلال دراسات أعدت أن نسبة الذين يخططون لحياتهم لا تصل 3% من مجموع الناس كلها، وأن هذه النسبة القليلة هي التي تقود المجتمعات في مجالات الحياة المختلفة.

وهذه الدراسات إنما أجريت على ما يسمى بشعوب الدول المتقدمة، فما بالنا بشعوبنا ونحن الآن في ذيل الأمم، فلماذا أغلب الناس لا يحددون أهدافهم في الحياة؟ والجواب أن هناك قيودًا عديدة تأسر معظمنا، وتمنعه من أن يحدد وجهته في الحياة، ونريد منك أيها القارئ الكريم أن تتأمل معنا في بعض هذه القيود، لتعلم أي قيد وقعت في أسره فمنعك من تحديد هدفك حتى نتعاون سويًا على فكه بإذن الله تعالى.

1 - القيد الأول: الخوف من الفشل:

الخوف من الفشل هو عدو لدود للإنسان، وهو عائق كبير في طريق نجاحه وفاعليته، وإنما يخاف الإنسان من الفشل لأنه يسبب له ألمًا نفسيًا شديدًا، والإنسان بطبعه مستعد لأن يفعل أي شيء لتجنب الألم [لاسيما لو كان ألمًا نفسيًا] حتى ولو كان هذا الألم هو الطريق الوحيد نحو تحقيق النجاح، ومن ثم يفضل معظم الناس أن يعيشوا بدون أهداف واضحة خشية الوقوع في الإحساس بالألم من جراء الفشل في تحقيق هذه الأهداف، ولذلك فقد كان نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يستعيذ بالله تعالى من الجبن ويقرن بينه وبين العجز والكسل، فجاء في دعائه صلى الله عليه وسلم: [[اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، ومنم الجبن والبخل]] وإذا كان هذا هو حال أغلب الناس أنهم يخافون من الفشل، فإنك أيها الصادق لابد أن تنأى بنفسك عن هذه الحالة، إذ كيف تخاف من الفشل وأنت تتلو قول الله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:51] وأنى للخوف أن يتسلل إلى قلبك وأنت تسمع قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو يوصي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ويوصيك أنت أيها المؤمن من بعده فيقول: [[واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرًا]] ومن ثم ينبغي على المؤمن أن يثق بربه، ويحدد أهدافه ويستمد العون والتوفيق من الله تعالى.

2 - القيد الثاني: احتقار الذات:

فكثير من المسلمين يحتقر نفسه، ويقلل من قدراته وإمكاناته إلى الحد الذي يصيبه بالإحباط والعجز، ومن ثم يشعر أن النجاح والتميز قد خلق لأجل الآخرين من القادة والعظماء، وليس له هو لأنه لا يستحقه، ولذلك فهو يقبل ويرضى بكل شيء وينتظر ما تأتي له به الأيام، في سلبية وخنوع واستسلام دون أن يصنع لنفسه أهدافًا عظيمة يسعى لتحقيقها، وليست هذه دعوة للتسخط على أقدار الله والعياذ بالله، وإنما هي دعوة للفهم الصحيح للقضاء والقدر، الذي فهمه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أبى أن يدخل الشام لما انتشر بها الطاعون، فقالوا له: أفرارًا من قدر الله يا أمير المؤمنين؟ فقال رضي الله عنه: 'نفر من قدر الله إلى قدر الله' فهل قدر علينا نحن المسلمين في هذه الأيام الفشل والإحباط والعجز والسلبية؟ كلا فإننا عبيد لرب كريم علمنا أن نردد كما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير