تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في كتابه الكريم {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان: 74] وإننا أتباع لسيد أولي العزم من الرسل صلى الله عليه وسلم الذي خاطبنا بقوله: [[إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى]] فلماذا نقلل من شأن أنفسنا؟ ونحتقر ذواتنا، مع أن ذلك لا يمت إلى ديننا بصلة وهنا يقع كثير من الناس ضحية الفهم الخاطئ لقضية أخرى، إذ يخلطون بين الكبر وبين تقدير الذات من ناحية، ثم بين التواضع المحمود وبين احتقار الذات من ناحية أخرى، فالكبر كما أخبرنا عنه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو [[غمط الناس وبطر الحق]] أي احتقار الناس مع رد الحق وإنكاره وهذا عند الله عز وجل من أعظم الكبائر كما قال تعالى في الحديث القدسي: [[العز إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني شيئًا فيهما قصمته]] أما تقدير الذات أو الثقة بالنفس فهو أن يعرف العبد ما حباه الله من هبات وإمكانات لتحقيق الخلافة في الأرض، ويعتقد جازمًا أن هذه المواهب إنما هي محض فضل الله ومنته، فلا يركن إلى النعمة وينسى المنعم سبحانه وتعالى، وهذا أمر محمود، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرض على زرعه في نفوس أصحابه، وليس أدل على ذلك من هذه الألقاب العظيمة التي كان صلى الله عليه وسلم يطلقها على أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، فيلقب أبا بكر بالصديق وعمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بالفاروق، وخالد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بسيف الله المسلول، وأبا عبيدة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بأمين هذه الأمة، وحمزة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بأسد الله وأسد رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وغيرهم كثير من صحابته الكرام، ممن رباهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على الجمع بين تقدير الذات والثقة بالنفس الدافعة إلى معالي الأمور، وبين التواضع وخفض الجناح للمؤمنين كما وصفهم الله تعالى في كتابه: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِين} [المائدة: 54].

وأما احتقار الذات المعجز للنفس الذي يدفع إلى الفشل واليأس والإحباط فليس من ديننا العظيم في شيء.

3 - القيد الثالث: الاعتقاد الخاطئ:

فبعض الناس يعتقدون أن أعمال الذهن في تحديد الأهداف هو من قبيل تضييع الأوقات، ويستندون في ذلك إلى وجود أمثلة واقعية لأناس لم يعتنوا بتحديد الأهداف ومع ذلك فقد حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم وهؤلاء مثل المدخن الذي يعرف مدخنًا بلغ 155 سنة من العمر، وبالطبع فليس كل الـ97% من الناس الذين يحددون أهدافًا في الحياة فاشلين ولكن الغالبية العظمى منهم يواجهون أوقاتًا عصيبة أكثر من هؤلاء الذين يخططون ويتوقعون فالأصل إذًا أنه لا نجاح ولا إنجاز في الحياة إلا بتحديد الهدف، وأما إذا نجح من لا يحدد هدفه، فيكون نجاحه جزئيًا غير ذي قيمة حقيقية، كما يقول روبرت جيه ميكين: 'لا توجد إنجازات حقيقية بدون أهداف' [2].

4 - القيد الرابع: تعطيل النصف الأيمن من المخ:

تدل الأبحاث العلمية الحديثة في علم الفسيولوجي [3] على أن النصف الأيمن من المخ يختلف في وظائفه عن النصف الأيسر مع أنهما متشابهان تمامًا من الناحية التشريحية، والمقصود باختلاف الوظائف هنا هي الناحية النفسية، أما الوظائف الحيوية فهما فيها متماثلان، فكلاهما يحتوي على منطقة حركية ومنطقة للحواس ومنطقة بصرية ومنطقة سمعية، أما الوظائف النفسية فهي مختلفة تمامًا لكل منهما، فلقد أثبتت الدراسات والتجارب أن النصف الأيسر من الدماغ هو المسئول عن وعي الإنسان وخبرته باللغة، والمنطق والرياضيات والعلوم والكتابة، أما النصف الأيمن من الدماغ فهو النصف اللاواعي، والذي يكمن فيه الخيال والتصور والإبداع، والمقدرة على التخيل الفراغي [4] ورغم أن كل إنسان يمتلك القدرة على استخدام هذين النصفين معًا، إلا أن معظم الناس أحدهما دون الآخر، وفي الوقت الحاضر نتيجة لتعقد الحياة المادية، وانشغال الناس بالدوران في طاحونة المشاكل اليومية، فإن الأكثرية يطغى عليهم استخدام النصف الأيسر من المخ، فيجد الواحد منا نفسه مشغولاً بالتفاصيل الصغيرة وبشئون المعيشة اليومية دون محاولة النظر التخيلي إلى الصورة الإجمالية لحياته مما يقع تحت وظائف النصف الأيمن، فلا يحاول الإنسان أن يبدع ويبتكر أهدافًا وطموحات عالية تزيد من فاعليته وإنجازاته، وتنتشله من واقعه الذي لا يدرى عنه.

5 - القيد الخامس: الجهل:

ونقصد به الجهل بكيفية تحديد الإنسان لأهدافه في الحياة، فبعض الناس قد يكون لديهم الرغبة والحماس لتحديد أهدافهم، ولكنهم لا يعرفون الكيفية الصحيحة التي يتمكنون من خلالها أن يقوموا بوضع أهداف لحياتهم، والثابت أنك إن استطعت عزيزي القارئ أن تكتب سيناريو لحياتك وتحدد أهدافك فيمكنك بكل تأكيد أن تحققه وعندها تكون قد ملكت السر العظيم للنجاح والفاعلية، كما يقول ليون يوريس: 'يجب أن يعرف الروائي ما الذي سوف يقوله في الفصل الأخير من روايته، وبطريقة أو بأخرى يُسيِّر الأحداث في هذا الاتجاه، وفي رأيي أن تصور ما ستئول إليه الأمور في النهاية هو أمر أساسي تمامًا، ولكن يبدو أن القدرة على ذلك سر عظيم'.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير