[كتاب جديد::: (المجموع المفيد للطالب المستفيد)::: للشيخ عبدالعزيز الخضير ..]
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[10 - 06 - 07, 09:41 م]ـ
( ... كتاب المجموع المفيد للطالب المستفيد
حققه وضبط نصه وخرج أحاديثه وعلق عليه
فضيلةالشيخ / عبدالعزيز بن إبراهيم الخضير
قدم له وراجعه فضيلة الشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد
وقدم له وعلق عليه فضيلة الشيخ المحدث عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي.
?
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وسيد ولد آدم أجمعين، وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فهذا كتاب (الْمَجْمُوع الْمُفِيْد للْطَالِبِ الْمُسْتَفِيْدِ) جمعته بغيت التيسير والتسهيل، وقد عُنيت به أيما عناية، لكي يكون نبراساً للمبتديء، تذكرة للمنتهي، يستبصر به سبيل الدارسين الطالبين، ويحتذي مناهج أهل العلم الراسخين، الذين بلغوا في العلم شأواً عظيماً، حتى أدركوا منه حظاً وافراً، وما بلغوه يوم بلغوه، حتى رسمت لهم السبل، وأنيرت لهم الطرق، فانقادوا إليها زُرفاتٍ ووحدانا، برفق وروية، وعدم استعجال تصحبه عصبية، ولعل هذا (المجموع) يشفي العِلة ويروي الغِلة، ويكون غذاءً لذوي الألباب، لينهلوا منه معيناً زلال صافياً سائغاً لأهله وطلابه.
أخي طالب العلم لتعلم أرشدني الله وإياك، أن العلم لا يُنال براحة الأجسام، بل لابد فيه من بذل الوسع والاجتهاد، وقد قال عز من قائل:? وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ? [العنكبوت/ 69].
فإذا علم الله من العبد حسن قصده، وتمام إخلاصه، وفق إلى نيل ما يصبو إليه، وإن كان الإخلاص عزيزاً، إلا أنه ليس بمحال على العبيد، ولذا جاءت النصوص بالحث عليه، والعناية به.
وليحذر طالب العلم أشد الحذر، أن يطلبه لينال به دنيا فانية، أو حطاماً زائلاً، أو ليشار إليه بالبنان، أو ليقال عالم، فيكون من أول من تسعر بهم النار، ولذا جاء في صحيح الإمام مسلم، من طريق ابن جريج حدثني، يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسارقَالَ: تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? فَقَالَ لَهُ نَاتِلُ أَهْلِ الشَّامِ أَيُّهَا الشَّيْخُ حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ? قَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ? يَقُولُ:" إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ جَرِيءٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ عَالِمٌ وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ ... الحديث، وهذا من الوعيد الشديد، عياذا بالله من الخسران.
ثم إن هذا العلم دين، ولتنظر كل نفس عماً تأخذ دينها، ولهذا قال محمد بن سيرين كما في مقدمة الإمام مسلم: " إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ "، ولذا على طالب العلم أن يتحرى في الأخذ عن الشيوخ، فإنهم في هذا الزمن قليل أعني علماء الحق، وأهل العلم والعمل، الذين أتوا البيوت من أبوابها، ولم يتسوروا المحراب، فابتدؤوا بصغار العلم قبل كباره، فتعلموه منجماً، ولم يأخذوه قطعة واحدة، وهذا عمل السلف قاطبة في أخذهم العلم وتعليمه، وقد جاء في صحيح الإمام البخاري مجزوما بصحته قال ابن عباس?: ? كُونُوا رَبَّانِيِّينَ ? [آل عمران / 79]. حلماء فقهاء. ويقال الرباني: الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.
¥