تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد جاء عن ابن عباس y مرفوعاً وموقوفاً:" حفظ الغلام الصغير كالنقش في الحجر، وحفظ الرجل بعدما يكبر كالكتابة على الماء " وهو صحيح من حيث المعنى وإن لم يصح من جهة الرواية.

• طرق إحكام المحفوظ:

الطريق في إحكامه كثرة الإعادة،والناس يتفاوتون في ذلك: فمنهم من يثبت معه المحفوظ مع قلة التكرار، ومنهم من لا يحفظ إلا بعد التكرار الكثير، فينبغي للإنسان أن يعيد بعد الحفظ ليثبت معه المحفوظ، ولاسيما في حفظ القرآن الكريم.فعن أبي موسى t عن النبي r قال:" تعاهدوا هذا القرآن، فو الذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها " متفق عليه.

وعن ابن عمر yأن رسول الله r قال:" إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعلقة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت " متفق عليه.

وإذا كان المتن المحفوظ من متون الحديث فلا تزد كل يوم عن حفظ ثلاثة أحاديث، وإذا كان نثراً فلا تزد على حفظ ثلاثة أسطر، وإذا كان منظوما لا تزد عن حفظ ثلاثة أبيات،وبهذه الطريقة المتأنية يرسخ الحفظ.

والطريقة هي أن تكرر المقطع الذي تريد حفظه عشرين مرة بعد الفجر مثلا وبعد العصر أيضا تكرره عشرين مرة.

ولو كنت تحفظ مثلا ألفية ابن مالك فقبل أن تبدأ في حفظ الأبيات الجديدة اقرأ الأبيات التي حفظتها بالأمس عشرين مرة، ثم اقرأ حفظا من أول الألفية حتى تصل إلى موطن الحفظ الجديد، وهكذا تكرر ذلك يومياً حتى يرسخ المحفوظ، وبهذه الطريقة سر في كل متن تحفظه مع ضرورة مداومة مدارسة العلم حفظاً ومراجعة وقراءة وحضور دروس العلماء وملازمتهم، والسؤال عما أشكل من مسائل العلم.

وكان أبو إسحاق الشيرازي يعيد الدرس مائة مرة، وكان الكيا الهراسي يعيد سبعين مرة، واسمع هذه القصة التي تظهر لك أن قلة التكرار تنسي المحفوظ سريعاً.

قال ابن الجوزي في الحث على حفظ العلم.

وحكى لنا الحسن – يعني ابن أبي بكر النيسابوري- أن فقيهاً أعاد الدرس في بيته مراراً كثيرة، فقالت له عجوز في بيته: قد والله حفظته أنا، فقال: أعيديه فأعادته، فلما كان بعد أيام، قال: يا عجوز أعيدي ذلك الدرس، فقالت: ما احفظه، قال: أنا اكرر لئلا يصيبني ما أصابك.

فطريقة رسوخ الحفظ هو التكرار وما الحفظ إلا بالتكرار.

*مراجعة الحفظ:

إذا حفظت متوناً متنوعة في فنون العلم، فراجع كل شهر جميع المتون التي حفظتها لتكون أرسخ في الحفظ، واظهر في لاستحضار، وأسرع في الاستدلال أفضل طريقة هي تحزيب المتن المراد حفظه .... أولا

ثانياً: التكرار و التكرار و التكرار، لا يوجد علاج أنفع منه للحفظ، يروى عن بعض الشناقطة أنه يكرر المتن 1000 مرة!! و الشرح 100 مرة.

نسيت شيئا وهو أن تكون المراجعة أسبوعية وشهرية وكل ستة أشهر بمعني أنك تحفظ كل يوم ثم تراجع آخر الأسبوع وفي آخر الشهر تراجع ما حفظته في الأربعة أسابيع ثم بعد ستة أشهر تراجع ما تم حفظه خلال هذه الفترة وهذه دراسة أجراها أساتذة التنمية البشرية وعلي أساسها وضعوا هذه القاعدة في المراجعة ويقولون أنك إن فعلت هذا لا تنسي ما حفظت.

• حفظ الوقت:

لابد من طالب العلم أن يحفظ وقته، فإن الوقت هو الحياة، فلابد للطالب أن يتخلص من كثيرٍ من فضول الخلطة، ومن فضول النوم، ومن فضول اللهو، ولا يكون مبعثراً غير منتظم كثير الذهاب والإياب والتنزهات، فيضيع وقته بما لا فائدة فيه، فلو قرأنا في كتب الرجال وسير العلماء وحفظهم على أوقاتهم لوجدت العجب.

قال ابن عقيل رحمه الله: لا يحل لي أن أضيع شيئاً من وقتي، فكان يمضي وقته إما في القراءة والكتابة، أو في الذكر والاستغفار.

وفي صحيح الإمام البخاري عن ابن عباس ? أن النبي ? قال: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ". (1)

وقال عمر ? إنِّي أَكْرَهُ الرَّجُلَ أَنْ أَرَاهُ يَمْشِي سَبَهْلَلًا أَيْ: لَا فِي أَمْرِ الدُّنْيَا، وَلَا فِي أَمْرِ آخِرَةٍ. وروى الإمام أحمد فِي كتاب الزهد عن عبدالله بن مسعود ? قَالَ:" إنِّي لَأَبْغَضُ الرَّجُلَ فَارِغًا لَا فِي عَمَلِ دُنْيَا وَلَا فِي عَمَلِ الْآخِرَةِ ". قال ابن عبد القوي رحمه الله تعالى: (1)

وفي خَلْوَةِ الإنسانِ بالعلمِ أُنْسُهُ

وَيَسْلَمُ مِن قيلٍ وقَالٍ ومِنْ أذى

فكنْ حِلْسَ بيتٍ فهو سترٌ لعورة

وخير جليسِ المرءِ كُتْبٌ تفيدُهُ

وخالطْ إذا خالطتَ كلَّ مُوَفَّقٍ

يفيدُك من علم وينهاك عن هوى

ويسلمُ دينُ المرءِ عند التَّوَحُّدِ

جليسٍ ومِن واشٍ بغيضٍ وحُسَّدِ

وحرْزُ الفتى عن كلَّ غاوٍ ومُفْسِدِ

علوماً وآداباً وعقلاً مؤيد (2)

من العُلَمَاء أهل التقى والتَّسَدُّدِ

فصاحِبْهُ تُهْدى مِنْ هُدَاهُ وتَرْشَدِ

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[19 - 11 - 09, 07:07 ص]ـ

جزاك الله خيراً وبارك الله في الشيخ عبدالعزيز ..

ـ[ناصر قليل]ــــــــ[19 - 11 - 09, 08:06 ص]ـ

جزاك الله خير

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير