تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(وإننا نعلم أن التصويرات الشيوعية خادعة ومضللة؛ ونعلم أن الشيوعية السوفيتية لن تفتح أبواب التجربة التي قاموا بها في وطنهم للحكم عليها حكماً حرّاً محايداً. ونعلم أن أولئك الذين يقعون في براثنهم من جراء الإغراء الزائف لهذا التصوير، سرعان ما يدركون الفرق بينها وبين الحقيقة 00 إن العنكبوت ينسج بيتاً جميلاً يتألق في ضوء الشمس ويدعوا الذباب إلى صالونه! والدعاية الشيوعية جذابة مثل بيت العنكبوت. ومتى وقع في قبضتها شعب فإن الاستبداد يمتص قواه الروحية 00 ولكن الشيوعية –كأمل- لها قبول عند الجماهير في كل مكان من آسيا، وفي جزر الباسفيك، وجنوب أمريكا، وأفريقيا 00 وحتى في أوروبا الغربية 00

(لقد قال ستالين: إن قوة وحيوية الماركسية –اللينينية، تكمن، في أنها تركز نشاطها العملي في الحاجة في تنمية الحياة المادية للمجتمع.

(ويبدو أن كثيراً من البلاد غير الشيوعية –بما في ذلك الدول المسيحية الغربية- تعطي الأولوية "لتنمية الحياة المادية للمجتمع" وتجعل من "الروحية" أمراً ثانويّاً يتعلق بالأفراد أنفسهم ..

(ويتخذ الشيوعيون ذلك مثالاً لكي يثبتوا أنه حتى المجتمعات الغربية كان عليها أن تتبع النظريات المادية للشيوعية! ولا يقوم الزعماء الغربيون بإنكار ذلك بطريقة مقنعة 00 وهكذا يرتفع المستوى الأدبي للشيوعية السوفييتية في العالم بدرجة كبيرة!

(إن الصعوبة ناشئة في أننا نقف موقفاً غامضاً من إيماننا؛ ومن العلاقة التي بين هذا الإيمان ونشاطنا!

(إننا نستطيع أن نتحدث ببلاغة عن التحرر والحرية، وعن حقوق الإنسان والحريات الأساسية؛ وعن الكرامة والقيمة الإنسانية للفرد 00 ولكن معظم حديثنا مشتق من فترة كان مجتمعنا فيها قائماً على "الفردية" 00 ونتيجة لذلك فليس لها أثر كبير عند أولئك الذين يعيشون في ظروف يكون معنى الفردية فيها هو الموت المبكر ..

(ونستطيع كذلك أن نتحدث ببلاغة عن التقدم المادي الذي حققناه، وعن روائع الإنتاج الجماعي، وعدد السيارات وأجهزة الراديو والتليفزيون التي يمتلكها أفراد شعبنا .. ولكن المبالغة في وصف الماديات تعطي البعض فكرة بأننا قد أفلسنا من الناحية الروحية؛ وتجعل من البعض حاسدين لنا، وأميل إلى التمجيد الشيوعي (للجهود الجماعية) من أجل تنمية الحياة المادية للمجتمع!) ..

(إننا لا نستطيع أن نكافح الشيوعية السيوفييتية في العالم، وأن نحبط أساليبها في الخداع والإرهاب والعنف، ما لم يكن لدينا إيمان، واستعانة بالوسائل الروحية في مجتمعنا الحديث المعقد؛ والتي تحول نفسها إلى أعمال خالصة من الدناءة، وظروف الحياة الذليلة، التي لا يمكن أن تنمو فيها الروح!)

(لقد أخفقنا بشكل يدعو إلى الرثاء في أن نرى أن من الممكن الحصول على عدالة اجتماعية، دون أن نمارس الإلحاد والمادية .. إن ذلك يعتمد على الرغبة الاختيارية للفرد في قبول أو التخلي عن الالتزامات الاجتماعية تجاه الفرد الآخر ..

(ونتيجة لذلك فإن كثيراً من قومنا قد فقدوا إيمانهم في مجتمع حر. وكأمة فقدنا كذلك إيماننا الديني وممارسة شعائرنا الدينية. رغم أننا ما زلنا متدينين! إننا نفرق بين الدين وممارسة الدين! ولم نعد نؤمن بأن الإيمان يتمشى مع الظروف الحديثة .. ومتى تحطمت الصلة بين الإيمان والعمل، فلن نستطيع بعد ذلك أن ننمي قوة روحية نستطيع نشرها في جميع أنحاء العالم) ..

(إن علينا أن نغير كل ذلك. إننا نستطيع-بل يجب- أن نرفض كلية النظرية الماركسية القائلة: إن الأشياء المادية لها الأولوية، والروحية تابعة لها. إن العبودية والاستبداد لا يمكن ان يكونا صواباً، حتى ولو بصفة استثنائية. ويجب ألا نخشى وضع الإيمان في مرتبة الصدارة بالنسبة لحرية الإنسانية والتحرر، وان نتمسك بالرأي الديني القائل: إن الله قد خلق الإنسان لكي يكون اكثر من منتج مادي؛ وان غايته النهائية شيء آخر غير الأمن الجثماني. يجب أن نؤمن بأنه يجب تحرير الناس في كل مكان من التضييق الروحي والعقلي والاقتصادي المتزايد، بحجة أن ذلك سينمي الرفاهية الاقتصادية للمجتمع الذي ينتمون إليه!) ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير