تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وضرر تصوير الكتب الجديدة ونشرها على الشبكة هو باختصار شديد: تهديد للاستمرار في إخراج الجديد، لا سيما الأعمال الكبيرة التي لا تخرج إلا بعد جهد ومال كثيرين.< o:p>

ليس خافياً على أحد أن الله من علينا في هذا العصر بنعمة الطباعة، والتي كان من ثمارها أن جهود العلماء والأئمة السابقين خلال قرون أصبح كثير منه منشوراً متداولاً بين أيدينا اليوم في خلال بضع عقود من الزمن، يعني أن جهود القرون أصبحت قريبة المنال منا خلال بضع عشرات من السنين، بدل أن تبقى حبيسة مكتبات المخطوطات لا يكاد يصل إليها إلا بضعة نفر بعد جهد جهيد.< o:p>

أفلا نشكر الله على هذه النعمة ونسعى جاهدين لاستمرارها، ونبتعد عن كل ما من شأنه أن يؤثر سلباً على هذا الانتاج؟ < o:p>

وكل صاحب عقل وإنصاف يعترف لدور النشر بدورها الكبير في هذا الانتاج، ويعرف أن النشر لو كان فقط من خلال أهل الخير والجمعيات والهيئات المدعومة لما رأينا عشر هذا النتاج، ولن أكون مبالغاً إن قلت: لما رأينا عشر معشار هذا النتاج.< o:p>

ثم إن كل صاحب عقل وإنصاف لا بد أن يستنتج أن دور النشر ما كانت لتقدم على هذا الانتاج والاستمرار فيه طيلة السنوات السابقة لولا طمعهم بالربح المادي - قليلاً أو كثيراً بالنظر لاختلاف أحوال ونوايا الناشرين - والذي جعلهم يمضون قدما في الانتاج هي قوانين حقوق الطباعة التي تضمن لهم حقهم وتجعلهم يطمئنون أن حقوقهم محفوظة وأن لا أحد يستطيع تجاوزهم.< o:p>

فماذا تظنون أنهم فاعلون الآن وهم يرون حقوقهم تستباح؟ ماذا تظنون أنهم فاعلون وهم يشعرون أن طباعة الكتب لم تعد تأتيهم بالربح الذي من أجله تصدوا لهذا العمل؟ < o:p>

الرد الطبيعي والمنطقي هو التوقف عن طباعة الكتب الجديدة لا سيما المكلفة منها، والاكتفاء بالكتب مضمونة الربح وهي الكتب الجامعية والمقررات الدراسية والكتب التجارية والكتب المدعومة من بعض الجهات، وفي أحسن الأحوال الاكتفاء بالكتب الصغيرة قليلة التكلفة.< o:p>

وهذا الكلام مني ليس مجرد حدس يشوبه التشاؤم وسوء التقدير، وليس كلاما إنشائياً بعيداً عن الواقع، بل هو كلام تؤكده هذه الشكاوى التي لا ينفع معها التجاهل وصم الآذان.< o:p>

ثم هو كلام منبعه تجربتي مع دور النشر ولقاءات مع بعض الأخوة المحققين والمؤلفين، تأكد لي بها أن مخاوفي من تأثير تصوير الكتب الجديدة على استمرار نشر الجديد لم تكن مجرد هواجس، بل هو واقع جديد بدأ يفرض نفسه بقوة وبسرعة لم أكن أتوقعها، فبدأت الاعتذارات عن طباعة الكتب، وبدأ تأجيل طباعة بعض الكتب الجاهزة وهي كتب تطبع لأول مرة. < o:p>

وبعضها كتب جيدة بكل المقاييس، حتى لا يقال: ربما تعسر أمر طباعتها لأنها كتب ليست جيدة فإن الكتب الجيدة تفرض نفسها ولا يضرها التصوير. فهذا الكلام قد يبدو منطقياً لأول وهلة، لكنه عند التحقيق كلام إنشائي لا أثر له على أرض الواقع، وهل كان كتاب صحيح وضعيف أبي داود هل كانت تنقصه الجودة ليتأثر بالتصوير ويعترض ناشره، وهل كتب دار الفاروق ليست جيدة لذلك تأثرت بالتصوير، ولا أريد أن أذكر أسماء أخرى غير مذكورة من قبل حتى لا أُقحِم في الموضوع من لا يريد أن يُقحَم فيه. < o:p>

إذاً، فالضرر على استمرار الانتاج وطباعة الجديد بدأ يظهر ويفرض نفسه كواقع جديد، فهل هذا ما نريد؟ هل التسبب في هذا الأمر محمود أم مذموم؟ < o:p>

وهذا الضرر الحاصل من تصوير الكتب الجديدة ونشرها على الشبكة ضرر عام وليس ضرراً على فئة خاصة معدودة حتى يقال المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة.< o:p>

بل إنني أؤكد على ما ذُكر في بعض المشاركات وهو أن المصلحة العامة هي بتأمين طباعة هذه الكتب وإخراجها من عالم المخطوط إلى المطبوع إن كان تحقيقاً، أو بإخراجها من العدم إلى الوجود إن كان تأليفاً. < o:p>

بهذا تتحقق المصلحة العامة وهذا هو نشر التراث، أقول ذلك تحدثا بنعمة الله عليَّ أن منَّ علي وجعلني عضواً من هذا الفريق الذي سخره الله لخدمة التراث وإخراج الجديد، فلله الحمد والمنة.< o:p>

نعم هذا هو نشر التراث، وهذه هي المصلحة العامة التي ينبغي الحفاظ عليها إن كنا صادقين في حبنا لنشر التراث.< o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير