تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

• فمذكرات عرابي هي دفاع عن موقفه من الثورة العرابية وعرض تاريخي كامل لحياته منذ مطالعها حتى حادث النفي عام 1882 وقد دعاه إلى كتابتها أنه اطلع على كثير من الجرائد والتواريخ العربية والإفرنجية الموضوعة عن (النهضة المصرية) المشهورة بالثورة العربية، فلم يجد فيها ما يقرب من الحقيقة ولا ما يشفي غليل روادها من أبناء الأمة لذلك رأى أن يكتب للناس كتابا يهتدون به إلى هذه الحقيقة المرموقة "تمحيصا للتاريخ من دون الاهباء الفاشية والمغتربات الباطلة" وقد سماه (كشف الستار عن سر الأسرار في النهضة المصرية المشهورة بالثورة العرابية في عام 1298ر/1299 هـ وفي 1881/م).

ورأى أن ذلك قياما بالواجب عليه لأبناء وطنه وتصحيحا للتاريخ وخدمة عامة للإنسانية.

وقد بدأ عرابي المذكرات بتاريخ حياته ونسبه (فهو عربي شريف الأرومة مصري المواطن والنشأة والتربية) ثم تحدث عن حياته في الجيش قبل الثورة ووصف ما كانت عليه مصر في عهد إسماعيل من الظلم، وفي عهد توفيق من الفساد، مما دفعه هو والضباط الأحرار وكبار المفكرين لإنقاذ الوطن مما يعانيه والدفاع عن كرامته.

• ومذكرات الشيخ محمد عبده تتكون من عملين: فقد كتب سيرة حياته وكتب مذكرات عن الثورة العرابية، وقد ضمت سيرته وقائع حياته وبيئته وتربيته بالأزهر ولقائه لجمال الدين، وعمله في الجريدة الرسمية كما تناولت سيرته حكم محمد علي وإسماعيل، أما مذكراته عن الثورة العرابية فقد تناول فيها مقدمات الثورة العرابية ووقائعها بالعرض والبحث، كما تناول عواملها البعيدة في عصر إسماعيل، وكان قد كتبها بأمر من الخديوي عباس وقدمها إليه وقال في مقدمتها: "أمرتني أن أكتب ما شهدت وما سمعت وما علمت وما أتقدم في الحوادث العربية منذ نشأتها إلى نهايتها، علم بعوامل هذه الفتنة تقرر تبعة الخطيئة على من اقترفها ويرثى منها من رمي بها، وقد كان الساعي في تسكينها حاثي التراب في وجهها وقوف على أسرارها النازلة يبعد بالعقل الرشيد عن الاعتزاز بظواهر ليست لها سرائر وصور إنما تكشف عن غير وغير ... "

وقد أشار الشيخ محمد عبده في الدوافع التي دعته إلى كتابة سيرته فقال:

"ما أنا ممن يكتب سيرته ولا من يترك للأجيال طريقته فإني لم آت لأمتي عملا يذكر، ولم يكن لي منها اليوم أثر يؤثر، حتى أكون لأحد منها قدوة أو يكون لأحد فيَّ أسوة وهذا الذي أجد من استصغار أمري وخفاء أثري وظهور عجزي عن بلوغ ما يرمي إليه فكري، كان يمنعني من أن أكتب شيئا يتعلق بحياتي تعرض فيه بداياتي وشيء من أعمالي بعدها وصفاتي، حتى أكون به باقيا عند من يطالعه بعد مماتي، ولكن عرض لي أن زرت يوما بعض أصدقائي من الغربيين ممن نظروا في الآفاق وبحثوا في العادات والأخلاق فدار الحديث بيننا عن شئون بعض الأمم الحاضرة وما يجري فيها عما أدت إليه حوادثها الماضية فذكرت لهم ما عندي في ذلك، وما أقيم عليه رأيي من مشاهدات في أيامي الخاليات فرأوا فيما ذكرت شيئا يستحق أن يذكر، ولا ينبغي أن يهمل ويهدر، وقالوا: "أنهم يتمنون أن يرونه منقولا إلى لغتهم، مقروءا في قولهم بلسانهم ولن يكمل ذلك حتى يكون مدرجا في سيرتي معروضا في تصاعيف وصفي لمعيشتي وما اتصلت به من ادوار وما تدرجت إليه من آراء وأفكار.

هذا الذي لفتهم إلى دعوتي لتحرير سيرتي، نزر قليل مما أقصه كل يوم على أبناء جلدتي.

• أما عبد الرحمن الرافعي فقد كانت أهم الدوافع التي حدت به إلى كتابة مذكراته هي انه بعد أن ترجم لمئات من الشخصيات في تلك الحقبة من الزمن التي أرخها والتي تزيد على مائة وخمسين عاما من تاريخ مصر الحديث كان لابد أن يترجم لنفسه.

وقد عمل المتقدمون مثل ذلك، ففي الخطط التوفيق فصل كبير عن المرحوم علي مبارك عن تاريخ نفسه" وعنده أن الترجمة للنفس من أشق الأمور على الإنسان، فقد يحمل هذا على محمل المباهاة والأنانية، وهو لم يقصد إلى ذلك وإنما قصد إلى أن مثل هذه المذكرات فيها من الحقائق والخواطر ما لا تتسع له كتب التاريخ، وهي على ذلك قد تفيد من يريد أن يتفهم العهد الذي عاش فيه وشاهد حوادثه وحقائقه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير